المنطقة العسكرية الرابعة تنفّذُ مناورةَ “الطوفان المدمّـر” بهجوم افتراضي على معسكرات العدوين الإسرائيلي والبريطاني
المسيرة: محمد ناصر حتروش
نفّذت وحداتٌ من قوات المنطقة العسكرية الرابعة، أمس السبت، مناورةَ “الطوفان المدمّـر” شارك فيها رئيسُ هيئة الأركان اللواء الركن محمد الغماري، وقائدُ المنطقة العسكرية الرابعة اللواء عبد اللطيف المهدي، وعددٌ من المسؤولين في وزارة الدفاع.
وشارك خلال المناورة وحداتٌ عسكرية متعددة، منها سلاحُ الجو المسيّر، ووحدات المدفعية، والقناصة، وضد الدروع، وقوات المشاة، وسلاح المدرعات، والهندسة، حَيثُ قسمت المناورة المنطقة المستهدفة إلى موضعين (الهجوم –الدفاع)، مع التركيز على القيادة والسيطرة والتنسيق بين مختلف الوحدات.
وبدأت المناورة بالهجوم على معسكرات العدوَّين الإسرائيلي والبريطاني الافتراضية، كما أظهرت المناورة المستوى العالي من التدريب والتنسيق بين القوات اليمنية المهاجمة، والتكتيكات القتالية المتنوعة ومستوى المرونة والأداء القتالي لديها.
ونفذت المناورة وفق مراحلَ تصاعدية، حَيثُ قامت الطائرات المسيّرة في المرحلة الأولى من الهجوم باستهداف الرقابات والنُّوَب داخل المعسكر الإسرائيلي البريطاني بقذائف نوع 120 ملم، بينما استهدفت الطائرات الأُخرى آليات العدوّ المتواجدة داخل وخارج المعسكر وتدميرها وإخراجها عن الجهوزية، وتعطيل أجهزة الرقابة والرصد.
وفي الوقت نفسه تم استهداف غرف القيادة والسيطرة للعدو وقتل قادته؛ ما أَدَّى إلى إرباكه وفقدانه السيطرة على الوضع وعزله عن بقية القوة لديه.
وفي المرحلة الثانية، قامت وحدة المدفعية باستهداف غرفة القيادة والسيطرة لسلاح مدفعية العدوّ وتعطيلها عن تقديم أية مساندة لقواتها، وذلك بالتزامن مع استهداف مكثّـف لمرابض وبطاريات مدفعية العدوّ بواسطة حُزم نارية دقيقة.
بينما استهدفت وحدات القناصة في المرحلة الثالثة، كاميرات المراقبة المتمركزة فوق المباني بقناصات عيار 50 بدقة عالية وتعطيلها لمساعدة القوات المهاجمة على التقدم وتجنيبها أي رصد أَو استهداف.
واستمر الزخم في الهجوم المتزامن على معسكر العدوّ المفترض مع استمرار النيران والتنسيق بين القوات المهاجمة.
وفي المرحلة الرابعة، قامت سرية من سلاح ضد الدروع رماة آر بي جي (RPG) بالتحَرّك والخروج من الأنفاق السرية تحت الأرض وتوزيع الفصائل لمهاجمة الأهداف على سور المعسكر، واستهداف قوات العدوّ المتواجدة في المباني، وتدمير الآليات المتبقية داخل وخارج المعسكر.
فيما قام الفصيل الثاني من ضد الدروع باستكمال استهداف الأهداف المتبقية على سور المعسكر وفوق المباني، في حين تقدم الفصيل الثالث باتّجاه المعسكر واستهدف الثكنات المتواجدة في الدور الأول من مبانيه.
وفي الوقت نفسه، تم تحريك فصيل آخر من ضد الدروع فوق وسائل متحَرّكة (دراجات نارية) بعد خروجهم من الأنفاق باتّجاه المعسكر عبر مسارين من الميمنة والميسرة لاستهداف الأهداف المتواجدة في حامية المعسكر، وكذلك الآليات العسكرية المتبقية للعدو والرجوع إلى أماكنهم.
وبعد تدمير جميع الأهداف في مباني وسور المعسكر الإسرائيلي وتدمير آلياته وأسلحته، بدأت المرحلة الخامسة بتطهير المعسكر والسيطرة الكاملة عليه باستخدام قوات المشاة والآليات، حَيثُ تم نقل فصيل نوعي من قوات المشاة على عربات مدرعة من نوع (بي إم بي) عبر مسارين للإطباق على المعسكر وتحقيق التماس مع العدوّ.
تكتيك قتالي عال:
وبحسب مشاهد المناورة فَــإنَّ الوحدات العسكرية أبدعت في تقديم نموذج من التكتيك القتالي في العمليات الهجومية التي تحاكي طبيعة المهمة، ثم انتقلت المناورة إلى موضع الدفاع عن منطقة المسؤولية التي تسيطر عليها القوات اليمنية، وفق خطة دفاعية لجميع الاحتمالات والسيناريوهات التي يستخدمها العدوّ في الهجوم.
