السيد القائد.. رسائلُ تحذيرية
عبدالجبار الغراب
بمناسبة بداية السنة الهجرية 1446 أطل السيد قائد الثورة بخطاب أقل ما يتم وصفه بالقوي والناري، وبمواضيع هامة سرد فيها جوانب عديدة وضع من خلالها وبشكلها الكامل نقاطها على الحروف، وموجهاً فيها الكلام المحتوي على التأكيدات الفعلية باتِّخاذ كافة الإجراءات والأساليب الممكنة ضد كُـلّ ما تمارسه الأدوات المنصاعة والمنبطحة للأمريكان والصهاينة وعلى رأسها مملكة الرمال للإضرار بالشعب اليمني -أملاً منهم لإيقافهم عن مناصرتهم للشعب الفلسطيني- واضعاً بذلك أقواله مقرونة بالأفعال والقدرة، وباعثاً برسائل وتحذيرات لغتها البارود والنار وتنفيذها إذَا ما استدعى الأمر سيكون في الحال.
مواصلة مملكة الرمال نهجها المعتاد في تنفيذها لأوامر الصهاينة والأمريكان وبعد تسعة أعوام من الحرب والحصار وخسارتهم الرهان وإلحاقهم الضرر بكل ما يتصل باليمنيين من حياة، ومع بروز وظهور الأحداث الجديدة وانطلاق معركة الأقصى ومساندة اليمنيين عسكريًّا لدعم الفلسطينيين ونجاحاتهم الكبيرة في إلحاقهم للخسائر الفادحة بالأمريكان والصهاينة في البحار والمحيطات، والفشل الكبير في تحقيقهم لردع وإيقاف اليمنيين اتخذ الأمريكان مساراً وبديلاً بإعطائهم الأوامر لمملكة الرمال باستخدام كُـلّ الوسائل المؤثرة للضغط على اليمنيين تحقّق لهم المطلوب، وهو ردعهم وإيقاف عملياتهم البحرية المساندة للقضية الفلسطينية، ومن الجانب الإنساني اتخذت مملكة الرمال أُسلُـوبها الشيطاني.
إرضاء منها للأمريكان اعتمدت مملكة قرن الشيطان على حساباتها الاقتصادية في شنها للعدوان، ومن نوع خبيث إنساني مقيت للإضرار بالشعب اليمني وإدخَاله في ويلات معاناة متلاحقة لتتخذ من البنوك أدَاة ضاغطة لتحقيق مآرب الأمريكان والصهاينة الفاشلة في إيقافهم لعمليات القوات اليمنية الناجحة المساندة لقطاع غزة، والتي ألحقت بالصهاينة الخسائر الفادحة وعرت وقزمت حلف الازدهار الحامي لسفن الاحتلال في البحار والمحيطات، فتوسعت رقعة الاستهدافات اليمنية وبأسلحة وصواريخ متطورة محلية الصنع راكمت خسائر الأمريكان والصهاينة الاقتصادية وفرضت أثرها العظيم في تعرية وتقزم مكانة وهيمنة الأمريكان الدائمة كقوة عظمى عالمية، وأسقطت أسلحتها وطائراتها المتطورة بقدرات وتطور يمني الصنع والإنتاج وإخراجهم المثالي للمفاجآت التسليحية والجرأة في استهدافهم للمدمّـرات وحاملات الطائرات الأمريكية وإصابتها وفشلها في صدها للهجمات ومغادرتها والهروب من البحار كحاملة الطائرات آيزنهاور.
استراتيجية جديدة عسكرية بامتيَاز وضعها السيد القائد لمواجهة الاعتداءات السعوديّة المتواصلة الخادمة للأمريكان والصهاينة، معلناً فيها مقابلة كُـلّ شيء بمثله، فالبنوك بالنبوك ومطار الرياض بمطار صنعاء والموانئ بالميناء، محذراً من مواصلة هذه المؤامرات، والتلاعب في مسار مفاوضات مسقط بشأن الأسرى وغيرها والذي كان متوافقاً عليه قبل حرب غزة، وأن الشعب اليمني صبر الكثير وطال أمده في الانتظار وخرجت الأصوات للمطالبة بانتزاع حقوقه المشروعة، وهي تحذيرات طالما تم إرسالها وتجاهلها العدوّ، وبات من الضروريات والآن للأخذ بكل السبل والوسائل للعمل؛ مِن أجلِ استردادها.
رسائل قوية وتحذيرات شديدة اللهجة أصدرها السيد قائد الثورة وجهها وبشكل مباشر لأمراء المملكة من مغبة تورطهم المُستمرّ تنفيذاً لطلب الأمريكان باتِّخاذ مختلف الأساليب والممارسات اللازمة التي من شأنها تؤثر على موقف اليمن المساند للمقاومة الفلسطينية بفرض العديد من الإجراءات العقابية على الشعب اليمني بإغراقه إنسانياً في الجانب الاقتصادي وإحداث الأزمات المتراكمة عليه منذ تسعة سنوات ماضية جراء حرب دموية همجية قادتها أمريكا و”إسرائيل” ونفذتها السعوديّة والإمارات الذين لم يحقّقوا إلَّا الخراب والدمار وبسطوا نفوذهم على الثروات النفطية والخيرات واستولوا على مدن الجنوب وبعض أجزاء من الشمال وقطعوا المرتبات وأدخلوا اليمن بين الدوامات بين اللاسلم واللاحرب، وتماطلوا كَثيراً لإتمام التوقيع على خارطة وقف إطلاق النار، والتي هي مقدمة للحلول، دامت عليها المفاوضات شهور وتكللت بالاتّفاق الذي يؤدي نحو استعادة حقوق اليمنيين المنهوبة، والتي طال أمد الانتظار فلم تعر المملكة أي اهتمام وواصلت في ارتكابها لكل الجرائم، وحينها يأتي الدور الفعال وفي الحال لتنفيذ ما أكّـد عليه السيد القائد لجعل لغة الموازين للردع حاضرة تقود العدوّ لإخضاعه لأفعال تأكيدية ناجحة لاستعادة وحماية الحقوق العادلة والمشروعة.
فهل ستعي مملكة قرن الشيطان الأقوال الصادقة والتحذيرات والرسائل الفعلية الأكيدة للسيد قائد الثورة وتجعله مساراً ودليلاً أكيداً للبدء العملي نحو إنهاء كُـلّ أنواع وأشكال الممارسات العدوانية بحق اليمنيين، وتعلن ابتعادها التام عن كُـلّ ما يريده لها الأمريكان من تورط باليمن خدمة للمصالح والأهداف الصهيونية، وما إقحام المملكة لنفسها بمشاكل مع اليمن سيكون له انعكاساتها السلبية والمباشرة على كُـلّ القطاعات الحيوية والهامة بالسعوديّة، وما عليها إلا أن تجعل من السلام هدفاً وحيداً والتوقيع على ما تم الاتّفاق عليه كسبيل ومسار سيضع حداً دائماً للحروب ويقود إلى الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.