الهدفُ الأمريكي من استهداف القطاع الثقافي للمجتمع اليمني
د. عبدالملك محمد عيسى
أيُّ مجتمع من المجتمعات معرَّضٌ للاستهداف في كثيرٍ من قطاعاته، وخَاصَّةً المجتمعاتِ العربيةَ والإسلاميةَ، ومن قِبَلِ عدوٍّ خبيث وخطير كالعدوّ الأمريكي الذي يسعى إلى تحقيقِ مجموعة من الأهداف الاستراتيجية والسياسية التي تصُبُّ في مصلحته على حساب المجتمع المستهدف، هذه الأهداف يمكن تلخيصها في النقاط التالية:
1- إضعاف الهُــوِيَّة الوطنية:
تفكيك الهُــوِيَّة الثقافية: العمل على محو أَو تشويه الهُــوِيَّة الثقافية للمجتمع المستهدَف؛ لخلق حالة من الاغتراب والانقسام بين أفراد المجتمع، وهو ما نشاهده طوال فترة العدوان على اليمن منذ ما قبل تسعة أعوام.
تقليص الشعور بالانتماء: إضعافُ الشعور بالانتماء للوطن وللقيم الثقافية المشتركة؛ مما يؤدي إلى تفكك الروابط الوطنية والإيمانية.
2- تعزيز النفوذ والسيطرة:
التحكم السياسي: تسهيلُ السيطرة السياسية على المجتمع المستهَدف، من خلال تفكيك مؤسّساته الثقافية والتعليمية، عبر خلق الصراعات.
التبعية الثقافية: دفع المجتمع إلى تبنِّي ثقافة العدوِّ؛ مما يعزز التبعية الثقافية والسياسية وتبني قيمٍ غريبة عن المجتمع كالشذوذ الجنسي.
3- زعزعة الاستقرار الداخلي:
زيادة الانقسامات: تأجيج النزاعات العِرقية أَو الدينية أَو الطائفية لزعزعة الاستقرار الداخلي وإضعاف قدرة المجتمع على المقاومة؛ فقد تم تقسيم المجتمع إلى أصحاب طالع ونازل وأصحاب عدن وصنعاء ومناطق زيدية وشافعية وأصحاب تعز وصعدة وهكذا؛ مِن أجلِ زيادة الانقسام في أوساط المجتمع.
خلق حالة من الفوضى: نشر الفوضى وعدم الاستقرار بما يمنع المجتمع من النمو والتطور والإبداع ويجعله عرضة للتدخلات الخارجية.
4- السيطرة على الموارد الثقافية والاقتصادية:
نهب الثروات الثقافية: الاستيلاء على التراث الثقافي والموارد الثقافية للمجتمع المستهدف، مثل الآثار والتحف التاريخية، واستغلالها لأغراض اقتصادية أَو سياسية.
التحكم في المناهج التعليمية: التلاعب بالمناهج التعليمية للتأثير على الأجيال القادمة وإعدادها لقبول الهيمنة الثقافية للعدو بما فيها الشذوذ الجنسي.
5- تدمير إرادَة المقاومة:
تقليل القدرة على المقاومة: إضعاف الروح المعنوية وإرادَة المقاومة لدى المجتمع المستهدف، من خلال تقويض رموزه الثقافية وتقاليده، تماماً كما يعمل حَـاليًّا في وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص عيد الغدير وَأَيْـضاً في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.
نشر اليأس والإحباط: تعزيز حالة من اليأس والإحباط بين أفراد المجتمع؛ مما يجعلهم أقلَّ قدرة على المقاومة وأكثر قبولاً للتبعية الثقافية الدخيلة.
كلّ هذا بغرض نزع الثقة في الهُــوِيَّة الإيمانية والوطنية وفي الدولة المنتمي إليها الفرد.
وقد تنبَّهُ الشهيدُ القائدُ حسين بدر الدين الحوثي -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ- لخطورة هذه المسألة؛ فكانت ملازمُه خيرَ طريق لمحاربة هذا الغزو الثقافي المهول، واستمر على نفس الطريق السيدُ القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- في إعادة الناس إلى هُــوِيَّتهم الإيمانية وربطهم بها عبر خطاباته المتكرّرة إلى الناس في دروس رمضان ودروس عهد الإمام علي لمالك الأشتر ووصية الإمام علي لابنه الحسن وكلمات وحِكَم الإمام علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- كُـلُّ هذا لخلقِ نموذج إسلامي حقيقي في أوساط الناس يكون هو النموذجَ الممثِّلَ لقيم الدين الإسلامي الحنيف، وهو من سيعيد الناس إلى دينهم وقيمهم ومبادئهم التي ما زالت مغروسة في تربيتهم، وأن كُـلّ ما حاول الأمريكي زرعَه ما هو إلَّا سرابٌ يحسبُه الظمآنُ ماءً حتى إذَا جاءه لم يجدْه شيئًا.
واللهُ وليُّ المتقين.