وقام العدوّ الافتراضي بالهجوم والتمشيط المكثّـف باستخدام الآليات والمشاة لاستعادة السيطرة على المواقع، وقامت القوات المدافعة باستدراج العدوّ إلى كمين محكم، وتم تنفيذ عدة مراحلَ للقضاء الكامل على قوات العدوّ وتدمير آلياته وقتل أفراده.
وتضمنت المرحلة الأولى أعمال العدوّ المحتملة والتكتيك القتالي، حَيثُ قام بتمشيط مواقع القوات المدافعة باستخدام الأسلحة والمدفعية، في حين قامت القوات المدافعة باستدراج العدوّ وإخلاء المواقع والاختباء في الحفر والخنادق المجهزة مسبقًا.
وفي المرحلة التالية، قام العدوّ مع استمراره في التمشيط بالزحف على مواقع القوات المدافعة والسيطرة عليها، ومع توغل الآليات (مدرعة ودبابة وناقلة جند) في منطقة المسؤولية والتقدم عبر الخط العام في وسط المدينة وسيطرته على العوارض الحساسة، قامت القواتُ المدافِعةُ بتفجير الحديد في مقدمة الكمين لعزل قوات العدوّ ومحاصرتها بالكامل، ثم قام فصيل مشاة باستعادة المواقع والعوارض الحساسة التي سيطر عليها العدوّ.
وفي المرحلة الأخيرة، قام فصيلان من سلاح ضد الدروع رماة آر بي جي (RPG) باستهداف آليات العدوّ المحاصرة وتدميرها، واستهداف المباني التي تمركز فيها العدوّ وقتل أفراده وإحراق آلياته.
وفي النهاية بعد هروب أفراد العدوّ إلى المباني المجاورة لمنطقة الكمين، قام فريق من سلاح الهندسة بتفجير تلك المباني التي يتحصن فيها العدوّ وتدميرها بالكامل.
تطور نوعي:
وبحسب محللين عسكريين فَــإنَّ مناورة “الطوفان المدمّـر” التي قامت بها المنطقة العسكرية الرابعة تعكس حالة النفير العام للقوات المسلحة اليمنية التي تعمل بشكل متواصل ودؤوب على تطوير القدرات القتالية والنوعية من خلال المناورات والتدريب وورش العمل وذلك لمواجهة التحديات الراهنة.
ويؤكّـد العسكريون أن الجيش اليمني مُستمرّ في تطوير قدراته القتالية على مختلف الأصعدة سواء الجوية أَو البرية أَو البحرية.
واعتبر المحلل العسكري هاشم وجيه الدين، مناورة الطوفان المدمّـر “تطوراً نوعياً وانعكاساً عمليًّا وميدانيًّا لما وصلت إليه القوات المسلحة اليمنية من تدريب وتأهيل عال واحترافية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.
ورأى أن “قيام المنطقة العسكرية الرابعة بتنفيذ مناورة الطوفان المدمّـر في هذا التوقيت بالذات يحمل دلالات ورسائل عسكرية كبرى، أهمها تأكيد الجهوزية العالية والاستعداد الأمثل لتنفيذ توجيهات السيد القائد والقيادة السياسية، في إطار معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس إسناداً للإخوة الفلسطينيين والمقاومة الباسلة”، موضحًا أن “من رسائل المناورة العسكرية تعزيز لما تقوم به القوات البحرية والقوة الصاروخية والطيران المسيّر من عمليات عسكرية لفرض حصار مطبق على الكيان الصهيوني في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي وكذلك البحر الأبيض المتوسط”.
ولفت إلى أن “هذا التكامل يعكس مستوى التنسيق والتعاون بين مختلف صنوف قواتنا المسلحة، خُصُوصاً أن مناورة الطوفان المدمّـر التي نفذتها المنطقة العسكرية الرابعة اشتركت في تنفيذها عدة وحدات وأسلحة متنوعة منها سلاح الجو المسيّر وسلاح المدرعات والهندسة والقناصة والمدفعية ووحدات ضد الدروع وكذلك وحدات المشاة، ومهاجمة القوات مواقع عسكرية افتراضية للكيان الصهيوني المجرم؛ ما يعكس العقيدة القتالية للجيش اليمني والاستعداد العالي والنوعي لخوض معركة الأمّة بكلها ضد هذا الكيان اللقيط المؤقت”.
وتأتي المناورة العسكرية الطوفان المدمّـر في سياق التأكيد على توجّـهات السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- للقوات المسلحة في التطوير المُستمرّ للقدرات القتالية، وذلك لمواجهة التحديات الراهنة التي يواجهها الجيش اليمني في معركته المقدسة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد الكيان الصهيوني وحماته من الأمريكان والبريطانيين.
ويُبدِي الكيان الصهيوني انزعَـاجاً شديداً ومخاوفَ إزاء المناورات العسكرية التي تنفذها القوات المسلحة اليمينة، حَيثُ خصصت القناة العبرية 12 مساحةً للحديث حول المناورة العسكرية التي نفذتها وحدات من احتياط المنطقة العسكرية السادسة في التاسع من مارس 2024م.