اليوم الـ249 من معركة (طوفان الأقصى) البطولية: المقاومة تثبتُ حضورَها في الميدان.. “غزة” عصيةٌ على الاحتلال

المسيرة | خاص

تواصلُ فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية ولليوم الـ249 من معركة (طوفان الأقصى) البطولية تصدِّيَها لقوات الاحتلال الصهيوني، في محاور متفرقة من القطاع، حَيثُ دارت اشتباكاتٍ عنيفة بين الطرفين في “الشابورة” بمدينة “رفح” جنوبي قطاع غزة، فيما أعلنت وسائل إعلام مختلفة أن قوات الاحتلال أفرجت عن 80 أسيراً فلسطينياً من سجونها عبر حاجز “زيكيم” غربي “بيت لاهيا” وتم نقلهم إلى مستشفى “كمال عدوان”.

في التفاصيل؛ أفادت مصادر ميدانية، بأن اشتباكات عنيفة دارت رحاها بين أبطال المقاومة وقوات الاحتلال في مخيم “الشابورة” بمدينة “رفح” جنوبي قطاع غزة، وأعلنت سرايا القدس أنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود وآليات الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقذائف في محاور التقدم برفح جنوبي قطاع غزة، وسط تواصل القصف في المدينة، ولفتت السرايا، إلى أن مجاهديها تمكّنوا من قنصِ جندي صهيوني في محور “نتساريم” جنوبي “تل الهوا” بمدينة غزة.

بدورها، قالت قوات الشهيد عمر القاسم: “فجَّرَ مقاتلونا عبوةً ناسفةً في ناقلة جند إسرائيلية في مخيم “الشابورة” في رفح وأصابوها إصابة مباشرة؛ ما أَدَّى إلى إيقاع خسائر مؤكَّـدة في صفوف الجنود”.

كتائب شهداء الأقصى من جانبها قالت: “قصفنا بقذائف الهاون حشود العدوّ وآلياته في مخيم “الشابورة” بمدينة رفح جنوب قطاع غزة”، وأكّـدت أنها خاضت اشتباكات ضارية مع جنود وآليات العدوّ في محاور التقدم في مخيم “الشابورة” بمدينة رفح”.

 

ساحاتُ المعارك خلال الـ24 الساعة الماضية:

من خلال تحليل قتال وعمليات المقاومة في ساحات المعارك الرئيسية في “غزة”، وعلى مدى الـ48 الساعة الماضية، نجد أن ساحات القتال الرئيسية، تركزت في “رفح”، حَيثُ شكلت مدينة “رفح” المحور الرئيسي للاشتباكات، وفي مخيم “الشابورة”، وزادت حدتها لا سِـيَّـما في المناطق الجنوبية والغربية على الحدود مع مصر؛ وذلك لمنع تقدم قوات الاحتلال نحو الداخل.

أما في ساحة قتال محور “نتساريم”، فقد شهد هذا المحور الواقع جنوبي مدينة غزة تركُّزاً كَبيراً للهجمات باستخدام قذائف الهاون والصواريخ؛ بهَدفِ استهداف التجمعات العسكرية الإسرائيلية وخطوط الإمدَاد، وإلى شرقي مدينة “دير البلح”، التي شهدت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المقاومة قذائف مضادة للدروع والعبوات الناسفة لاستهداف الدبابات والجرافات العسكرية الصهيونية، واستخدام سلاح القناصة.

وبحسب تقارير عبرية، فَــإنَّ قيادة العدوّ الصهيوني، تعتبر “البريج – المغازي – المصدر – دير البلح –الزوايدة”، محوراً تثبيتي لكتائب المقاومة شرقي وغربي محافظة “دير البلح”، والهدف الأول من المناورة الهجومية الصهيونية فيه كما يبدو هو منع المقاومة من مؤازرة “رفح” من جهة واشغالها عن أية عمليات إيذائية في منطقة مسؤولية الفرقة “99” من “جحر الديك” إلى مدينة “الزهراء”، كما أن الهدف الرئيسي منه؛ السيطرة على كامل الواجهة البحرية لمحافظة “دير البلح” لربطها بالواجهتين البحريتين لمدينة “خان يونس” و”رفح” حتى يتسنى للعدو السيطرة على كامل الواجهة البحرية لقطاع غزة وعزله عن البحر.

 

التكتيكاتُ والأسلحة المستخدَمة وتحليل أداؤها:

خلال الـ24 الساعة الماضية، استخدم أبطال الجهاد والمقاومة الفلسطينية طريقة القتال المباشر، وأظهرت بيانات المقاومة تنفيذ هجمات مباشرة ضد قوات العدوّ المتقدمة باستخدام الأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع منها “الياسين 105، شواظ، RPGs، بانتوم”، كما اعتمدت المقاومة على النيران غير المباشرة، بشكلٍ رئيسي على قصف تجمعات وجنود العدوّ باستخدام، قذائف الهاون، بأحجام متنوعة من (60 ملم إلى 120 ملم)، والصواريخ، بأنواعها المختلفة (107 ملم، بدر1، ورجوم).

وبرز حرب العبوات الناسفة، كتكتيك متميز؛ إذ أكّـدت المقاومة على استخدام أنواع متعددة من العبوات الناسفة، منها عبوات مضادة للأفراد، “رعدية، موجهة”، وعبوات مضادة للدروع، “برميلية، شواظ”، وألغام “فردية وموجهة”، إلى جانب استخدام حرب الأنفاق، والذي نفذت المقاومة من خلاله عمليات نوعية باستخدام الأنفاق المفخخة والتي أَدَّت إلى مقتل عدد من جنود الاحتلال.

