أهميّةُ الولاية في الإسلام ودورُها في توحيد الأُمَّــة
صالح القحم
تكمن أهميّة الولاية في كونها أَسَاساً للنظام الإسلامي يرتكز على مبادئ العدالة والتساوي والأخوة، فهي ليست مُجَـرّد تعيين لقائد بل تأسيس لمفهوم القيادة بإذن الله، كما كانت ولاية الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- منارة للهداية والعدل، ورمزًا للوحدة بين صفوف المسلمين، قاومت جميع أشكال الفرقة والتفرقة.
يشير مفهوم الولاية في الإسلام إلى الرعاية الإلهية والقيادة بأمر من الله، على عكس مفاهيم التفريق الطبقي والعرقي التي تفصل بين الناس بناءً على الأصل أَو الثروة، الولاية تجمع ولا تفرق، توحد القلوب على أسس من القيم الأخلاقية والروحية التي تتجاوز الانقسامات الدنيوية.
عرف الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بحكمته وعدالته وتمسكه بتعاليم الإسلام، مما جعله مثالًا يقتدى به في توحيد الأُمَّــة الإسلامية؛ فقد استطاع بفضل قيادته ونهجه الحكيم أن يجمع شمل المسلمين ويوحد كلمتهم، مؤكّـداً على أهميّة العدل والمساواة ونبذ كُـلّ أشكال التفرقة.
تؤكّـد النصوص الإسلامية على أن الولاية هي اختيار إلهي يعبر عن حكمة الله في اختيار الأكفأ والأصلح لقيادة المسلمين؛ فالولاية لم تكن قرارًا عشوائيًّا بل كانت تعيينًا إلهيًّا لشخصية استطاعت أن تؤدي دورًا محوريًّا وفعالًا في تاريخ الإسلام، وهذا ما تشهد عليه الوقائع التاريخية والأدلة الشرعية.
يزخر التاريخ الإسلامي بالعديد من الشواهد التي تبرز كفاءة وحكمة الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- في القيادة وإدارة شؤون الأُمَّــة، من خطبه ورسائله نستلهم دروسًا في العدل، والحكمة، والتقوى، كما تعكس معاملاته وأحكامه مدى اهتمامه بتطبيق مبادئ الإسلام في كُـلّ مناحي الحياة العامة والخَاصَّة.
كان لولاية الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- آثار إيجابية على المجتمع المسلم تجلت في تعزيز الوحدة والتضامن بين المسلمين، ونشر قيم العدالة والمساواة.
إن دراسة سيرته وأعماله توفر لنا فهمًا عميقًا لكيفية التعامل مع التحديات المعاصرة وتوجيه المسار نحو مستقبل مشرق للأُمَّـة الإسلامية.