طيارون أمريكيون عائدون من البحر الأحمر: خُضنا مواجهةً “صادمة” و “جنونية”
المسيرة | خاص:
تواصلت اعترافاتُ جنود البحرية الأمريكية بصعوبةِ المواجهة مع القوات المسلحة اليمنية، حَيثُ أكّـد طيارو المقاتلات الأمريكية العائدةِ من البحر الأحمر أن المعركةَ كانت “صادمةً” وغيرَ متوقعة، بل و”جنونية” بالنسبة لهم، وأنها بالفعلِ المواجَهةُ البحريةُ الأشدُّ منذُ الحرب العالمية الثانية، مشيرين إلى أن القواتِ المسلحةَ اليمنية تعملُ باستمرار للتفوق على قدرات وتكتيكات القوات الأمريكية والغربية، وأن الطائرات الأمريكية كانت تضطرُّ للتحليق والعمل لفترات طويلة ومرهِقةٍ بشكل يومي.
ونشرت شبكةُ “سي بي إس نيوز” الأمريكية، الجمعة، تقريرًا جديدًا تضمَّنَ تصريحاتٍ لبعض الطيارين الأمريكيين الذين عادوا مع مجموعة حاملة الطائرات الفارَّة من البحر الأحمر “آيزنهاور”.
ونقل التقريرُ عن قائد سرب “رامبجير”، الطيار بنجامين أورلوف قوله: “إن معظمَ البحَّارة، بمَن فيهم أنا، لم يكونوا معتادين على التعرض لإطلاق النار، بالنظر إلى الاشتباكات العسكرية السابقة التي خاضتها البلاد في العُقود الأخيرة”.
وَأَضَـافَ أورلوف: “لقد كان الأمرُ مختلفًا بشكل لا يُصَدَّقُ؛ ولكي أكون صادقًا، لقد كان الأمر صادمًا بعضَ الشيء بالنسبة للمجموعة، إنه شيءٌ لا نفكِّرُ فيه كَثيراً حتى نواجِهَه”.
ورَدذًا على سؤال عمَّا إذَا كان من الممكن وصفُ ما واجهوه بأنه القتالُ البحري الأكثرُ كثافةً منذ الحرب العالمية الثانية، قال أورلوف: إن “هذا الوصف مناسبٌ تمامًا”.
وأشَارَ إلى أنه “بالنظر إلى قُربنا من مَدَيات العدوّ، واستخدامنا لضربات الدفاع عن النفس؛ فهذه لم تكن مواجَهةً بعيدةَ المدى، بل كانت في وجهنا مباشرة”.
وأكّـد التقرير أن جنودَ البحرية الأمريكية كانوا يشاهدون الصواريخَ اليمنية على مسافة ثوانٍ منهم قبل الاشتباك معها، في إشارة إلى سرعتها العالية.
ونقل التقريرُ عن المقدم تشاريتي سوما لشبكة سي بي إس نيوز قوله: “بصراحة، كان الأمر لا يُصَدَّقُ تماماً، لا أعتقد أن أيَّ شخص على متن مجموعة حاملة الطائرات تلك كان يتوقعُ حدوثَ ذلك”.
وبحسب التقرير فقد أطلقت طائراتُ مجموعة الحاملة “آيزنهاور” أكثرَ من 400 صاروخ جو-أرض، و55 صاروخ جو-جو، أثناءَ فترة تواجدها في البحر الأحمر.
وأكّـد التقرير أن “أشهرَ القتال والتمديد أَدَّى إلى فرض ضغوط كبيرة على ما يقرب من 7000 بحار وعائلاتهم”.
إلى ذلك، نشر موقعُ “يو إس إن أي نيوز” التابع للمعهد البحري الأمريكي، تقريرًا نقل فيه عن قائد سرب الطائرات، أورلوف، قوله “إنها كانت معاركَ كانت عنيفةً للغاية، واشتباكات لم نشهدها من قبلُ” مُشيراً إلى أن الوضع “يشبه الحربَ في المحيط الهادئ ضد الإمبراطورية اليابانية”.
وَأَضَـافَ أورلوف: “لقد تطلب الأمرُ قدرًا لا يُصدَّقُ من التعاون، وتطلَّبَ قدرًا لا يُصدَّقُ من العمل على التوصل إلى تكتيكات جديدة، لتعديل الأنظمةِ التي لدينا بالفعل؛ مِن أجلِ تحسين توظيفنا”.
ونقل الموقعُ عن المقدم كيث جيرونيموس قوله: إن القوات المسلحة اليمنية “تحاولُ باستمرار التفوق على قوات التحالف باستخدام أسلحة وتكتيكات جديدة، بما في ذلك أنظمة الطائرات بدون طيار والقوارب الصغيرة غير المأهولة والصواريخ”.
وأضاف: “إنهم يحاولون أشياءَ جديدةً كُـلّ يوم هناك، وهو أمرٌ صعب، لقد كنا نحلِّقُ على مدار الساعة”.
وقال إنه “في بعض المراحل كان يتم إطلاقُ الإنذارات طوالَ الليل، ولفترة من الوقت كانوا يطلقونها كُـلَّ ليلة تقريبًا” مُضيفاً “إنه أمر جنوني”.
وتضاف هذه التصريحاتُ إلى قائمة طويلة من الاعترافات المتنوعة التي أدلى بها عددٌ من قادة وضباط البحرية الأمريكية خلال الأشهر الماضية، والتي تضمنت التأكيدَ على أن هذه هي المرة الأولى التي يشهدون فيها إطلاقَ صواريخ بالستية على السفن، وأن هذه هي المواجهة البحرية الأشدُّ كثافة منذ الحرب العالمية الثانية، مع التأكيد على أن الصواريخَ اليمنية تتمتعُ بسرعات عالية لا تمنحُ طواقم البحرية الأمريكية سوى ثوانٍ معدودةٍ للاشتباك معها.
كما أكّـدت العديدُ من الاعترافات أن الجيش الأمريكي يواجه مأزِقًا استخباراتيًّا كَبيراً، حَيثُ لا يمتلك أية معلومات عن ترسانة الأسلحة اليمنية وحجمها.
وأقر العديدُ من ضباط البحرية الأمريكية بأن الولايات المتحدة لا تستطيعُ إنجازَ المهمة التي أعلنتها في البحر الأحمر، كما أقرَّ مسؤولون أمريكيون بأن تكاليفَ المواجهة كبيرة جِـدًّا وتستنزف قدرات البحرية الأمريكية.
وتكشفُ هذه الاعترافاتُ بوضوح زيفَ كُـلّ الإنجازات الوهمية التي يحاول الجيشُ الأمريكي ترويجَها بشأن المواجهة في البحر الأحمر وَأَيْـضاً عمليات القصف العدواني ضد اليمن، حَيثُ تبرهنُ الاعترافاتُ بشكل قاطع على فشل كُـلِّ الإجراءات التي اتخذتها الولاياتُ المتحدة في تحقيق أي ردع أَو الحد من العمليات اليمنية المساندة لغزةَ والتي لم تَتم فحسب، بل اتسع نطاقها وارتفعت وتيرتُها بشكل كبير.