الزوارق المسيَّرة اليمنية.. الإنهاكُ الكبير للبحرية الأمريكية
المسيرة – محمد الكامل
تستمرُّ القواتُ المسلحة اليمنية، في سلسلةٍ من المفاجآت التي ترهبُ العدوَّ بين الفينة والأُخرى، ضمنَ المرحلة الرابعة من التصعيد اليمني في إطار المواجَهة العسكرية مع ثلاثي الشر: أمريكا، وبريطانيا، والعدوّ الصهيوني.
من أبرز الأسلحة التي دخلت إلى الخدمة مؤخّراً، سلاح الزوارق المسيّرة، المعروفة بـ”طوفان 1″، و”طوفان المدمّـر”، حَيثُ يتوج هذا الإعلان مرحلةً جديدةً من الاشتباك النوعي، وله أهميته ودلالاته التي ستغير مجرى ومعادلة الحرب، مع مراحل التصعيد اليمني المتواصل، طالما تواصل العدوان والحصار الصهيوني الأمريكي، على قطاع غزة، وكلّ مرحلة تصعيد ستأخذ سيناريوهات أشد قوة وتأثيراً من أي وقت مضى.
ويؤكّـد عدد من الباحثين والخبراء العسكريين أن القوات المسلحة اليمنية، تمكّنت خلال هذه المرحلة من تطوير أجيال مختلفة من الزوارق؛ فزورق “طوفان المدمّـر” ليس الأخير؛ بل هناك أجيال متطورة من النظائر الأُخرى، التي تمتلك خصائص وقدرات أكثر قوة وفاعلية، وأن التطوير مُستمرّ، ولن يتوقف عند أي سقف.
تغيير معادلة الحرب:
الخبير العسكري العميد ركن فضل الضلعي يقول: إن “إدخَال الزوارق المسيّرة للخدمة في القوات البحرية اليمنية، سيغيّر مجرى ومعادلة الحرب القائمة بين اليمن وثلاثي الشر، أمريكا وبريطانيا، و”إسرائيل”.
ويوضح الضلعي في تصريح خاص لــ “المسيرة” أن في ذلك رسالة مفادها، أن اليمن سيسيطر على كُـلّ الممرات في البحر الأحمر، وفي البحر العربي، وأن مياهنا الإقليمية أصبحت مياهاً يمنية خالصة، ولم يعد للأمريكي أَو البريطاني أَو حتى حلف الناتو والصهيونية العالمية، أي تأثير ووجود.
ويؤكّـد أنهم ارتكبوا خطأ كَبيراً، وباعتراف قائد الجيش الأمريكي السابق الذي قال: إنه يجب معالجة المشكلة مع اليمن دبلوماسياً بدلاً عن المواجهة التي كسرت الهيمنة الأمريكية، وفضحت أمريكا، مُضيفاً، أن “بلادنا، ومياهنا الإقليمية التي كانت رمزاً للقوة والهيمنة الأمريكية، لم تعد كذلك، وهذه هزيمة كبيرة للبحرية الأمريكية وللأمريكيين، وأتباعهم ومرتزِقتهم”.
ويجدد التأكيد أن هذا التطور المُستمرّ سواء في القوة الصاروخية، أَو الطيران المسيّر، أَو الزوارق البحرية المسيّرة، التي بدأت “بزوارق طوفان”، وآخرها ما أعلن عنه، الزورق المسيّر “طوفان المدمّـر” الذي يحمل رأساً حربياً، وقوة تدميرية تصل إلى 1500 كجم.
ويرى أن زورقاً مسيّراً بهذه القوة التدميرية الكبيرة، والتقنية العالية، سيكون له الأثر الكبير بلا شك، موضحًا أننا نخوض حرب عقول، ونخوض حرباً استخباراتية، وحرباً اقتصادية، وحرباً عسكرية، مؤكّـداً أن المعركة البحرية انتصرنا فيها بفضل القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي –يحفظه الله- الذي حذر العدوّ أكثر من مرة، بأن كُـلّ مغامراتهم ومؤامراتهم ستؤول إلى الفشل.
ويكرّر التأكيد أن العمليات العسكرية اليمنية ستستمر مهما كان الثمن، وأنها ليست الوحيدة أَو عملية واحدة، بل هناك عمليات عسكرية كثيرة وكبيرة، مدروسة على اتساع رقعة المواجهة، مُشيراً إلى ما أعلن عنه السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، بمراحل تصعيدية مدروسة للعمليات العسكرية ومفاجآت تفوق قدرات وتصورات ثلاثي الشر، الأمريكي والصهيوني والبريطاني، مُضيفاً أن هذا دليل واضح على إمْكَانات وقدرات عسكرية كبيرة للقوات المسلحة اليمنية بكل وحداتها المختلفة.
