في اليوم الـ276 من (طوفان الأقصى): الاحتلال ينسحب من محور “الشجاعية”.. خبراءُ إسرائيليون: استمرارُ القتال لن يؤديَ إلى النصر وستكون هزيمةُ “إسرائيل” أكثرَ إيلاماً
المسيرة | خاص
تواصلُ فصائلُ الجهاد والمقاومة الفلسطينية التصدِّيَ البطوليَّ لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغِلة لليوم الـ276 من معركة (طوفان الأقصى) الملحمية، وشهدت محاور القتال في منطقة “الوسطى” ومنطقة “رفح” جنوبي قطاع غزة خلال الـ24 الساعة الماضي، مواجهات ضارية ومُستمرّة بين أبطال المقاومة وجيش الاحتلال، ضمن معركة (طوفان الأقصى) التي دخلت شهرها العاشر.
وأقرّ اللواء في جيش الاحتياط “إسحاق بريك” بأنّ “إسرائيل لن تتمكّن من هزيمة حماس، بل عليها الاعتراف بأنّها سبق أن هُزمت”، مُضيفاً أنّه “لا يمكنها تحقيق أَيٍّ من أهدافها من الحرب”.
وبعد مرور 9 أشهر على الحرب في قطاع غزة، أكّـد بريك أنّ “إنّ استمرار القتال لن يُسهم في شيء من شأنه أن يؤدي إلى تحقيق النصر، بل على العكس من ذلك، حَيثُ ستكون هزيمة إسرائيل أكثر إيلاماً”.
وعلى وقع الخسائر المادية والبشرية في صفوف قوات الاحتلال، أكّـدت مصادر ميدانية في قطاع غزة، الاثنين، أنّ جيش الاحتلال بدأ بالانسحاب من بعض محاور القتال في “حي الشجاعية” شرقي مدينة غزة”.
وأوضحت المصادر، أنّ ذلك “قد يكون مناورةً تقوم بها القوات الإسرائيلية في المنطقة”، مضيفةً، أنّ “الجيش الإسرائيلي” بدأ بالانسحاب أَيْـضاً من “حي الدرج” في مدينة غزة أَيْـضاً بصورة مفاجئة ليل الأحد.
ما هي المنطقة التي انسحب العدوّ منها ومن يشرف عليها؟
تتبع منطقة (الشجاعية – الدرج – الزيتون – تل الهوى – حي صبرا) لمنطقة عمليات شمالي غزة، والتي ألحقها جيش العدوّ الصهيوني في ترتيبه الجديد بمنطقة العمليات الوسطى، وفيها تمكّنت المقاومة من اللعب بكل معنى الكلمة بالتشكيل الضخم الذي وضع تحت مسؤولية الفرقة “٩٨” والذي تضم أقوى ألوية جيش العدوّ، واستطاعت أن تنتزع من خبرائه العسكريين الاعتراف بأنها “عصية على الاحتلال”.
في السياق؛ علقت “دورون كدوش” إذاعة الجيش في كيان العدوّ على المأزِق الذي أدخل به الجيش نفسه في “حي الشجاعية” بالقول: إن “التحدي الأكبر الذى يواجه الجيش الإسرائيلي في حي الشجاعية، يتمثل بالركام والدمار الذى خلفه الجيش في المرحلة الأولى من العملية البرية”.
وأضافت، أن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في تنقل الدبابات وناقلات الجند وحتى التحَرّك مشياً؛ بسَببِ الركام والدمار، فيما المنازل التي تم تطهيرها مسبقًا بحاجة للدخول إليها وتطهيرها من جديد”، وختمت الإذاعة بالقول: إن “تقديرات الجيش الإسرائيلي تؤكّـد بأن العشرات من المسلحين الفلسطينيين بقوا في الحي ويخرجون للجنود من بين الركام ومن داخل الأنفاق”.
وبناءً على المعطيات الميدانية؛ أمكن القول إن قوى المقاومة المدافعة عن “الشجاعية والزيتون وتل الهوى والدرج” والتي تضم استعدادًا من خمس كتائب، (الكتيبة تضم في الترتيب الجديد بين 500 و800 مجاهد)؛ أي إنها بالاستعداد الأقصى تضم 4 آلاف مجاهد، رغم أن المقاومة لم تُجبر بعد على استخدام الاستعداد الأقصى، وإنما تلاعب العدوّ بما يوازي 1000 مقاتل؛ أي 5/1 من أصغر استعدادات العدوّ العاملة فيها وهو اللواء “35” مظلي.
وبالنظر إلى بيانات المقاومة ومعطيات العدوّ الميدانية، فَــإنَّ المقاومة تقاتل أَو تواجه الاستعدادات الضخمة المتمثلة بـ”اللواء السابع المدرع التابع للفرقة “36” والذي يعتبر من أقوى ألوية المدرعات في جيش العدوّ، ويضم كتيبة مقاتلة من 2000 جندي بدباباتهم وثلاث كتائب مدرعة أُخرى باستعداد 4500 جندي”.
بالإضافة، “للواء “جفعاتي” النخبوي التابع للفرقة “162” والذي يعتبر من أقوى ألوية المشاة في جيش العدوّ، ويضم 6 آلاف عنصر مقاتل، واللواء “35” المظلي التابع للفرقة “98” والذي يعتبر أقوى لواء مظلي في جيش العدوّ بعديد يتجاوز الـ 5 آلاف عنصر”.
