في اليوم الـ 261 من الطوفان: المقاومةُ الفلسطينية توجّـه ضربةً قاضيةً لجيش الاحتلال بقتل وأسر عددٍ من جنوده

المسيرة | خاص

تواصلُ فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية، لليومِ الـ261 على القتال، معركةَ (طوفان الأقصى) البطولية، وتكبُّد العدوّ الصهيوني، الخسائر المادية والبشرية الكبيرة جِـدًّا؛ ما يجعل حكومته تواجه ضغوطاً شديدة من معارضيها للرضوخ بتفاق مع المقاومة للإفراج عن الأسرى الصهاينة، وتحاول بدء مفاوضات بهذا الشأن، وفي مثل هذا الوضع، فَــإنَّ أسرَ عدد آخر من الجنود الصهاينة، في منطقةٍ ادّعى جيشُه السيطرةَ عليها منذ أشهر، مثل ضربة قاسية وقاتلة للكيان الصهيوني، وضاعف الضغوط على حكومة “نتنياهو” أكثرَ مما سبق.

 

“أبو عبيدة” والحربُ النفسية على أَشَدِّها:

على الرغم من كُـلّ ادِّعاءات ودعايات العدوّ الصهيوني بشأن الهيمنة العسكرية على قطاع غزة، فَــإنَّ الصراعات الشديدة مع المقاومة الفلسطينية مُستمرّة، ويبذُلُ كيانُ الاحتلال قصارى جهده؛ لإظهار أن الوضع في غزة تحت السيطرة، لكن عمليًّا أمرٌ كهذا غيرُ ممكن؛ والحربُ النفسية التي تمارسُها قوى المقاومة جعلت الأوضاعَ صعبةً على الجيش والطبقة السياسية.

وفي آخر التطوُّرات الميدانية في غزة، أعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة حماس، في رسالة صوتية، أن الكتائب تمكّنت، مساء السبت، شمالي قطاع غزة، من قتل أَو جرح أَو أسر عددٍ من جنود الاحتلال في شمالي قطاع غزة في عملية كمين معقدة.

وأعلنت كتائب القسام من خلال نشر صور هذه العملية أن مجاهدي الكتائب قادوا القوات الصهيونية إلى كمين في نفق في معسكر جباليا مساء السبت، وأثناء الاشتباك معهم من نقطة الصفر قتلوا وجرحوا جميعاً وقد تم القبض عليهم.

وقال أبو عبيدة: إن “العدوّ يواصل سياسته العمياء والعبثية في الانتقام والتدمير، وينتقل من فشل إلى آخر ويبحث عن الإنجازات العبثية لتبرير عمليات القتل التي يمارسها بحق شعبنا”.

وأكّـد أنه في الوقت نفسه فَــإنَّ المجاهدين الفلسطينيين “يلقنون المحتلّ الصهيوني درساً لا ينسى في كُـلّ محاور المعركة في قطاع غزة، وهم يدافعون عن أرضهم وديارهم”.

وذكر أنه “في حين يقدم العدوّ عودة جثامين بعض الأسرى الذين قُتلوا تحت الأنقاض والمنازل المقصوفة على أنها إنجاز عسكري ومعنوي رغم استمرار حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن مجاهدي القسام يتربصون بها، ونفذوا خلال الأسبوعين الأخيرين عشراتِ العمليات في “جباليا ورفح وبيت حانون” وفي كُـلّ محاور القتال”.

وأكّـد الناطق العسكري لحركة حماس أن مجاهدي القسام اشتبكوا مع القوات الصهيونية من نقطة الصفر وهاجموا قوة الإسناد التي جاءت إلى مكان الحادث بالقنابل اليدوية، وبعد ذلك قتلوا وجرحوا وأسروا كُـلَّ القوات والجيش، وسيطروا على معداتهم وغادروا موقع العملية.

