9 يوليو خلال 9 أعوام.. شهداءُ وجرحى في استهداف العدوان ومرتزقته للمنازل والمزارع والطرقات بصعدة وصنعاء والحديدة
المسيرة: منصور البكالي
واصل العدوانُ السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتُه في مثل هذا اليوم 9 يوليو تموز خلال الأعوام 2015م، و2018م، و2019م، استهدافَ منازل ومزارع المواطنين والطرقات العامة في صعدة وصنعاء والحديدة.
أسفرت غارات العدوان، ومدفعية مرتزِقته، وتحريك خلاياه النائمة، عن اغتيال التربوي محمد السراجي، وعدد من الشهداء والجرحى، وتدمير عشرات المنازل والمزارع والطرقات، وموجات من الخوف والهلع والحزن في نفوس الأهالي، وموجات نزوح وتشرد مُستمرّ.
وفي ما يلي أبرزُ جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:
9 يوليو 2015.. أدوات العدوان تغتال أحد الكوادر التربوية وتجرح آخر بصنعاء:
في مثل هذا اليوم 9 يوليو تموز من العام 2015م، اغتالت أدواتُ العدوان السعوديّ الأمريكي التربوي محمد السراجي وجرح آخر بعيارات نارية، في منطقة سعوان أمانة العاصمة صنعاء:
أسفرت العملية الإرهابية الجبانة عن استشهاد التربوي محمد السراجي، وجرح تربوي آخر كان برفقته، وحالة من الخوف والفزع في صفوف الكوادر التربوية، والأوساط التعليمية والطلابية.
تعددت وسائل القتل والإجرام لدى العدوّ السعوديّ الأمريكي في العام الأول من حربه الظالمة على اليمن، ولم يعد قصف طيرانه الجوي الوسيلةَ الوحيدةَ، بل استخدم معها السياراتِ والدراجاتِ المفخَّخةَ، ورغم ذلك لم يكتفِ ليستخدمَ هذه المرة الاغتيالاتِ استراتيجيةً جديدةً في قتله لشعب اليمن، وذلك عبر تحريك بعض عناصره وخلاياه النائمة.
في هذه المرة حرّك العدوانُ أحدَ عناصره ليغتالَ الأكاديمي التربوي محمد السراجي ويجرح آخرَ، ويلوذُ العناصر بالفرار؛ ما عكس مستوى الحقد الدفين على الشعب اليمني ورجاله الأحرار، ومحاولة زعزعة الجبهة الداخلية، وتجريب هذه العملية الغادرة؛ لتكرارِها أن نجحت بشكل أكثر فظاعة.
عملية الاغتيال هذه لم تكن الأولى وليست الأخيرة بل سبقها -منذ ما قبلَ العدوان وما بعده- عشرات العمليات ومئات المحاولات، التي أفشلتها الأجهزةُ الأمنية قبلَ وقوعها على مدى 9 أعوام متتالية.
9 يوليو 2015.. 4 غارات للعدوان تستهدفُ الطريق العام بنقيل يسلح محافظة صنعاء:
في مثل هذا اليوم 9 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيرانُ العدوان السعوديّ الأمريكي الطريقَ العام في نقيل يسلح بمديرية بلاد الروس، محافظة صنعاء.
أسفرت غاراتُ العدوان عن تدميرِ عددٍ ممن المنعطفات والمنحدرات في الطريق العام بنقيل يسلح وتضرر عدد من سيارات المواطنين، وحالة من الخوف والفزع في صفوفهم، وإعاقة حركة السير لساعات.
طرقات اليمن بشكل عام كانت هدفاً استراتيجياً لغارات العدوان التي دمّـرت وخرَّبت الكثير منها؛ ليسهل لها رصد واستهداف سيارات المواطنين والجرحى والمواد الغذائية بين المحافظات والمناطق والمديريات اليمنية، وقطع أوصال المحافظات بعضها ببعض.
جريمة استهداف الطرقات في نقيل يسلح، واحدةٌ من آلاف جرائم الحرب بحق الأعيان المدنية، التي مارسها العدوانُ خلال 9 أعوام متواصلة.
9 يوليو 2015.. غاراتٌ ومدفعية العدوان تستهدفُ المنازلَ والمزارعَ والطرقات بصعدة:
في مثل هذا اليوم 9 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف العدوانُ السعوديّ الأمريكي منازل المواطنين ومزارعهم والطريق العام، بعشرات الغارات الجوية والمدفعية، بمحافظة صعدة.
أسفرت غارات العدوان عن تدمير 6 منازل بالكامل في مدينة ضحيان، مديرية مجز، وتشريد أهلها، بين الجبال والكهوف، وتضرر ممتلكات ومنازل المواطنين المجاورة لها.