وبحسب التقارير العبرية، فكل هذا الاستعداد خاض معركة محور “الشجاعية”، دون تسجيل أي تقدم يذكر، بل تعرض العدوّ باعترافه يومَي الخميس الماضي والسبت الفائت، إلى 40 اشتباكاً وكميناً قاتلاً منذ ليلة الخميس بداية العملية، وخسر حتى إعلان الانسحاب، بين 10 و17 قتيلاً، وأكثر من 50 جريحاً، فضلاً عن تدمير سلاح المقاومة أكثر من50 آلية مختلفة (دبابات – مدرعات- جرافات – هامرات)، باعتمادها تكتيكات تعرض جديدة ابتدعتها، وَفْـقًا لخبرة تصديها ضمن معركة (طوفان الأقصى).
إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام عبرية على أن العملية يشرف عليها مباشرة “هرتسي هاليفي” رئيس هيئة أركان الجيش الصهيوني (وهو خبير في العمليات الخَاصَّة)، يعاونه كُـلٌّ من العقيد “تامير هايمن” الذي خدم كقائد في سلاح المظليين ورئيس الأركان السابق “اسحاق كوخافي” من غرفة عمليات مركزية في “ياد موردخاي” وثلاث غرف عمليات تابعة لكل لواء على حدة داخل وعلى تخوم “حي الشجاعية”.
أداء المقاومة ومناورتها في الميدان:
يشير الصمود الأُسطوري الذي أثبتته المقاومة الفلسطينية في عموم قطاع غزة على قدرتها على الصمود والثبات ومواجهة التوغلات الصهيونية، رغم القصف العنيف، في كُـلّ المحاور، وأظهرت المقاومة براعةً في استخدام تكتيكات ما يسمى “حرب العصابات”، وإلحاق خسائر بشرية ومادية في صفوف جيش العدوّ.
وركزت المقاومة على الكمائن والاشتباكات المباشرة، واعتمدت على تكتيك “الكر والفر”، وذلك من خلال نصب العديد من الكمائن لقوات الاحتلال المتوغلة في المناطق المختلفة، واستخدام العبوات الناسفة والأسلحة الموجهة والقذائف المتنوعة وتكبيد العدوّ أكبر قدر من الخسائر في العديد والعتاد.
وميدانيًّا؛ أكّـدت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، استهدافها قوات الاحتلال المتموضعة في محور “نتساريم” جنوبي غربي مدينة غزة بعدد من صواريخ “رجوم” من عيار 114 ملم.
بدورها، سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، قصفها مركزاً لقيادة قوات الاحتلال على خط الإمدَاد في “نتساريم”، وقصفت السرايا تجمعات الاحتلال في “حي تل الهوا” جنوبي غربي مدينة غزة أَيْـضاً بقذائف “الهاون”، وفي الحي نفسه، فجّرت آلية عسكرية للعدو بعبوات أرضية مزروعة مسبقًا، كما نشر الإعلام الحربي لسرايا القدس مشاهد توثّق قصفها الذي استهدف مركز قيادة العمليات الإسرائيلية في “الشجاعية”.
أما كتائب شهداء الأقصى فأكّـدت تمكّنها من قصف تجمعات الآليات الإسرائيلية في جنوبي غربي مدينة غزة بقذائف “الهاون”، كما قصفت فجر الاثنين، موقع “ناحل عوز” العسكري الإسرائيلي برشقة صواريخ من نوع “107”.
بدورها، دكّت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين الفلسطينية، موقع كتيبة “أميتاي” الإسرائيلي في شرقي مدينة رفح، حنوبي القطاع، برشقة صاروخية، ونشرت الكتائب مشاهد عن استهدافها تموضعاً لجنود الاحتلال في “نتساريم”.
يُذكر أنّ الناطق باسم كتائب القسّام أبا عبيدة أكّـد في كلمة مصورة له الأحد، أنّ المجاهدين لا يزالون يقاتلون بشراسة ويخرجون في وجه الاحتلال، كما “توعّدنا في اليوم الأول من العدوان”.
وشدّد أبو عبيدة على أنّ الكتائب الـ24 التابعة لـ “القسّام” قاتلت من بيت حانون شمالاً إلى أقصى الجنوب في رفح، وقدّمت الشهداء من الجنود والقادة من المستويات كافة، كاشفاً أنّها “تمكّنت من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد خلال الحرب”، ومطمئناً إلى أنّ قدراتها البشرية بخير.
الاحتلال يقر بخسائره البشرية:
في الإطار؛ أقرّ “جيش الاحتلال الإسرائيلي”، الاثنين، بإصابة 23 عسكريًّا خلال الساعات الـ24 الماضية، بينهم 17 أُصيبوا في المعارك الدائرة مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وسبق أن اعترف أَيْـضاً بإصابة ضابط من الكتيبة الـ”82″، التابعة للواء “ساعر ميغولان 7″، إصابة خطرة، وذلك في معركة شمالي القطاع.
وفي ما يتعلّق بالقتلى، أعلن “جيش” الاحتلال، الأحد، مقتل ضابط، وهو قائد سرية في كتيبة سلاح الهندسة “601” التابعة له، مُشيراً إلى أنّه سقط خلال المعارك في جنوبي القطاع، أما في الشمال، فأقر بإصابة جندي من جراء إطلاق صواريخ من لبنان في اتّجاه الجليل، شمالي فلسطين المحتلّة.
وتحدثت إذاعة “الجيش” الإسرائيلي عن إصابة 4 أشخاص على الأقل، بينهم أمريكي و3 مستوطنين، من جراء إطلاق صواريخ مضادة للدروع من لبنان في اتّجاه “زرعيت” في الجليل.
وبهذا، يرتفع عدد قتلى “جيش” الاحتلال في معارك قطاع غزة إلى 680 ضابطاً وجندياً منذ بدء (طوفان الأقصى)، إضافة إلى جرح نحو 4097 آخرين إصابات متفاوتة، بحسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، تحت بند “سُمح بالنشر”.