تماهي السعوديّة مع التصعيد الأمريكي ضد اليمن يرفعُ مخاطرَ المماطلة في السلام
المسيرة | خاص:
بتواطؤه مع العدوِّ الأمريكي للتصعيد الاقتصادي ضد الشعب اليمني خدمةً للكيان الصهيوني، وإقدامِه على إغلاق مطار صنعاء واحتجازِ الحجاج اليمنيين، وضع نظامُ العدوّ السعوديّ نفسَه مرة أُخرى في مواجهة عواقب مماطلته في مِلف السلام وخضوعِه للإملاءات الأمريكية، حَيثُ تلقى خلال الفترة الماضية تحذيراتٍ متصاعدةً من القيادة اليمنية.
في خطابه الأسبوعي الأخير، الخميس الماضي، خصَّصَ قائدُ الثورة مساحةً للحديث عن مساعي العدوّ الأمريكي لتوريط أنظمةٍ عربية في سياق العدوان على اليمن لخدمةِ العدوّ الصهيوني، موجِّهًا رسالةَ تحذير عامة مفادُها أنه “في حال تورط أيُّ نظام مع الأمريكي لخدمة العدوّ فمن حق شعبنا أن يتخذَ أي إجراء ضروري للرد على ذلك”.
ولا شك أن النظامَ السعوديَّ يقعُ على رأس قائمة الأنظمة المعنية بهذا التحذير؛ نظرًا لتورطه الذي لم ينتهِ بعدُ في العدوان على اليمن منذ تسع سنوات، بالإضافة إلى مؤشّرات تورطه في التصعيد الأخير ضد اليمن في المجال الاقتصادي والإنساني، والذي كان القائد قد وجَّه للرياض عدةَ تحذيرات من عواقبه خلال الأسابيع الماضية.
وقد أشار القائدُ إلى أنه سيتناولُ موضوعَ المشاركة السعوديّة في التصعيد الأمريكي الأخير، في الخِطاب القادم بمناسبة الهجرة النبوية، وهو ما يشيرُ إلى أن الرياض ستتلقى رسائلَ وتحذيراتٍ جديدةً قد تكون حاسمةً وأخيرة، بالنظر إلى أنها لم تُبْدِ خلال الفترة الماضية أيَّ مؤشر على الاستفادة من التحذيرات السابقة، بل تمادت أكثرَ في محاولة ابتزاز الشعب اليمني من خلال إغلاق مطار صنعاء واحتجاز الحجاج اليمنيين؛ الأمر الذي عكس حرصًا سعوديًّا واضحًا على تعزيز مسار التصعيد العدواني الأمريكي الذي يهدف للضغط على صنعاء؛ مِن أجلِ وقف إسنادها العسكري للشعب الفلسطيني.
تحذيراتُ القائد ولهجتُه المتصاعدة في حدتها بشأن سلوك النظام السعوديّ، تضع الأخير مرة أُخرى في مواجهة التداعيات الخطيرة لموقفه من اليمن، والذي يرفض فيه أن يتقدمَ نحو اتّفاق سلام عادل، ويصر على بقاء حالة خفض التصعيد لاستخدامها كغطاء دبلوماسي؛ مِن أجلِ مواصلة التآمر ضد الشعب اليمني، على أمل أن يحميه هذا الغطاء من العواقب، فتحذيرات السيد القائد قد أكّـدت بشكل صريح خلال الأسابيع الماضية بأن اليمن “لن يكون مكبَّلًا” فيما يتعلق بالرد على التصعيد، وهي إشارة واضحة إلى أن حالةَ خفض التصعيد لن تقيَ العدوَّ السعوديّ من نتائج اللعب بالنار؛ الأمر الذي من المرجَّح أن يؤكّـدَه القائد بشكلٍ أكبرَ في خطابه القادم.
وقد جاء إقدامُ النظام السعوديّ على إغلاق مطار صنعاء واحتجاز الحجاج متزامنًا مع انطلاق جولة مفاوضات جديدة بشأن الأسرى في مسقط؛ وهو الأمرُ الذي يعكسُ انسياقًا سعوديًّا واضحًا مع التوجّـه الأمريكي لتفخيخِ مسار السلام وإفقاد التفاهمات قيمتها؛ الأمر الذي يمثل تماديًا في الاستفزاز وسوء التقدير لصبر صنعاء وحرصها على إنجاح التفاهمات وإبقاء أفقها مفتوحًا.
هذا السلوكُ العدائي المُستمرّ قد يدفع صنعاء لاتِّخاذ مواقفَ حاسمة جديدة بالقدر الذي يتطلبه الوضع، وأدنى ذلك وضع النظام السعوديّ أمام ضرورة حسمِ موقفه بشأن السلام وإغلاق باب المماطلة بشكل نهائي؛ لتجنب استمرار استخدام حالة خفض التصعيد كغطاء للتصعيد، وهو ما سيبرهن للنظام السعوديّ بشكل واضح أن تعويلَه على الخداع والمراوغة كان في غير محله وأنه لا يمكن الجمعُ بين تنفيذ الرغبات الأمريكية، والحفاظ على مسار السلام الذي ترفُضُه أمريكا.