15 يوليو خلال 9 أعوام.. 64 شهيداً وجريحاً في استهداف غارات العدوان للمنازل والأسواق والمناسبات الاجتماعية بتعز وصعدة والجوف

المسيرة: منصور البكالي

تعمد العدوان السعوديّ الأمريكي في مثل هذا اليوم 15 يوليو تموز خلال الأعوام 2015م، و2018م، و2020م، مواصلة ارتكاب المجازر الوحشية وجرائم الإبادة الجماعية في استهداف سوق شعبي بتعز ومناسبة ختان بالجوف ومنازل المواطنين والرعاة بصعدة.

أسفرت غارات العدوان عن 32 شهيداً و32 جريحاً غالبيتهم من الأطفال والنساء، وتمدير منازل وممتلكات المواطنين، وإحراق مصاحف القرآن الكريم، ومضاعفة معاناتهم، وتغيير أفراحهم إلى أحزان، وأعيادهم إلى مأتم.

 وفي ما يلي أبرز تفاصيل جرائم العدوان في مثل هذا اليوم:

 

 15 يوليو 2015.. 41 شهيداً وجريحاً في استهداف طيران العدوان لسوق شعبي بتعز:

في مثل هذا اليوم 15 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي بعدد من الغارات، سوق الذكرة، بمديرية التعزية، محافظة تعز.

أسفرت غارات العدوّ عن 19 شهيدًا و22 جريحًا، وحالة من الذعر والخوف في صفوف المواطنين، وموجة حزن وخسائر في الأموال والممتلكات.

 

مجزرة استقبال العيد وتوديع رمضان:

قبل العيد بيومين فقط كان المتسوقون يشترون الملابس الجديدة لأطفالهم ونسائهم، وحلويات وهدايا العيد، تعمد العدوّ السعوديّ الأمريكي أن يجبر أبناء مديرية التعزية على أن يستقبلوا أَيَّـام عيد الفطر المبارك بشكل آخر يملأه الحزن والألم والبكاء، بمجزرة وحشية راح ضحيتها أكثر من 40 شهيداً وجريحاً، وخسائر في المحال التجارية وممتلكات وسيارات المواطنين، وموجة رعب وخوف غير مسبوقة إلى داخل كُـلّ منطقة وأسرة وقرية ينتسب إليها المتسوقين.

هنا الأشلاء والدماء والجرحى والجثث والصراخ والبكاء والنيران والدخان والدمار والغبار، من بقي يحاول الهروب، من كثافة الغارات واستمرار تحليق الطيران فوق سماء المنطقة، الجرحى يستغيثون بمن ينقذهم، هذا يزحف بنصف جسد، وآخر يواصل تنفسه ودماؤه نازفة، وذاك يبعد من فوق جسده الدمار عله ينهض لكن قدمه المقطوعة لم تسفعه على ذلك، وهذا قطعت يده وشجت الشظية رأسه فدخل في غيبوبة دائمة، ونبضات قلبه تتراجع.

جسد متفحم فوق مقود سيارة تحترق وتصعد منها ألسنة اللهب، وخلفه جثث لركاب كانوا في طريق العودة إلى منازلهم، تفحمت أجسادهم أَيْـضاً، وقضت الغارات على كُـلّ وعودهم لأطفالهم وأهاليهم ومحبيهم، كما هي أحلامهم بقضاء إجازة عيدية تنسيهم تعب وشقاء وعناء عام كامل من العمل والكد لتوفير لقمة العيش الحلال.

من كانوا يشترون ثياب وبدلات العيد الجديدة أجبرهم العدوان على شراء أكفان بيضاء وحفر اللحود، وقضاء أَيَّـام العيد في العنايات المركزة وعلى أسرة المستشفيات، يتجرعون الألم ويعانون الجراح.

 

سينتظر الأطفال والدهم الذي لن يأتي أبداً:

من بين المتسوقين آباء لأطفال وعدوهم قبل النوم مساء بشراء كسوة العيد والألعاب وعلب الحلوى وجعالة العيد، كما ودعوهم عند الخروج باكراً على أمل العودة، لكن غارات العدوان السعوديّ الأمريكي على سوق الذكرة في مديرية التعزية، قضت على حياتهم، ووعودهم وآمال وتمنيات وأحلام أطفالهم، فظلوا منتظرين عودة آبائهم الذين لن يأتوا أبداً، وما بقي في ذاكرتهم سوى الوداع المر.