تطوير أجيال مختلفة:
من جانبه يقول الباحث في الشؤون العسكرية زين العابدين عثمان: إن “ما تمتلكه قواتنا المسلحة، من أسلحة، وإمْكَانات عسكرية، خُصُوصاً فيما يتعلق بالأسلحة البحرية، قد أظهر جانباً من التقنيات، والإمْكَانات المتطورة في هذا المجال، منها تقنيات هجومية لم تصل إليها سوى دول محدودة في العالم”.
ويؤكّـد عثمان في تصريح خاص لــ “المسيرة” أنه تم تحقيق إنجازات كبرى، في صناعة الأسلحة النوعية، ذات البعد التكتيكي والاستراتيجي، منها الألغام البحرية، والطائرات المسيّرة والغواصات المسيّرة، وترسانة ضاربة من الصواريخ، طراز بر-بحر، المضادة للسفن، بالإضافة إلى الزوارق المسيّرة (USV)، التي تعتبر في هذه المرحلة، طليعة أهم التقنيات التي تم تطويرها، وتحسن مهامها، كسلاح هجومي فعال ضد السفن والقطع البحرية التابعة للعدو الأمريكي، البريطاني، والصهيوني.
ويوضح أن الزوارق المسيّرة، تتميز وفق بنيتها التقنية، وواقعها العملياتي، بعدد من الخصائص، والقدرات الهامة، التي يمكن أن تتفوق على الأسلحة البحرية الأُخرى، مُضيفاً أنها “قليلة الكلفة، ويمكنها مهاجمة السفن والقطع البحرية بدقة عالية، فالأنظمة والتقنيات التي تتميز بها، تمكّنها من الانقضاض على السفن دون أن يتم رصدها، أَو ملاحظتها بشعاع الرادارات البحرية وأجهزة الاستشعار؛ فهي صغيرة الحجم، وخفيفة الوزن، وسريعة الحركة تستطيع التنقل بسرعات تصل إلى 45 ميلاً بحرياً 800 كم / ساعة، كما يمكن تغيير مسارها في كُـلّ لحظة، عبر أنظمة تحكم وتوجيه متطورة”.
ويزيد بالقول: “على مستوى التأثير فالزوارق المسيّرة يمكنها تدمير الأساطيل والقطع الحربية عالية التحصين، كالمدمّـرات، والفرقاطات، والنظائر المختلفة من السفن العملاقة، حَيثُ يمكن للزورق حمل شحنات متفجرة تصل إلى من 1000-1500 كجم، موضحًا أنها شحنة توازي شحنة 3 ألغام بحرية مجتمعة، وعند ارتطامها بالسفينة، يمكنها أن تعطي طاقة انفجار تدمّـر 10-20 % من جسد السفينة، خُصُوصاً إذَا كان الارتطام جانبي”، مؤكّـداً أن هذه القوة العالية تجعل الزوارق المسيّرة، متفوقة على أفضل الأنظمة المضادة للسفن، كالطوربيدات، والألغام، والصواريخ السطحية، طراز بر بحر.
ويجدد التأكيد أن “إعلان قواتنا المسلحة، إدخَال نوعين من الزوارق، “طوفان 1″، و”طوفان المدمّـر”، هو إعلان عن مرحلة جديدة من الاشتباك النوعي، الذي يحتوي على نمط هجين من التكتيكات، وأسلحة نوعية وقاتلة للسفن”، لافتاً إلى أن زورق طوفان المدمّـر، الذي تم الكشف عنه مؤخّراً تم تسميته” بالمدمّـر”؛ كونه يحتوي على شحنة متفجرات، تصل للطن ونصف الطن، وهي قوة فتاكة تستطيع تدمير السفن وإغراقها، كما حصل مع السفينة TUTOR، التي غرقت في مياه البحر الأحمر، والسفينة Transworld Navigator.
ويضيف أن “قواتنا المسلحة بدأت حرفياً تفعيل هذه الزوارق، ضمن نطاق العمليات التي تطبقها ضد السفن الأمريكية والشركات الداعمة لكيان العدوّ الصهيوني”، مؤكّـداً أنها نجحت خلال هذه المرحلة، من تطوير أجيال مختلفة من الزوارق، فزورق طوفان المدمّـر، ليس الأخير، فهناك أجيال متطورة من النظائر الأُخرى التي تمتلك خصائص وقدرات أكثر قوة وفاعلية.
ويكرّر التأكيد أن “جولة التصعيد الرابعة، بدأت تفرض واقع التأثير على سفن العدوّ الأمريكي، والبريطاني، وكيان العدوّ الصهيوني”، مُضيفاً أن “العمليات بدأت تأخذ طوراً متسارعاً، ونمط التكتيك والسلاح والتأثير المباشر، لإغراق السفن، وأن العمل الهجومي متصاعد ولن يتوقف عند أي سقف، وسيتمر طالما استمر العدوان والحصار الصهيوني الأمريكي على قطاع غزة، فكل مرحلة تصعيد ستأخذ سيناريوهات أشد قوة وتأثير من أي وقت مضى”.