ضرورةُ مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية
مجيدة جاسر
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
استجابة لأمر الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، وانصياعًا لأمره.
لا تشترِ بضائعهم، فتكن شريكاً في ظلمهم، “لا تفتح تُذبَح”.. هذه الكلمة كافية بكل ما تعنيه الإنسانيّة.
قاطع بضائع من سفك دماء الأطفال والنساء، من يرتكب المجازر، بدون شفقة أَو رحمة، من أصبح لديه الإبادة الجماعية روتيناً يوميًّا، قاطع بضائع من يشارك في إبادة أهل غزة كُـلّ لحظة وثانية.
لا تفتح تذبح قاطع بضائعهم، لا تدعم منتجاتهم بل كن عدواً لهم، قاطعهم وكن شريكاً في صناعة النصر، وحماية المظلومين؛ لأَنَّك قد تشتري بضائعهم وتشارك في سفك الدماء، سواء من حَيثُ تشعر أَو لا تشعر، فلا تسفك الدماء، بل اكسر الأعداء، واحْمِ الثكالى والأطفال والشيوخ، ليكن لك موقف مشرف أمام الله “سُبْحَانَـهُ وَتَعَالَى”، بأنك لم تكن يوماً مشارك في كُـلّ المظلومية التي تحصل على شعوب الأُمَّــة، وخَاصَّة فلسطين وغزة بالتحديد.
بماذا ستجيب الله عندما يسألك!
بأي ذنب قتلت ماذا ستقولون؟ هل كنا نشتري لنسد بطوننا التي لا تشبع من أكل وشرب البضائع المقاطعة، أم كنا نلهث وراء أطماعنا ومصالحنا، أم كنا نعيش الرغد والرفاهية وجعلنا أصابعنا في آذاننا ونستغشي ثيابنا عن سماع صرخات وهتافات النساء والأطفال والشيوخ العجز، وهم يستغيثون بنا أم كنا نلهث في المراقص والفجور والملاهي ولا حياة لمن تنادي، ويلكم يوم القيامة الذي قال الله عنه: (ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ).
فلتعلموا أن كُـلّ قطرة دم تسفك في فلسطين أنتم شركاء فيها؛ لأَنَّكم تدعمونهم بأموالكم وأنتم من يشتري بضائعهم ويحقّق لهم الربح والمال الوفير، اعلموا أنكم كـالطيار الإسرائيلي الذي يقصف المنازل في غزة، كـالجندي الإسرائيلي الذي يغتصب النساء في غزة وينتهك حرماتها، كسائق الدبابة الذي يدهس أهل غزة بدون شفقة أَو رحمة، لذلك قاطع بضائعهم؛ لأَنَّ هنالك بديلًا عنه وهو منتجنا المحلي والوطني.
مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية من ركائز المشروع القرآني، وأن بأيدي الناس والشعوب مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، شارك في رفع مستوى الإنتاج المحلي، ادعم خدمات وطنك ومقدراته؛ لأَنَّ الوطن هو الأم الحنونة التي لا تتخلَّ عن أبنائها، ارفع مستوى اقتصاد وطنك، حتى لا يقدر أعداءه على مهاجمته، لا يقدر على احتلاله، يقول الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-: (المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جِـدًّا، مؤثرة جِـدًّا على العدوّ، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده).
عندما نقاطع سنرى كم من الملايين والدولارات خسارات للشركات الأمريكية، والإسرائيلية، والبريطانية.
المقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية سلاح فعاّل وخطير ومؤثر لو استخدمناه لأدى في الأخير إلى تحقيق الانهيار الفعليّ للأمريكيين والإسرائيليين ولكل الدول التي تشارك في سفك الدماء في غزة.
المقاطعة الاقتصادية تعتبر من الجهاد في سبيل الله، ولها أثرها المهم فعلاً، بل قد يكون هذا الجهاد أشد على الأمريكيين من الجهاد في الجبهات؛ لأَنَّ منبع ومصادر قوة وحركة العدوّ هي بأيدينا ومن عندنا، والمقاطعة الاقتصادية سلاح فعال بأيدينا يحقّق التوازن في ميدان الصراع مع العدوّ؛ لأَنَّ حركة العدوّ مرتكزة على الجانب الاقتصادي والمالي الذي مصدره بأيدينا.
القرآن الكريم هو الذي أخبرنا عنهم، وكيف نعمل ضدهم، فحاول أن تقاطع بضائعهم، وأن تعرف جيِّدًا ما يدبره اليهود والنصارى، فلتكن شريكاً في صناعة النصر، ولا تشارك في سفك دماء الأطفال، والنساء، والشيوخ في غزة وارفع اقتصاد بلدك بشراء وتشجيع البضائع والمنتجات المحلية.