بل وهنا صيام لم يفطروا، وأطفال لم يفرحوا بعد، لكن العدوان فطر بهم وجعلهم مجزرة وحشية يندى لها جبين الإنسانية، وركام لحم وأشلاء وجثث متفحمة ومحترقة، وحول فرحة الأطفال إلى مشاهد من البكاء والحزن واليتم والقهر الكبير في أعماقهم، هذا فُقد أبوه وآخر فقد أخوه وهذا فقد جده، وذاك كان العائل الوحيد للأسرة ففقدته وفقدها.

عاد الناجون من السوق محملين بالخوف والرعب والهلع ومشاهد الرعب في ذاكرتهم، وحملوا معهم إلى الأهالي والجيران أخبار من استشهدوا وجرحوا من المتسوقين، فهنا طفل يطرق باب جاره العائد يسأله عن مصير والده، ذاك يتلعثم عن الإجَابَة ويحتضن طفل جاره وهو يذرف الدموع ويبكي هامساً في أذنه أبوك متأخر، وهو في الحقيقة يخفي الحقيقة عنه بعد أن أُصيب والده إصابة خطيرة نقل على إثرها إلى أحد المستشفيات خارج المديرية.

وهنا جار آخر يستبشر لكن البشرى كانت فاجعة، أسر عديدة بردت وجبة الإفطار على سفرة الأكل مغرباً وهي لا تزال تنتظر عودة عائلها الذي لم يعد بعد، لكن الخبر وصل كالصدمة ولم تقدر الحلوق على ابتلاع لقمة واحدة، وبات مشهد البكاء والنواح هو الوجبة الأكيدة.

العيد قادم وكثير من الأسر تعيش الحزن والأسى والخوف والرعب واليتم والفقد لشهيدها، أَو المرابطة في أحد المشافي بجوار جريحها، على أمل الشفاء العاجل.

شاهد عيان يقول: “هذا عدوان غاشم استهدف المستضعفين، مواطنين لا شأن لهم بالحرب، هذه جثثه مقطعة ومتفحمة، وهذه ملابس العيد الجديدة شروها لأطفالهم وأهاليهم فمزقتها الشظايا واحترق منها الكثير، وهذه جعالة العيد مبعثرة، وهذه الباصات والسيارات والشاحنات محملة بالبضائع كلها تحترق، فهل هذه هدية النظام السعوديّ للشعب اليمني وصلت، الله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل”.

أحد الناجين بدوره يقول: “هل أنا مطلوب للعدوان السعوديّ الأمريكي، أنا مواطن أعمل حجر وطين قدمت إلى السوق لشراء احتياجات العيد، هل أنا وغيري من المواطنين أمثالي قيادات، هل نحن أهداف تمكّنكم من الانتصار! هل هذه الجرائم تعيد الشرعية! هل هذا هو وقوفكم مع الشعب اليمني! أم أن قتلنا هو ما تظنون أنكم تساعدونا به! هذه صفحات القرآن الكريم تحرق وتمزق وهذه أجساد الأطفال والنساء تتفحم، هل هي أهدافكم العسكرية”.

 

 القرآن الكريم على قائمة الأهداف:

كتاب الله المصحف الشريف الذي لم يسلم هو من الغارات التي استهدفت السوق ووقعت إحدى غاراتها على سيارة كان سائقها يقرأ ورده اليومي، وهو ينتظر اكتمال عدد الركاب، فتفجرت بمن فيها، ورمت بنسخة القرآن الكريم من بين يديه إلى الخارج لتقع على الأرض، في مشهد يعكس طبيعة الصراع بين الحق والباطل وشعب الإيمان والحكمة والقرآن وبين قرن الشيطان وجنده، وبين أنصار الله وأنصار دينه وأنصار رسوله وأنصار كتابه، وبين أنصار الشيطان، أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء دينه وأعداء كتابه.

صورة لمصحف آخر كاد أن يحترق بالكامل وما بقي منه سوى القليل من الآيات، وإن كنت من بين المسعفين، ورافعي الأنقاض، سيقع بصرك على آيات من سورة البقرة في أسفل الصفحتين 39، 40 تتحدثان عن الجهاد والقتال في سبيل الله في قوله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ” (244)، “مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً، وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ” (245)، وما ظهر من أسفل الصفحة 40 من قوله تعالى: “وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ، وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ، وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” الآية (247) وبعض كلمات من الآية التي تليها، هذه الدلالات القرآنية في وسط الجريمة المروعة إشارة إلى الحل والمخرج لهذه الأُمَّــة ولهذا الشعب ليخرج مما هو فيه من العدوان والحصار، ولينقذ الأُمَّــة من واقعها المرير.