 

الترتيبُ والاستعدادُ والانتشارُ العام للعدو في قطاع غزة:

تشير تقارير ميدانية عبرية؛ إلى أن منطقة العمليات الجنوبية (شرقي وجنوبي رفح)، تقع تحت مسؤولية الفرقة “162” وينتشر فيها اللواءين “401” المدرع ولواء “الناحال” ولواء “جفعاتي” الذي أعيد إلى الميدان بعد 15 يوماً من الإجازة، كما تم نشر اللواء “12” الاحتياطي المعروف لواء “النقب” التابع لفرقة سيناء “143” وضمه للفرقة “162” ليصبح الاستعداد العامل في رفح 4 ألوية، هي “لواء مدرعات ولواء مشاة نخبوي، ولواء مشاة ميكانيكي، ولواء مشاة احتياط”.

 

منطقة العمليات الوسطى (“البريج –دير البلح” –”نتساريم”):

وتقع هذه المنطقة تحت مسؤولية الفرقتين “98 و99″، حَيثُ تتعامل الفرقة “98” مع محافظة “دير البلح” بأكملها، بينما ينتشر فيها اللواء “679” المدرع المعروف بلواء “يفتاح” ويشرف على منطقة “نتساريم” ولواء المشاة الثاني الاحتياطي المعروف بلواء “كرمائيلي” وكلا اللواءين تابعان للفرقة “99” واللواء الثالث المعروف بـ”ألكسندروين” التابع للفرقة “146” واللواء الثامن الميكانيكي التابع لفرقة الضفة، كما تنتشر في المنطقة مجموعات من الوحدة “504” التابعة للاستخبارات العسكرية ومجموعات من جهاز “الشاباك” ومجموعات من الوحدة المتعددة الأبعاد (888) المعروفة بوحدة “روفائيم”، وكل هذا الاستعداد لأجل تأمين المنطقة الوسطى.

 

المحور الجنوبي (شرق رفح، معبر رفح البري، شارع فيلاديلفيا –شاطئ رفح):

يتعرض العدوّ في “محافظة رفح” لضربات يومية كبيرة، فيما لا زالت جهوده الرئيسية منصبَّةً على الجزء الجنوبي الشرقي وقسم صغير في “شمال غربي رفح”، حيثُ إن الامتداد على طول الطريق الدولي الفاصل بين الحدود الدولية الفلسطينية المصرية والذي يمتد من “كرم أبو سالم” وحتى البحر بشريط ضيق لا يتعدَّى في أوسع امتداداته 1 كيلومتر، ويستفيد منه العدوّ لتحقيق رغبة قيادته السياسية بادِّعاء تحقيقِ نصرٍ في رفح.

أما بالنسبة للعمليات العسكرية، فَــإنَّ ثلاثة ألوية من الفرقة “162” أحدها مدرع (401) والباقي مشاة نخبوية (جفعاتي – ناحال)، يستمران عاجزين في مخيم “تل السلطان” شمالي غربي رفح، والواضح أن تكتيك المقاومة “الاشتباك أَو التعرض حتى النقطة صفر” قد ألحقت بالعدوّ خسائر كبيرة.

وبحسب تقارير عبرية، فقد بدأت عملية عسكرية صهيونية يوم الأربعاء الفائت، لاجتياز “حي البرازيل” في مخيم “تل السلطان”، والهدف كما يبدو “حديقة الحيوان” في رفح، ولم تستطع الألوية الثلاثة المذكورة آنفاً اجتياز أكثر من طريق طوله 700 متر، وهي تتعرض لمقاومة أكثر شدة مع توغلها أكثر.

وفي مخيم “الشابورة” الذي يصفه العدوّ بوكر “الدبابير”، علقت قوة باستعداد كتيبتين وتتعرض لعمليات تعرض وكمائن بلغت ثلاثة كمائن حتى صباح السبت.

