كربلاء الحسين ماضٍ أليم لا يُنسَى
بشائر عبد الرحمن
رؤوسٌ متقطعة ودماءٌ مسفوكة وأرواحٌ مسلوبة وجوعٌ وعطشٌ مُستمرَّان، وماضٍ أليمٌ، ومأساويةٌ غير مسبوقة، هذا هو حال آل بيت رسول لله في العهد الأموي الأخير الظاهر بالعدل والإيمان الباطن بالكفر والطغيان، الذي يحمل الحقد الكبير لآل بيت رسول الله ومحوهم من التاريخ في العاشر من محرم للعام الهجري.
كربلاء وما أدراك ما كربلاء؟!.
حيث يُقال إن من عرف حادثة كربلاء قد يُصاب بالجنون والبكاء والألم والحزن الشديد؛ فهذه الحادثة لم يحدث مثلها في التاريخ القديم ولا الجديد.
آنذاك كان الحكم للأمويين المتسلطين على المستضعفين باسم الدين والإسلام، فهذا الحكم يدّعي العدل والإيمان ونشر الدعوة الإسلامية ولكنه على العكس تماماً؛ فهو يحمل الكفر والنفاق منذُّ وفاة الرسول صلوات الله عليه وعلى آله؛ ولكي يسيطروا على الأُمَّــة قاموا بنفي آل بيت رسول لله من بلادٍ إلى بلاد وعملوا على تشرديهم وتجويعهم وجعلهم يمشون سيراً على الأقدام من بلاد رسول الله المدينة المنورة إلى الكوفة بالعراق، وأثناء الطريق تعرضوا لأنواع التعذيب على المستوى التاريخي، فلم يسلم منهم لا كبار ولا صغار لا نساء ولا رجال إلا وقاموا بتعذيبهِ وقتله، حَيثُ ذُكر عن تلك الحادثة الأليمة بأن إحدى الأُمهات لم تعد تفرز الحليب من ثديها وطفلها يصرخ بالبكاء ولا يوجد أي طعامٍ أَو ماء وخرج الإمَام الحُسَين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- بهذا الطفل الذي لم يحمل على عاتقه أي ذنبٍ لهم ورفعهُ عالياً أمام الجيش الأموي؛ ليطلب بعض المياه لهذا الطفل الرضيع، ولكنهم قاموا بقتل الطفل رمياً بالسهام إلى عُنقه وقطرت دمائه الطاهرة والبريئة على الأرض، حَيثُ من شدة الغضب لله ولرسوله ولآل بيته أخذ الإمَام الحُسَين دماء هذا الطفل ورمى بها إلى السماء؛ لتصبح شاهداً لكل المتكبرين في ذلك الوقت بأن ما يقومون به مُحرم ضد آل بيت رسول الله وأنه لا يرضي الله ولا رسوله.
وليس كذلك فحسب؛ بل قاموا بقتل الإمَام الحُسَين بن علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- وقطعوا رأسه وعملوا على التشهير به أمام الناس جميعاً وبسطوا جسدهُ الطاهر وجعلوا الخيول تمر من فوقه، حَيثُ قيل بأنه لم يعرف ظهرهُ من بطنه.
كل تلك المآسي والآلام التي مر بها وتعرض لها أهل الكساء الطاهرين ليس لهم فيها أي وجه حق ودون ذنب، حَيثُ عمل الحكام الأمويين على إخفاء تلك الحادثة وإسكات الناس ببعض من المال وكأنها لم تحدث بعد أن قتلوا آل بيت رسول لله جميعاً ولم يتبقَّ سوى علي بن الحسين والحسن بن الحسن، حَيثُ قامت بتخبئتهم السيدة زينب “عليها السلام”، وهم من نقل تلك الحادثة الأليمة غير المشروعة في تاريخ الدين الإسلاميّ في زمن الأمراء الذين يدّعون الدين تحت راية الإسلام.
وهو الكرب والبلاء الذي قد حَـلّ بآل بيت النبي من قِبل الأمراء والحكام المنافقين الذين يمتد ذكرهم ونسلهم إلى اليوم، وهم حكام العرب المتخاذلين والساكتين على المجازر التي تُرتكب في أرض غزة الحرة دون وجه حق، فمن سكت في حادثة كربلاء سكت في حادثة غزة، والمرآة تعكس الأفعال وتكشف الحقائق لم يعد شيئاً مخفياً، حيثُ إنه قد تم السكوت على كُـلّ المجازر المُرتكبة في اليمن الحبيب دون وجه حق من قِبل الزعماء والمنافقين والملوك الخاضعين لأمريكا و”إسرائيل” من تحت الستار.
ولكن الحكم لله هو من سيتولى أمر الأشرار الذين قاموا بإهانة آل بيت رسول لله وطردهم وتشرديهم من أرض جدهم الطاهرة والمملوكة لهم على مرأى ومسمع الناس جميعاً في ذلك الوقت.
فذكرى عاشوراء ستظل ذكرى أليمة وحزينة في قلوبنا ومخلدة في التاريخ على مر العصور؛ ليعلم الجميع حقيقة حكام ذلك الزمان الذين قاموا بتغيير الدين وتزييفه، وهو ما يحدث اليوم تماماً من حكام العرب المتخاذلين والساكتين على الظلم السائد في وسط الدين والإسلام والله على ما نقول شهيد.