41 شهيداً وجريحاً، خلفهم عشرات الأسر ومئات الأطفال والنساء والمحبين والأقارب، كُـلّ هؤلاء عمق العدوان فيهم الحزن والكمد، والخوف والرعب في جريمة وحشية، لا توصيف آخر لما يحدث فيها سوى الإبادة.

استهداف العدوان لسوق الذاكرة بمديرية التعزية واحدة من آلاف جرائم الإبادة الجماعية المستهدفة للأسواق والتجمعات الشعبيّة، خلال 9 أعوام متتالية، في ظل صمت دولي وتواطؤ مكشوف للجهات القانونية والجنائية والإنسانية والحقوقية الدولية.

 

 15 يوليو 2015.. 4 شهداء وجرحى في استهداف طيران العدوان لمنزل مواطن بصعدة:

في مثل هذا اليوم 15 يوليو تموز من العام 2015م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي بـ 3 غارات، منزل المواطن محمد الأسدي بمدينة صعدة، بـ 3 غارات مدمّـرة.

أسفرت غارات العدوان عن شهيدين وجريحين، وتدمير المنزل وتضرر المنازل المجاورة، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأطفال والنساء، وموجة من الحزن والتشرد المتجدد كُـلّ يوم.

رحل طيران العدوان من فوق سماء مدينة صعدة، وهب المواطنون لرفع الأنقاض والدمار والخراب وانتشال جثث الشهداء وإسعاف الجرحى، وإخراج المفقودين من تحت الدمار، ليظهر المنتصف العلوي لجسد فتى أسمه “علي” والدمار يغطي ويدفن رأسه وهو لا يزال بكامل وعيه ويحاول النهوض لكن الدمار لا يتيح له الفرصة، والكل يرفع التراب والأخشاب والسقف والحجار من حوله، ويقولون له: “اصبر لا تخاف فيما هو لا يبكي جراحه بل أمه وإخوانه الصغار الذين لا يعرف ماذا حَـلّ بهم ولا يزالون تحت الأنقاض، وكيف لا يخاف وقد دفنته غارات العدوّ السعوديّ الأمريكي مع كُـلّ أسرته تحت سقف منزلهم أحياء!

يدان كُـلّ ما يظهر تباعاً تحت أنقاض منزل الأسدي بصعدة، إحداهما صغيرة لطفل رضيع وأُخرى يد أمه وهو في حضنها، ضمته بحنانها علها تحميه من خطر الغارة المدمّـرة.

مع استمرار رفع الدمار، لا يزال نصف جسد علي السفلي عالقاً بين الدمار، يحاول الحاضرون رفعه وانتشاله بلا جدوى الألم يزيد، وآخر يقول لا قلق هذا بخير يا رجال استعجلوا في إنقاذ من هم تحت الدمار ولم يعرف مصيرهم، يبعد التراب والدمار من حول الأجزاء الظاهرة، ويؤتى بخرقة يربطون بها ما ظهر من الأذرع، ويتعاونون في السحب، فيصيح أحدهم لا لا أخاف أن يتقطع تحت الركام، مشهد قاس جِـدًّا ومؤلم، في مشاهد اعتادها سكان هذا الكوكب ولم تعد تصدمهم وأصبحوا لا يتوقفون عندها خلال 9 أعوام متتالية بحق الشعب اليمني.

استمر الحفر وظهر طرف فرش إسفنجي كانت الأم وطفلها عليه نائمين، فأخذ المنقذون به ليساعدهم على الرفع، تظهر الجثة للأم وهي شهيدة وقد فارقت الحياة، وبجوارها جثة طفلها شهيداً ودع الحياة معها سوياً تحت الدمار.

تناول المسعفون بالجثتين وعادوا للبحث عن آخرين، وتستمر رحلة رفع الأنقاض وقت أذان المغرب وسط والصراخ والرعب والخوف والظلام، ورائحة الموت، وصورة الوحشية، والطغيان، السعوديّ الأمريكي، فيما لا يزال نصف جسد علي عالقاً بين الدمار!