منازل 6 لعدة عوائلَ -كبارًا وصغارًا، نساءً وأطفالًا- كان المأوى الوحيد لهم ليلاً ونهاراً، منها يخرجون وإليها ولا إلى سواها يمكنهم أن يعودوا، لكن العدوان السعوديّ الأمريكي استكثر عليهم ذلك، وهدف لقتلهم تحت أسقفها، لولا رعاية الله ونزوحهم منها قبل أَيَّـام، وحين دمّـرت منازل جيرانهم، لكانوا من ضمن الشهداء والجرحى، ما لم يكونوا ممن تبقى.
عشرات الأهالي في مدينة ضحيان وغيرها من مناطق صعدة وبقية المحافظات اليمنية، باتوا بلا مأوى وحرمهم العدوان من أحلام العودة إلى منازلهم حين تضع الحرب أوزارها، فكانوا من ضمن قائمة شهود العيان على تدميرها وقصفها، وبات الدمار والخراب يحكي ألف ألف رواية وذكريات الأيّام والسنوات التي قضوها.
وفي مديرية باقم الحدودية أسفرت غارات العدوّ وقصفه المدفعي وقنابله العنقودية، عن تدمير عشرات المنازل وإتلاف المزارع، وقصف الطرقات العامة، وإعاقة حركة تنقل المواطنين ونزوحهم، ووصول المواد الغذائية والدوائية والاحتياجات الأَسَاسية.
هنا المزارع والمنازل والجسور والطرقات وكل ممتلكات المواطنين تحترق بالقنابل العنقودية المحرَّمة دولياً، أطنان عديدة وكميات كبيرة وتشكيلات وأحجام مختلفة كلها تصب في سياسة القتل والقتل الموقوت، والتدمير والحرق، لكل ما هو على ظهر الأرض، أَو يدُبُّ عليها في محافظة صعدة.
منازلُ باتت أثرًا بعد عين، طرقات وجسور مدمّـرة، مَرَاعٍ ومزارعُ بات الموتُ فيها موقوتًا ومحقَّقًا لا مَحالةَ، كُـلُّ من يخطو عليها، وتدوسُ قدمُه أَو قدم ماشيته، أَو إطارُ سيارتِه أو شاحنته على عنقودية هنا أَو هناك فمصيرُه بين خيارَينِ لا ثالت لهما: “الموت أَو الجراح والإعاقة”.
اغتيالُ الطفولة وفطرتها:
أَمَّا بشأن الأطفال والرعاة فهناك أنواعٌ من القنابل ذات الألوان الخاطفة والأشكال الجذابة البراقة، تخدع ناظرَها وتقتادُه إلى الهلاك، حين يأخذها بيده ويسير إليها بقدمَيه، ظاناً أنها مُجَـرّد لعبة أَو علبة حلوى، أَو ما يشبه مقتنيات المنزل وأدواته وأثاثه، إنه الاغتيال للفطرة والطفولة ونعمة البصر والفؤاد في آنٍ واحد.
مئاتٌ من الرعاة ومواشيهم في مديريات محافظتَي صعدة وحجّـة اغتالتهم عنقوديات العدوان المحاكي شكلُها ولونُها رغباتِ الناظرين وأهواءَهم، فكانوا صيدًا ثميناً حقّق لصانعي السلاح من هذا النوع المزيد من الطلبات، وحقّق للعدو الجبان، المشتري لها، هدفَه في المزيد من القتلى والجرحى بين أطفال شعب بات الصمود رمزه وعنوانه، مهما كانت التضحيات.
وكما هو حال الطفولة والمنازل والمزارع هو حال الطرقات العامة والجسور في محافظة صعدة، التي انصبَّت عليها من الأسلحة والمتفجرات والقنابل والصواريخ، ما يفوقُ الأسلحةَ المستخدَمةَ في الحرب العالمية الثانية؛ فطرقاتها باتت هدفًا حيويًّا مكّن العدوَّ من رصد أية حركة لسيارة تقل مواطنين، أَو شاحنة تحملُ موادًّا غذائية ودوائية واحتياجات أَسَاسية، فقطَّع أوصالها وشدَّد حصارَه عليها، وضاعَفَ معاناة المواطنين في مختلف مديرياتها ومناطقها والحدودية منها بشكل أشد قسوة وجورًا.
وخلالَ 9 أعوام مضت كانت الطرقاتُ والجسورُ هدفًا شبهَ يومي، أعاق فيها العدوانُ حركةَ السير وَإسعاف الجرحى، والمرضى، ووصول الإمدَادات الغذائية والدوائية، وتسويقَ المنتجات الزراعية للمواطنين خارجَ المحافظة.
9 يوليو 2018.. شهيدةٌ و6 جرحى جُلُّهم أطفالٌ ونساءٌ في استهداف طيران العدوان ومدفعيته بصعدة:
وفي العام 2018م، في اليوم ذاته 9 يوليو تموز، استهدف طيران ومدفعية العدوان السعوديّ الأمريكي، منازل المواطنين في مديرية رازح الحدودية، بمحافظة صعدة.
