غزة هاشم كربلاء تتجدد وظلم يتبدد

وفاء الكبسي

كربلاء ليست أرضاً فقط أَو ملحمة قط، بل هي كُـلّ معركة أياً كانت حدودها ما بين الخير والحق والعدالة والإنسانية من جانب، وما بين الشر والظلم والاحتلال والأنظمة العنصرية والاحتلال من جانب آخر، فكل أرض سفح فيها الدم العربي المسلم ظلمًا وَعدوانًا كغزة واليمن وغيرها من البلدان الإسلامية وواجهت الشر والظلم هي أرض كربلاء.

نعيش هذه الأيّام ذكرى ملحمة وبطولة الإمَام الحُسَين بن علي وأهل بيته وأصحابه وأنصاره، على إجرام ونفاق الأمويين، فما أشبه ما حدث بالأمس من كربلاء في الطف بما يحدث اليوم من كربلاء في أرض غزة هاشم؛ فلم يتورع الاحتلال الصهيوني الحاقد عن ارتكاب أفظع الجرائم التي بلغت ذروتها في الوحشية المفرطة بالتطهير والإبادة الممنهجة بحق الإنسان والأرض والبنى التحتية، مستخدمًا كُـلّ ما قدر له من أسلحة محرمة دوليًّا، وأطلق العنان لطائراته وعتاده وقنابله وصواريخه لتقع على رؤوس المدنيين من أطفال ونساء ورجال فتقطع جثثهم إلى أشلاء، وتدمّـر البيوت وتحرقها، كما اغتصَبوا النساء وقطعوا الوقود عن غزة المحاصرة، مثلما حدث يوم كربلاء الحسين من فظائع من نحر الطفل الرضيع وقتل الرجال والتمثيل بالجثث الطاهرة وسبي النساء وحرق الخيام وقطع الماء عن معسكر الإمَام الحُسَين.

فغزة هاشم هي كربلاء هذا العصر وأمريكا هي يزيد، فلولا الضوء الأخضر الأمريكي والغربي لَما واصل العدوُّ الإسرائيلي عدوانه الإجرامي، متخذًا من التواطؤ والخذلان العربي والغربي سببًا في التوغل في إجرامه اللامحدود بحق الشعب الفلسطيني المظلوم في قطاع غزة.

في كربلاء الأمس لم يقف مع الإمَام الحُسَين إلا أنصاره الذين استشهدوا معه، وفي كربلاء اليوم لم يقف مع عزة إلا محور المقاومة من اليمن والعراق وحزب الله في لبنان وسوريا، وكما وقف جيش الإمَام الحُسَين وأنصاره في وجه جيش يزيد، اليوم تقف غزة وأنصارها في وجه جيش الاستكبار العالمي في كُـلّ العالم.

غزة هاشم اليوم اختارت طريق الإمَام الحُسَين لتحقيق الانتصار، فكما اختار الإمَام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- التضحية بدمائه ودماء أهل بيته؛ مِن أجلِ الانتصار على إجرام ونفاق الأمويين وفضح ادعائهم الإسلام كذبًا ونفاقًا، فما قتلهم لآل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وسبي نسائهم وقتل وذبح رجالهم وأطفالهم إلا أكبر دليل على ذلك، ولكن الدماء الطاهرة الزكية وكل تلك المظلومية حركت الناس فتوالت بعد كربلاء الطف الثورات الحسينية في كُـلّ بقاع الدولة الإسلامية تحت شعار “هيهات منا الذلة”، وبهذا النهج الفدائي الكربلائي انتصر الدم على السيف، وبهذا النهج تقوم غزة اليوم بفضح وتعرية الإجرام الصهيوني، وَالوحشية الأمريكية الغربية الحامية الداعمة للصلف الصهيوني الإسرائيلي الوحشي.

فغزة هي كربلاء تتجدد وتُبدد كُـلّ ظلم يزيدي معتد، وكما انتصر الدم على السيف في كربلاء الطف، سينتصر الدم في غزة هاشم، وكل الدماء الزكية الطاهرة المظلومة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وتكسر كُـلّ السيوف الإجرامية بقيادة حفيد الإمَام الحُسَين السيد عبدالملك الحوثي-يحفظه الله، فسلام الله على الإمَام الحُسَين وحفيد الحسين، والنصر لكل من كان شعاره هيهات منا الذلة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com