منظَّماتٌ إنسانية أم شبكاتٌ تجسُّسية صهيوأمريكية؟!
سهام وجيه الدين
قال تعالى: ﴿قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ من حَيثُ لَا يَشْعُرُونَ﴾ النحل (26).
ما زلنا لم نستوعب بعد خيانة أبناء الوطن لوطنهم وما كان مما رأينا من أفراد خلايا تجسسية ما أسموا أنفسهم “القوة 400″، حَيثُ أبطلت الأجهزة الأمنية ووزارة الدفاع هذه الخلايا ورد الله كيدهم في نحورهم، ما لبثنا إلا أن تلقينا من جهاز الأمن والمخابرات خبر الكشف عن خلايا هي أخطر وأكثر عدداً وامتدادا مما سبقها؛ حيثُ إن هؤلاء الجواسيس مجندون منذ عقود بتواطؤ مع السلطة السابقة الخائنة المتمثلة بعفاش لصالح الشبكة الصهيوأمريكية، ضاربين مصلحة البلد وأبناء البلد عرض الحائط.
في جميع المؤسّسات الحكومية ينخرون بعظم البلد ومواطنيه، ناتجٌ عن ذلك بلدٌ متآكل وجيلٌ متهالك، وآخرون تحت غطاء المنظمات الإنسانية “بالأصح اللاإنسانية” التي تعمل على نشر الفساد باستخدام أساليب ماسونية تحقّق أهداف غربية، لكن هيهات فرجال الأمن والمخابرات لهم بالمرصاد.
وما هذا إلَّا غيض من فيض من الأعمال التخريبية من قبل أجهزة المخابرات الغربية وعلى رأسها جهازا “الموساد والـCIA” وقد رأينا من خلال اعترافات الجواسيس بعض من تلك الأعمال، وبالطبع فَــإنَّ “جهاز الأمن والمخابرات” قد تحفّظ عن أغلب الاعترافات لدواعٍ أمنية لا يمكن الإعلان عنها.
صحيح أننا نفخر بالانتصار بالقبض على هذه العناصر التخريبية، لكن القلب يقطر دماً متسائلين: كيف لهم أن يبيعوا أرضهم وعرضهم وشرفهم وكيانهم ويعملون لصالح أجندات خارجية تعبث بمصالح البلاد وتعيث في الأرض فسادا، كيف غُيبت عقولهم لتصل بهم بنهاية المطاف بأن أصبحوا خونة وعملاء، كيف لم يعتبروا ممن سبقوهم بأنه ومهما طال الزمان لا بُـدَّ للخائن أن ينكشف ويعاقب على خيانته، وأنهم مهما طغوا وتجبروا لا بُـدَّ من اليوم الذي سيُزَلزَل فيه عرش الطغاة؟!
على أبناء الشعب اليمني كافة أخذ الحيطة والحذر من التورط في مثل هذه الأعمال الإجرامية، وإن حصل وتورط؛ بسَببِ الإيقاع به عليه التوجّـه فورًا إلى الجهات المختصة.
بارك الله في رجال الرجال، بارك الله في أبطال جهاز الأمن والمخابرات، ولا نامت أعين الجبناء.