سقوطٌ أمريكي غيرُ مسبوق
هنادي محمد
(إنجازٌ أمنيٌّ استراتيجي غير مسبوق)، كان هذا هو العنوان للخبر الذي انتظر شعبنا الكشف عنه؛ فكان بحَقٍّ “غير مسبوق” وخارج التوقعات المرتقبة؛ لذا تسبب بضربةٍ قاصمةٍ في عمود الموساد الإسرائيلي ومخابرات الولايات المتحدة الأمريكية بالقبض على شبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية التي نخرت في كبد مؤسّسات الدولة الحكومية والخَاصَّة لعقودٍ من الزمن.
إنجاز أمني كشف الوجه الآخر والحقيقي للشيطان الأكبر (أمريكا) وغدته السرطانية (إسرائيل)، وفضح أساليبهم وسياستهم التي من خلالها يمررون مشاريعهم وطموحاتهم، وأكّـد أن شعار ودعاوى السّلام التي ينادون لها ويردّدونها ما هي إلّا صوتٌ موسيقيٌّ مخادع كغطاء للإجرام في مختلف شعوب العالم.
اعترافاتُ أعضاء الخلية بيّنت مستوى العمل الدؤوب الذي يقوم به الأمريكي والإسرائيلي وحجم طمعهم ببلدنا، وأنهما وضعا نفسهما أما خيارين: إما احتلال البلد أَو تدميره؛ فامتدت أذرعتها وظهرت بصماتهما الجهنمية في جميع مجالات الحياة (سياسيًّا، اقتصاديًّا، تربويًّا، إعلاميًّا، اجتماعيًّا،… إلخ)، بدءاً باستهدافهم للإنسان، ووُصُـولاً إلى استهداف النبات والتربة والحيوان.
بالمختصر الشديد: يحاربون كُـلّ ما سخره الله ﷻ في السموات والأرض من نِعَمٍ؛ ليتأكّـد لنا أنهم وباء يجب أن يتم القضاء عليه وتطهير كُـلّ ما طالته أيديهم السوداء للتخلص من آثارهم القذرة..!
الجدير ذكره في هذا المقام، وأمام هذا الإنجاز الأمني الاستراتيجي المهم أن جهاز مخابرات الجمهورية اليمنية ينتصر ويتفوق بجدارة على أجهزة مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية والموساد الإسرائيلي، وأظهرَ هشاشتهم للعالم.
وهنا نقف إجلالًا لأجهزتنا الأمنية التي لا تتوانى على الدوام عن رصد العدوّ وتحَرّكاته والعمل على إحباطها ومواجهتها، وتضمن للمجتمع الأمن والاستقرار في معركة أمنية داخلية لا نهاية لها، وحجم الانتصار يُظهِرُ للمتأمل أن التأييد الإلهي هو العنصر الأَسَاس في هذه العملية الكبرى.
اليمن يتفرد بانتصار عظيمٍ يضاف إلى سجلِّ انتصاراته المتتالية في صراعه مع اليهود والنصارى، ويقدم الشواهد الدامغة والمتتابعة التي تؤكّـد أن سنن الله ماضية في أرضه منها: {مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا، وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ، لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ}، ومنها: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ، إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، والعاقبةُ للمتّقين.