ما بعد الجمعة الحاسمة؟!
أم المختار مهدي
سؤالٌ يطرحُ نفسَه، ويترقَّبُ الصديق الإجَابَة بنشوة، ويترقبها العدوّ بخوف وقلق، العيون جاحظة، والعقول لا تكاد تتوقف عن التفكير:
هل بقي للسعوديّ ذرة من عقل فيتراجع عن مجازفته الحمقى، أم أنَّ الأمريكي سينجح بتوريطه فيما هو وبال عليه وفيما لا يفيد سوى العدوّ الإسرائيلي والأمريكي.
فأي هدف سيتصدر المرتبة الأولى: بنك، مطار، ميناء.
المعادلة التي طرحها السيد عبدالملك الحوثي “-رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-” لاقت تفاعلًا كبيرًا من الشعب اليمني؛ حَيثُ إنها معادلة عادلة جِـدًّا لقوله تعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَـمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْـمُتَّقِينَ)، وسيكون الجزاء من جنس العمل، وقد خرج الشعبُ اليمني في الساحات مردّدين كلمةَ (فوّضناك) بكل صدق وعزيمة، وأي تصعيد من العدوّ سيلاقي أضعافه من جهتنا؛ فأمن واستقرار الشعب اليمني أصبح مرتبطًا بأمن واستقرار النظام السعوديّ، وفي الحقيقة لم يعد لدينا ما نخشى خسارته؛ فمن أجل غزة وفلسطين مستعدون أن نضحي بكل حياتنا وما نملك، أما السعوديّة فستخسر كثيرًا:
نفطها، أمنها، استقرارها، والخسارة الأكبر هي مِن أجلِ من ستضحي بنفطها وأمنها وبنكها وموانئها؟!
ومن أجل من سيتورطون؟!
مِن أجلِ من يريدون أن يدمّـروا اقتصادَهم؟!
يا له من عار يلحق بهم، ويا له من خزي أحاط بهم!
على مدار تسع سنين مضت من العدوان علينا قد جرَّب النظام السعوديّ فيها قوة اليمن وشدة بأسه، وإن أرادَ خوض غمار الموت مرة أُخرى فاليمن ما يزال ببأسه وشدته إلا أنَّه ازداد قوةً أكثر من ذي قبل، وأكثر عتادًا، والقوة التي سيحسم بها المعركة ويراهنُ عليها هي: قوة الثقة بالله تعالى والاعتماد عليه.
إن اختار النظام السعوديّ الخيارَ الأرعنَ والأحمق فقد اختار هلاكَه وحتفه، ونحن له بالمرصاد، والحرب ليست شيئاً جديدًا علينا، بل نحن أهلها وذووها أولو قوة وأولو بأس شديد، وإن اختار التوقف عن مجازفته فقد اختار أمنه وسلامته، وعليهِ أن يأخُذَ خطاب السيد على محمل الجد وأن يدركَ خطورة اللُّعب بالورقة الاقتصادية.