ماذا لو تورط النظامُ السعوديّ في عدوان جديد على اليمن؟
المسيرة – زين العابدين عثمان
يبدو أن النظام السعوديّ ذاهب للتورط أكثر في المخطّط الأمريكي والتحَرّك في إطار ممارسة الحرب الاقتصادية وتضييق الحصار على الشعب اليمني رغم كُـلّ التحذيرات.
هذا النظام لا يزال تأخذه حالة التعنت والكبر، ويسعى للتورط والخوضِ في المغامرة الأمريكية المرسومة بعيدًا عن الاحتكام للعقلانية والمنطق وكارثية التداعيات.
لقد قدّم السيد القائد في خطابه بمناسبة بداية العام الهجري 1446هـ صورة واضحة للنظام السعوديّ، مؤكّـداً حرفياً أن مسألة التورط في إطار ما تخطط له أمريكا، وما تسعى له خدمة لكيان العدوّ الإسرائيلي، فَــإنَّ الرد عليه سيكون بالمثل؛ أي المطارات بالمطارات، والبنوك بالبنوك، والموانئ بالموانئ.
لذا، فهذا التهديد بما يحمله من أبعاد، فَــإنَّه يعتبر قراراً استثنائيًّا يأتي من مركز قائد الثورة الذي لم يعد في وارد النصح، أَو التحذير، بل في إطار تدشين معادلة عسكرية يمكن أن تطبق عمليًّا في أية لحظة، وبالتالي فَــإنَّ النظام السعوديّ اليوم مع هذا القرار أصبح أمام خيارين فقط، ولم يعد أمامه الكثير من الوقت، فإما إعادة الحسابات، والخروج من وحل التورط مع أمريكا في المواجهة التي هي خدمة عملية لكيان العدوّ الإسرائيلي، وإما التورط والحرب الشاملة.
لذلك، إذَا كان خيار النظام السعوديّ هو التورط، فهذا سيكون آخر خطأ يسبق انفجار الوضع بالكامل، ودخول السعوديّة مسلخ الحرب الشاملة التي سترتكز قواعدها على حرب مدمّـرة بالاقتصاد والتجارة والأمن القومي للسعوديّة، فتعامل قواتنا المسلحة سيكون بالمثل، وسيناريو العمل العسكري سيأخذ أسقف عملياتية مدمّـرة، وَفْـقًا لما تقتضيه معادلات الردع والرد بالمثل.
تداعيات الحرب:
من الممكن القول حرفياً إن تداعيات الحرب إذَا حصلت ستكون بلا أسقُفٍ، وستكون السعوديّة أمام عمليات هجومية غير مسبوقة منذ بداية عدوانها على اليمن؛ فالوضع العسكري لقواتنا المسلحة أصبح -بفضل الله تعالى- مختلفاً تماماً، وسقف القوة متضاعف عشرات الأضعاف عما كان عليه في الماضي، خُصُوصاً التسليح الذي أصبح يتكون من بنية أسلحة وقدرات استراتيجية متطورة توازي ما تمتلكه قوى عظمى، سواء على مستوى قوة الردع الصاروخي والقوة البحرية والجوية.
لذا إذَا افترضنا حصول الحرب، فقواتنا المسلحة -بعون الله تعالى- يمكنها توجيه ضربات واسعة وقاضية باتّجاه مطارات السعوديّة وموانئها وكافة منشآتها الحيوية، فالأسلحة التي ستستخدم متطورة جِـدًّا، ونأخذ الصواريخ الباليستية والمجنحة، منها صواريخ الدقة العالية (النقطية) وصواريخ الكروز بعيدة المدى والصواريخ الثقيلة الاستراتيجية التي تعمل بتقنيات هايبر سونيك (فرط صوتية) التي جميعها تمتلك القدرة على اختراق مختلف النظم الدفاعية وضرب أدق الأهداف في العمق الاستراتيجي في المملكة، ونأخذ صاروخ حاطم 2 النسخة الجديدة التي تتمتع بتقنيات تمكّنه من اختراق نظم الدفاع الصاروخي متعددة الطبقات بسهولة عبر تقنيات التخفي والتسارع الذي يصل إلى 9 ماخ، إضافة إلى أنه من الصواريخ ذات القدرة التدميرية العالية، حَيثُ يستطيع حمل رؤوساً حربية تقليدية، يمكنها تدمير القواعد الجوية، والمطارات، والمقرات الحساسة للدولة.
لذلك، بعون الله تعالى، عند قياس مستوى هذه القدرات مع مستوى الزخم العملياتي الذي سيطبق، فَــإنَّ النتائج ستكون كارثية على السعوديّة ومنشآتها ومطاراتها، وللتوضيح فالعملية التي أحرقت حقل بقيق وخريص عام 2019، وعطلت نصف إنتاج النفط السعوديّ ليست سوى 20 % مقابل حجم أية عملية قادمة ستنفذها قواتنا المسلحة، سواء من حَيثُ مستوى الهجوم -دقة الاستهداف، والقوة التدميرية بالهدف، والمنشأة، أَو المطار.