عيدُ الغدير معيارٌ للتفريق بين الصراطين
أكرم أمين عقلان
“يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق” المتأمل في زوايا في واقع الأُمَّــة سيجد مجموعة من: الأبواق، والأقلام؛ التي تنكر الاحتفال بيوم الولاية، فلماذا يوجهون هذه الحملة الإعلامية يا ترى؟!
الجميع يعلم أن مخطّطات أعداء الأُمَّــة وجهت لفصل الأُمَّــة عن المبادئ والأسس والأعلام، وبإحياء عيد الغدير تنهار وتنكشف هذه المخطّطات ويزول أثرها، ويتجدد الأثر الإيجابي الذي يتركه ارتباط الأُمَّــة بأسسها وأعلامها، لذلك يقوم أعداء الأُمَّــة باستغلال أبواقها في حملات التشكيك والإضلال عن مدى أهميّة إحياء عيد الولاية.
فالله سبحانه وتعالى، هو الولي والمتكفل بتدبير أمور البشرية، وعند انقطاع النبوة بخاتم الأنبياء “صلوات الله عليه وآله” -الذي كان خليفة الله في ولاية أمر الأُمَّــة ووليه على عباده- قد شاءت حكمته جل وعلا، أن يعتني بتربية وإعداد من يخلف نبيه -عليه الصلاة والسلام- في ولاية أمر المسلمين، والتاريخ الإسلامي غني بالوقائع، التي لا تناكر عليها في أوساط الأُمَّــة الإسلامية وأهمها يوم غدير خم.
ومنذ فجر التاريخ الإسلامي -منذ يوم السقيفة تحديداً- كانت البداية في فصل الأُمَّــة عن الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، عندما أراد اللهُ تركَ أمر الولاية اختباراً للأُمَّـة بعد أن أبلغها نبيها -صلوات الله عليه وآله- بأمرها ودليلها للصراط المستقيم، لكن أغلب الأُمَّــة قد خسرت ذلك الاختبار ومالت عن الصراط وحدث ما حدث من انحراف للأُمَّـة عن الصراط المستقيم، وما ترتب عليه من مسؤوليات في عاتقها على مر الزمن.
وإحياء عيد الغدير ذو أهميّة بالغة في تذكير الأُمَّــة بذلك الانحراف وتجديد الاختبار في كُـلّ زمن، ليكون معياراً للتفرقة بين الصراطين، وكيف لا وعلي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- قسيم النار، من لا يحبه إلَّا مؤمن ولا يبغضه إلَّا منافق، وهكذا حتى يحين اليوم التي تعود الأُمَّــة إلى الصراط المستقيم وتتولى الإمام علي ويكون النصر حليفها.
وسيقول قائل: أين نجد عليًّا -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- لنتولاه وقد مر منذ وفاته -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، ما يقارب من ألف وأربعمِئة عام؟ فنجيبه إن من تكفل بإعداد الإمام علي قد تكفل بحفظ الحق، فإن تأملنا الحقائق لوجدنا: من ناحية ما في نهج البلاغة من الثمار العلمية بما يكفي لإدارة دولة عظمى وفقاً لأرقى المعايير؛ وفيها ما عجزت عن الإتيان به أعظم نظريات العلوم الاجتماعية، وبشاهدة البشرية (المسلم والكافر منها عبر التاريخ)، ومن جهة أُخرى وعبر التاريخ فقد مر من نسله -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- عدد كبير من العلماء والأعلام الذين يجسدون عليًّا وكأنه يبعث على مر العصور.
فلا يمكن لأيّ كان أن يقدح بمقدار أنملة في أن الإمام عليًّا -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، هو أفضل من جسد الصراط المستقيم ودعا إليه، وأثبت التاريخ أن من انحرف عن مساره قد أماتوا روحَ الإسلام وانحرفوا عن الصراط؛ مما يجعلُ من توليه واتِّباعه الطريق الوحيد للنجاة.