أسفرت عن شهيدة و6 جرحى جلهم من الأطفال والنساء، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها، وتضرر ممتلكات ومزارع ومنازل الأهالي المجاورة، وموجة من النزوح والتشرد.
رازح وسكانها كما هو حال مختلف المديريات الحدودية غارات العدوان عليها مُستمرّة، وقربها الجغرافي جعل حركة الأهالي فيها تحت طائلة الرصد المباشر لكاميرات الرقابة السعوديّة من الجبال المجاورة، والأقمار الصناعية، والطيران الاستطلاعي المسيّر المُستمرّ في التحليق على أجواء اليمن.
في مثل هذا اليوم خرج أحد الأطفال؛ هرباً من حجر والدته باتّجاه خارج المنزل، وآخر أجبرته الظروف وانعدام المواد الغذائية على ما يبدو في البيت للخروج لشرائها، رغم معرفة برصد العدوّ، لكنها الضرورة، التي جعلت صوره وحركته تَصل تبعاً إلى غرفة عمليات العدوان، التي رأت فيها منجزاً كَبيراً ويحقّق لها هدفاً استراتيجياً في المزيد من القتل لأبناء الشعب اليمني في المناطق الحدودية المراد إخلاؤها من السكان وتحويلها إلى ساحة حرب باتباع سياسة الأرض المحروقة.
وصلت الصور وتبعها الأوامر بسرعة الاستهداف للهدف بغارات جوية وقصف مدفعي في آن واحد، فكانت الجريمة وبدأت المعاناة أكثر وأكثر، لتكون النتيجة شهيدة و6 جرحى جُلُّهم من الأطفال والنساء.
هذه الحصيلة في المعايير الإنسانية جريمة حرب ومجزرة إبادة جماعية، لكن الأمم المتحدة لم تعر ذلك الأمر أي اهتمام ليكون مُجَـرّد خبر بأرقام وأعداد ليلبي شهية الطغاة والمستكبرين، فيما نوعية الأهداف ونتائجها أطفال ونساء، يؤكّـد حقيقة مفادها بأن أكثر رجال صعدة باتوا في الجبهات يذودون عن أرضهم وسيادة بلدهم، وما بقي سوى أُولئك في ما تبقى من المنازل المقصوفة سلفاً.
استهداف المنازل على رؤوس ساكنيها واحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن، ولعنة في جبين الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، وكل الجهات ذات العلاقة القانونية والجنائية والحقوقية، على مدى 9 أعوام.
9 يوليو 2019.. 5 جرحى في استهداف مرتزِقة العدوان للأحياء السكنية بالحديدة:
في مثل هذا اليوم 9 يوليو تموز من العام 2019م، صعَّد مرتزِقة العدوان السعوديّ الأمريكي الإماراتي، من قصفهم للأحياء السكنية في عدد من مديريات محافظة الحديدة.
ففي مديرية الحالي، استهداف مرتزِقة العدوان بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة منازل المواطنين في حي 7 يوليو، أسفر عنه جرح امرأة و2 من أطفالها، وحالة من الخوف والهلع في نفوس المواطنين وموجة من النزوح المتجدد؛ هرباً من خطوط النار، كما هو الحال في مديرية الحوك، التي استهدف مرتزِقة العدوان بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة حي الربصة، وأسفر عنه إصابة طفلة بجروح خطيرة، وموجة من الخوف والرعب والنزوح.
وفي مديرية التحيتا قصف مرتزِقة العدوان بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة منطقة المدمن، أسفر عنه جرح مواطن، وحالة من الرعب والخوف وموجة من النزوح نحو المجهول.
هذه الثلاث الجرائم في اليوم ذاته 9 يوليو تموز شاهد على مدى مخطّط مرتزِقة العدوان المستهدف للأحياء السكنية وقتل وسفك دماء الأهالي وَتدمير منازلهم وممتلكاتهم، في محاولة لإجبارهم على النزوح، وتحويلها إلى ثكنات عسكرية في حال صدرت الأوامرُ من قيادات دول العدوان بأي زحف على مدينة الحديدة، كما هو اختراقٌ واضح وصريح، لاتّفاق وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة.
كما تعكس مستوى استهتار مرتزِقة العدوان، بأرواح أبناء الشعب اليمني وممتلكاتهم، واحتسابها مُجَـرّد أرقام تذاع وتنشر في الوسائل والوسائط الإعلامية، وتعود عليهم بحفنة من الفتات المدنس، بل وتعكس مدى تواطؤ الأمم المتحدة ومبعوثها وفريقها مع مرتزِقة العدوان أمام هكذا خروقات مُستمرّة منذ عام 2018م، وإلى اليوم.