يعاود المواطنون للبحث عن امرأة تصيح من تحت الأنقاض وهي لا تزال حية، تنتشل وتسعف وهي في حالة من الخوف والرعب، ويرفع جسد علي المغمور بالدمار ويسعف مع جريح آخر إلى مستشفى مدينة صعدة، ويقدم له التنفس الصناعي لما عاناه تحت الدمار من نقص الأكسيجين، عاد إليه التنفس الطبيعي، وبدأ الحديث قائلاً: وقت المغرب حلق الطيران السعوديّ فوق سماء المدينة وبعدها لم نشعر إلا بدمار المنزل فوقنا، وصوت انفجار الصاروخ فحاولت أقفز من النافذة فلم أستطع على ذلك، وكان عددنا في المنزل 4، أنا وأختي وأخي الصغير ووالدتنا، ويتابع الجريح الذي أُصيب في رأسه وقدميه” ما فعله العدوان بحقنا اليوم، لن يمر مرور الكرام، وَإذَا كان رجال بيننا الجبهات، وإن شاء الله، لن أعود من المستشفى إلى أي مكان آخر غير جبهات الجهاد المقدس، فلا بيت يأوينا، ولا همّ لنا غير مواجهة الظالمين”.

استهداف منزل المواطن محمد الأسدي بصعدة واحدة من جرائم الحرب المكتملة الأركان بحق الشعب اليمني، واستراتيجية عسكرية للعدو السعوديّ الأمريكي تهدف لتحقيق جرائم الإبادة الجماعية وتهجير وتشريد من بقي من السكان، وتنفيد سياسة الأرض المحروقة، وواحدة من آلاف جرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن خلال 9 أعوام.

 

15 يوليو 2018.. عنقوديات العدوان تستهدف الطفولة بصعدة:

وفي سياق متصل بمحافظة صعدة في اليوم ذاته 15 يوليو تموز من العام 2018م، انفجرت قنبلة عنقودية من مخلفات العدوان السعوديّ الأمريكي، في منطقة غافرة بمديرية الظاهر.

أسفرت عن جرح طفل، وحالة من الخوف والرعب في نفوس الأهالي والرعاة، وموجة من الحزن والنزوح من منطقة غافرة الحدودية المليئة بمخلفات العدوان العنقودية.

وهو في أرض المرعى وقعت عيناه على قنبلة عنقودية ذات الألوان البراقة والتشكيلة الجذابة، فواصل خطواته نحوها، وكل ما اقترب منها زاد جمالها في ناظريه وكثرت تحليلاته عنها علها علبه حلوى، أَو ما يمكنه الاستفادة منها، يلتقطها بيده ويحاول معرفة ما بداخلها عله كان جائعًا، شكلها لم يدعه يتردّد في محاولة فتحها، لتنفجر في يده اليمين وقدميه، فقطعت يده وأصابت قدميه بشظاياها الفتاكة.

هنا سمع الأهالي صوت الانفجار، ومصدره وما تبعه من بكاء وصراخ الطفل الراعي، فهبوا إليه مسعفين، وأوصلوه إلى أحد مستشفيات مدينة صعدة البعيدة عن منطقة غافرة الحدودية بمديرية الظاهر، فتضاعفت معانة الجريح، ومعاناة أهله نظراً لتحليق الطيران المُستمرّ المستهدف لكل حركة، فكان إسعافه نوعاً من الانتحار، إضافة إلى عدم توفر السيارات وغلاء الوقود وطول المسافة، وضعف الحالة الاقتصادية للأسرة، إنها جريمة مركبة ضاعفها العدوان بحق أبناء صعدة البسطاء.

أمه برفقته تبكي دماً ودموعاً على يد فلذة كبدها، وحالة قدميه وكيف ستعود إلى منزلها في ظل الغارات المُستمرّة والاستهداف المتواصل للطريق العام وسيارات المواطنين عليها، فيما أخوه يروي تفاصيل معاناته خلال عملية نقله إلى مستشفى مدينة صعدة، عن طريق التخفي والتنقل السريع لساعات، والطيران يلاحقه، حتى وصل مستشفى المدينة، وكيف أن طيران العدوان ملأ الوادي والمنطقة بالقنابل العنقودية، مُشيراً إلى أن الكثير من المواشي والأشخاص فقدوا بمخلفات العدوان خلال الشهور الماضية.