 

تحليل قتال وعمليات المقاومة في ساحات المعارك الرئيسية في غزة:

على مدى 48 ساعة مضت، ومن خلال تحليل أولي يبدو أن العدوّ غير قادر على اقتحام أية مناطق مأهولة ومفيدة عسكريًّا له في “رفح”، وما تباطؤ أغلب هجماته إلا إشارة على أن العملية العسكرية الصهيونية بكاملها في “رفح” لا تسير بالشكل المطلوب.

وبحسب المعطيات يتبين أن ساحات القتال الرئيسية، تميزت بالتركيز الجغرافي للهجمات، حَيثُ شهدت “رفح” أعنف الاشتباكات وتركزت فيها عمليات استهداف الدبابات والآليات وتفجير المنازل المفخخة، كما أن عمليات قنص الجنود واستهداف مراكز القيادة والتحكم، بالإضافة لإطلاق الطائرات الانتحارية، تركزت في مدينة غزة، وشهدت المحافظة الوسطى، عملياتِ قصف صاروخي ومدفعي مكثّـفة، بالإضافة لعمليات استهداف قوات المشاة، وشهد شمالي قطاع غزة، عمليات توغل محدودة من قبل قوات الاحتلال، وتم استهدافها بقذائف الهاون.

 

أبرزُ الإحصائيات والعمليات التي نفذتها المقاومة في أسبوع:

نفذت فصائل الجهاد والمقاومة عشرات العمليات الهجومية خلال أسبوع، شملت عمليات قصف صاروخي ومدفعي، واستهداف دبابات وآليات، وتفجير منازل مفخخة، وكمائن، بالإضافة لإطلاق طائرات انتحارية، كما تم استهداف أكثر من 20 دبابات من نوع “ميركافا2 جيل ثالث”، والباقي جيل رابع، باستخدام قذائف “الياسين 105” والعبوات الناسفة.

وبحسب بيانات المقاومة، تم استهداف عشرات الآليات العسكرية (مجموع 21 مختلفة)، بما في ذلك جرافات عسكرية من نوع “9D” وناقلات جند من نوع “نامير” وآليات من نوع “ايتان”، إلى جانب تفجير عدة منازل مفخخة بجنود الاحتلال؛ ما أَدَّى لوقوع إصابات مؤكّـدة، وأكّـدت المقاومة مقتل وإصابة عشرات الجنود (55 بين قتيل وجريح) خلال عملياتها.

وتُظهر البيانات تركيزاً على عمليات نوعية في مدينة “رفح”، مع تنوع في التكتيكات الهجومية، منها العمليات المركبة والنوعية، التي أظهرت قدرة المقاومة على التخطيط المحكم وتنفيذ العمليات المركبة التي تتطلب تنسيقاً عاليًا ودقة في التنفيذ، إلى جانب استمرار المقاومة في تحفيز مجاهديها وتعزيز روح الصمود والإصرار على تحقيق النصر وصد العدوّ؛ ما ساهم في تنفيذ التكتيكات بكل قوةٍ وإصرار.

في الإطار، رصدت صحيفة “المسيرة”، أبرز عمليات المقاومة الفلسطينية خلال 72 ساعة، منها عملية الكمين المركَّب في “رفح” والتي أَدَّت لتدمير دبابة “ميركافا” وقتل طاقمها بالكامل، وعملية إطلاق الطائرة الانتحارية “زواري” باتّجاه تجمع لقوات الاحتلال في مغتصبة “حوليت”، وتفجير لغم خاص بمدرعة “نامير” في رفح؛ ما أَدَّى لتدميرها وقتل 8 من طاقمها.

كما تم استهداف موقع قيادة وسيطرة بقذائف الهاون في محور “نتساريم”؛ ما أَدَّى لمصرع اثنين من جنود الاحتلال، وأقرّ جيش الاحتلال، أمس الأحد، بمصرع ضابط في صفوفه خلال معارك في جنوب قطاع غزة؛ ما يرفع مجموع صرعاه منذ 7 أُكتوبر الماضي إلى (665).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com