لـمن يتسـاءل: لـمـاذا عـلـي؟!
الاعتزاز خالد الحاشدي
قال تعالى: (يا أَيُّها الرسولُ بلِّغْ ما أُنزِلَ إليك مِنْ رَبِّك فَإِنْ لَمْ تفعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللهُ يَعْصِمُكَ مَنْ النَّاسِ).
آية واضحة وصريحة، لا جدال فيها ولا ملابسات، أمر إلهي إلى رسول الله محمد -صلوات الله عليه وعلى آله- بأن يبلّغ الناس رسالة ربه جل وعلا، والتي كان مضمونها (ولاية الإمام علي) -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-.
ولماذا علي؟
ولنتعمق أكثر في هذه المسألة ونوضحها لمن يتساءل لا بُـدَّ أن نعود لتاريخ الرسالة النبوية وننظر لتاريخ الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- ونعرف من خلاله لماذا تم اختيار الإمام علي لولاية أمر المسلمين ولنتعرف كيف كانت قصة الولاية في غدير خم…!
عندما أتم رسول الله ومن معه حجّـة الوداع وأثناء عودته توقف بمكان يقال عنه (غدير خم) فنادى الناس ليجتمعوا حوله وجعل له مكانًا مرتفعًا ليصعد عليه ويراه الناس جميعاً ويبلغ الحجّـة على الناس، ولا يكون لأحد عذر أنه لم ير أَو يسمع، فدعا رسول الله -صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله- ابن عمه وأخاه وصهره علي بن أبي طالب -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، فصعد إلى جانبه، وبدأ رسول الله يحدث الناس حتى وصل إلى لُبِّ الموضوع الأهم الذي دعا الناس للتجمع حوله فقال -صلوات الله عليه وعلى آله-: (أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين، أولى بهم من أنفسهم، ألا من كنت مولاه -ورفع يد الإمام علي وأتم قوله- فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله).
وبهذا الحديث بلغ حجته على الناس، وأتم الله نعمته على أُمَّـة الإسلام ونزل قول الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) فكان يوماً عظيماً شهده الحاضرون جميعاً.
فما عذر الأُمَّــة اليوم إن لم تتول علياً ولم تنفذ أمر الله.
والآن بعد أن تعرفنا على يوم الولاية وكيف تم اختيار الإمام علي لولاية أمر المسلمين بعد رسول -عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام-، لنتعرف الآن لماذا تم اختيار علي للولاية؟
لأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال فيه يوم خيبر: “لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، كرارٌ غير فرار، يفتح الله على يديه”.
لماذا علي؟
لأنه الشاب الشجاع الوحيد الذي رفع رأس رسول الله يوم الأحزاب، وقال عنه رسول الله: (اليوم برز الإيمان كله للشرك كله) نعم هو الذي برز لعمرو بن ود العامري، الذي يهابه كُـلّ من عرفه إلا عليّ -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-.
لماذا علي؟
لأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال فيه: “عليٌّ مع القرآن، والقرآن مع علي”، “عليٌّ مع الحق، والحق مع علي”.
لماذا علي؟
لأنه لا يحبه إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق.
لماذا علي؟
لأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال فيه: “أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي”.
لماذا علي؟
لأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- قال فيه: “أنا مدينة العلم، وعلي بابها”.
ماذا تريدون بعد هذه الصفات والمناقب التي ذكرناها والتي لم نذكرها عن الإمام علي، يا من تسألون لماذا علي.
ما بعد كُـلّ هذه الأقوال من رسول الله عن علي، ألا تكفي لأن يكون جديرًا بالولاية والخلافة!
فها نحن نتولى أمير المؤمنين عليًّا من جديد ونجدد عهدنا له، فمن لم يتولَّه حين أمر رسول الله بولايته نحن سنتولاه اليوم وإن لم يكن حاضراً بيننا إلا أنه حاضر في قلوبنا ومشاعرنا، ونحن شيعته الأحرار الأوفياء له ولنسله الطاهر.