جريمة عنقوديات العدوان ومخلفاته من الأسلحة المحرمة موت موقوت ينتظر اختطاف أرواح الشعب اليمني في الكثير من المناطق والمديريات الحدودية بصعدة وحجّـة والجوف، القريبة من خطوط الاشتباك، وعلى مختلف الجبهات مع مرتزِقة الداخل، وخطر بالغ يترقب حياة الأطفال والنساء والرعاة في الطرقات والمراعي والمزارع، خلف عشرات الشهداء والجرحى خلال 9 أعوام، في جريمة إبادة جماعية، ليست بالضرورة أن تقتل كُـلّ السكان دفعة واحدة بل بإمْكَانها أن توزعهم على فترة زمنية حتى لا يحدث الضجيج الكبير.

 

15 يوليو 2020.. 18 شهيداً وجريحاً جلهم أطفال ونساء في استهداف طيران العدوان حفل ختان بالجوف:

في مثل هذا اليوم 15 يوليو تموز من العام 2020م، استهدف طيران العدوان السعوديّ الأمريكي، حفل ختان بمنزل المواطن مبخوت مرعي في منطقة المزاريق بمديرية الحزم، محافظة الجوف.

أسفرت عن 11 شهيدًا و7 جرحى جلهم أطفال ونساء، في مجزرة وحشية وجريمة إبادة جماعية بحق الإنسانية في اليمن، وموجة من الحزن والخوف والرعب في نفوس الأهالي، وانقلاب مشهد السرور والفرحة بمناسبة العقيقة للمولود الجديد إلى مأتمة كربلائية خطفت روح الطفل وغيره من الأطفال وأُمهاتهم في آن واحد.

هنا أطفال ونساء كانوا يفرحون في مناسبة اجتماعية يطلق عليها اسم “العقيقة” تقام في يوم الختان، وتكون فيه ضيافة للأصدقاء والأقرباء والأهل والجيران، وفيما كان الأطفال يلعبون ويتناولون قطع الحلوى، والنساء يزغردن، ويتبادلن حديث التهاني والتبريكات لأم الطفل الجديد، حلق طيران العدوان على سماء منطقة المزاريق مديرية الحزم، وألقى حمم حقده الدفين بعدد من الغارات على منزل المواطن مبخوت مرعي، وهنا تغير مشهد الفرحة، دماء وأشلاء، وحزن وبكاء وصراخ، فكانت دماء الأطفال على الجدران، فوق الركام أشلاء الصبيان، تحت الركام أطفال ونساء في طي النسيان، وصور الإبادة، والوحشية، والطغيان، إنها مجزرة مروعة، بحق أطفال كانوا يلعبون وأُمهات كن يصفقن فرحاً مع صديقاتهن مباركات للمضيف بقدوم مولوده الجديد، فقتلهم العدوان السعوديّ الأمريكي وحول حياة الناجين منهم إلى جحيم، فأي ظلم وقع بحق هؤلاء الأطفال وأُمهاتهم، وماذا يمكن توصيفه وفقاً للقوانين والاتّفاقيات والمعاهدات الدولية والحقوقية والإنسانية، بغير الإبادة الجماعية، وتكرار ما فعله فرعون بأطفال بني “إسرائيل”.

أحد الأهالي الناجين يروي بعضاً من الجريمة قائلاً: “الطفل ذو الـ7 أَيَّـام ختن ذكره في ذات اليوم، لم يبق طيران العدوان الغاشم لأسرته سوى هذا “الهودج” أي المكان الذي يوضع فيه الطفل، وقد ظهر ممزقاً، وكانت أمه وأبوه، من ضمن الشهداء”.

توزعت الغارات على صالة تجمع النساء، ومكان الضيوف وسياراتهم، ودمّـرت المنزل بكل محتوياته، مع السيارات وملابس الأطفال والنساء التي كانت منفوشة في مكان الجريمة التي أثارت سخطاً شعبيًّا عارماً في أوساط قبائل المزاريق وكل أبناء محافظة الجوف وكل أحرار الشعب اليمني، وتلقت استنكاراً رسميًّا وشعبيًّا واسعاً.

استهداف العدوان للشعب اليمني في مناسباته الاجتماعية واحدة من آلاف جرائم الإبادة الجماعية المتعمدة لقتل أكبر عدد ممكن، وارتكاب المجازر الوحشية، طول 9 أعوام، في ظل صمت أممي مكشوف وازدواجية المعايير للمنظمات للحقوقية والإنسانية المتشدقة بحقوق الطفل والمرأة، وغيرها من سرديات الزيف والتضليل الواهم.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com