ووفقاً للمعطيات الميدانية فَــإنَّ المقاومة تستمر في تنفيذ العديد من العمليات النوعية، والتي شملت على عمليات قنص للجنود والضباط، وعمليات إنزال خلف خطوط العدوّ، كما أن استهداف طائرات مروحية بصواريخ “سام 7” لم يختفِ يوماً من المشهد.

ويرى مراقبون ومن خلال تحليل الأداء والتكتيكات، أن التنسيق بين الفصائل يتطور يوماً عن يوم، وأظهرت البيانات تنسيقاً ملحوظاً بين فصائل المقاومة المختلفة في بعض العمليات المشتركة، ويبدو أن هذا ما زاد من التنوع التكتيكي الذي أظهرت المقاومة فيه قدرة على تنفيذ هجمات مختلفة تضمنت القتال المباشر والنيران غير المباشرة وحرب العبوات والعمليات النوعية، إلى جانب استهداف القيادة والسيطرة، حَيثُ ركزت المقاومة على استهداف مواقع القيادة والتحكم الإسرائيلية؛ بهَدفِ شل قدرتها على إدارة القتال.

وبحسب المراقبين، لقد نجحت المقاومة في توثيق جُــلِّ عملياتها ونشرها عبر وسائل الإعلام لرفع الروح المعنوية في الشارع الفلسطيني وإحباط الرأي العام الصهيوني ودس التفرقة بينه؛ وهذا ما جعلها تتفوق في حرب الإعلام المضادة والحرب النفسية وحرب الأعصاب التي تشنها على الكيان.

 

عملية الإنزال خلف خطوط العدوّ التي نفذتها المقاومة وتأثيراتها:

من خلال تحليل البيانات المتاحة، يمكن استنتاج بعض المعلومات حول عملية الإنزال التي نفذتها كتائب “القسام” مطلع الأسبوع الفائت، والتي استهدفت مقر قيادة الفرقة 162 التابعة لجيش الاحتلال في رفح.

بحسب محللين فالاختراق التكتيكي الذي تمكّن من خلاله المجاهدون من اختراق السياج الحدودي الفاصل، هو ما يشير إلى دراسةٍ مسبقة لنقاط ضعف العدوّ والتوقيت المناسب للتسلل، إلى جانب التفوق بعنصري السرية والمفاجئة، عندما وصل المقاتلون إلى هدفهم، وهو مقر قيادة فرقة عسكرية، دون كشفهم؛ مما يعكس مستوى عالٍ من التدريب والتخطيط.

وكان لهذا الأداء التأثير الشديد على العدوّ، فمُجَـرّد الوصول إلى مقر قيادة يعد اختراقاً أمنيًّا كَبيراً، ومن المتوقع أن تُثير هذه العملية حالة من الارتباك والقلق في صفوف القوات الإسرائيلية وتدفعهم إلى اتِّخاذ إجراءات أمنية أكثر صرامة مستقبلاً.

ويمكن اعتبار العملية ممتازة وناجحة من حَيثُ القدرة على اختراق الحدود والوصول إلى الهدف دون كشفها في ظل الظروف العسكرية التي تفرض على العدوّ اعتماد أقصى طاقة أمنية لحماية جنوده ومواقعهم واهميتها أنها استهدفت مقر قيادة فرقة أَسَاسية في حرب غزة وهي الفرقة “162”.

بعد أن بعثت هذه العملية برسالةٍ مهمة للعدو الإسرائيلي تفيد بقدرة المقاومة على مباغتة قواته حتى خلف خطوطه؛ مما يفقده الإحساس بالأمان، ويشكّل ضغطاً نفسياً عليه، ويذهب إلى خطوات أكثر أماناً له.

 

هل ما تزال المقاومة بخير أم أنها تأثرت بعد 8 أشهر من المعركة؟

في الإطار، تؤكّـد كافة المعطيات الميدانية أن مستوى الصمود والثبات والمثابرة؛ الذي يظهر على المقاومة، تصميماً واضحًا على مواصلة القتال ومواجهة العدوان الإسرائيلي، على الرغم من قوة النيران التي واجهتها، وطول مدة الحرب والخسائر الكبيرة التي لحقت بالمدنيين، فضلاً عن استمرار الحصار الخانق لشعب غزة.

وبالتالي اعتمدت المقاومة مجموعة متنوعة من التكتيكات، من القتال المباشر إلى حرب الأنفاق والعمليات النوعية؛ مما يثبت مرونتها وقدرتها على التكيف مع ظروف المعركة، وكان للتنسيق بين الفصائل العاملة في الميدان أثره الكبير؛ إذ لوحظ المستوى العالي من التنسيق بين فصائل المقاومة المختلفة، لا سِـيَّـما في بعض العمليات المشتركة.

كما ركزت المقاومة على استهداف الجنود والمعدات العسكرية للعدو؛ بهَدفِ إلحاق أقصى قدر ممكن من الخسائر في صفوفه، بعد أن نجحت في توثيق كُـلّ عملياتها تقريبًا ونشرها عبر وسائل الإعلام المختلفة؛ مما ساهم في رفع الروح المعنوية في الشارع الفلسطيني والجمهور المساند لغزة وخلق الاضطراب في الرأي العام الصهيوني وداعميه.

وعليه؛ فأبطال الجهاد والمقاومة الفلسطينية أظهروا شراسة ومثابرة كبيرة في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ونجحوا في إلحاق الخسائر بالعدوّ ورفع الروح المعنوية في الشارع الفلسطيني والأمة جمعاء، ومع ذلك، فَــإنَّها لا تزال تواجه تحديات كبيرة من حَيثُ التفاوت في موازين القوى وعدم توفر الإمْكَانيات التي تمكّنها من تحقيق نصر حاسم، والذي يأتي على عاتق جبهات الإسناد.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com