لماذا نحتفلُ بيوم الغدير؟
فضل أبوطالب
■ اقتدَاءً واهتداءً برسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- الذي جمع المسلمين بعد انتهائه من حجّـة الوادع في ١٨ من ذي الحجّـة من السنة العاشرة للهجرة في منطقة غدير خم بين مكة والمدينة وهي إلى مكةَ أقربُ بعد أن نزل عليه قولُ الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) فقام رسولُ الله في جموع المسلمين ورفع يد علي بن أبي طالب -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- وقال لهم: (أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم؛ فمن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصُرْ من نصره، واخذُلْ من خذله) ونزل بعدَها قولُ الله تعالى: (اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا) وهذه الحادثة مشهورة متواترة مقطوع بصحتها عند جميع المسلمين.
■ لأنه يوم أكمل الله فيه الدين، وأتم فيه النعمة، وارتضى لنا فيه الإسلامَ ديناً كما قال الله عنها (اليومَ أكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ علَيْكُم نِعْمَتي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلَامَ دِينًا).
■ إحياء هذه المناسبة تعني إعادةَ الاعتبار لولاية الأمر بالمفهوم القرآني الصحيح الذي يحصِّنُ الأُمَّــة من أن تتقبَّلَ أَو تخنعَ لليهود والأمريكيين والصهاينة الذين يريدون أن يفرضوا ولاية أمرهم عليها.
■ هو يومُ فرح بنصر الله، فرح بنعمة الله، حديث عن نعمة الله وذكر لفضله على عباده قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ).
■ إحياءُ هذه المناسبة تعتبر من الشكر لله تعالى على هذه النعمة والتي تمثل كمال الدين وتمام النعمة.
■ إحياءُ هذه المناسبة تعتبر من الشهادة بكمال الدين الإسلامي أن الله أكمله وأتمه ليتناولَ كُـلّ شؤون الحياة بمختلف مجالاتها والشهادة بكمال دينه لها أهميّةٌ كبيرةٌ فيما تعنيه من الشهادة لله –سبحانه- بحكمته برحمته وعدله.
■ إحياء هذه المناسبة تمثل أَيْـضاً شهادة لرسول الله -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ- بالبلاغ للأمر الإلهي المذكور في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ).
■ إحياء هذه المناسبة هو توثيقٌ لبلاغ رسول الله -صلى الله عليه وآله- وعمل يمتدُّ به بلاغُ الرسول في الأُمَّــة جيلاً بعد جيل.
■ إحياءُ هذه المناسبة يجعلُنا ندخُلُ ضمن دعوة رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- عندما قال في علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-: (اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصُرْ من نصره واخذُلْ من خذله).
■ هو مناسبةٌ للتأكيد أن الإسلامَ دينٌ ودولة؛ فهو نظامٌ شاملٌ للحياة كلها، لا يمكنُ أن يغفلَ جانباً من جوانبها، ولا أن يفسحَ قيدَ أنملة للضالين والمضلين، والظالمين، أن يتحكموا على رقاب الأُمَّــة.
■ هو مناسبةٌ لترسيخ ثقافةِ حديثِ الولاية حتى تفهمَ الأُمَّــة ولاية الأمر في دينها، ولاية الأمر في إسلامها، ولاية الأمر في قرآنها.
■ إحياء هذه المناسبة تعيد الاعتبارَ لمبدأ ولاية الأمر بالمفهوم القرآني النقي الخالي من الشوائب الذي ينسف المفاهيم المغلوطة الأُخرى مثل ثقافة (أطِع الأميرَ وإن قصم ظهرَك، وإن كان لا يهتدي بهُدَى ولا يَسْتَنُّ بسنة)؛ لأَنَّ هذه الثقافة المغلوطة هي مما يهيِّئُ الأُمَّــةَ لأن يحكُمَها الظالمون والمستكبرون.