خيارات السيد القائد.. ردعٌ لتعقيدات العدوان السعوديّ

فتحي الذاري

قال عز وجل: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَـمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئك هُمُ الظَّالِـمُونَ) من سورة المائدة.

خيارات السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله ورعاه- عندما أعلن المطار بالمطار والبنك بالبنك، يدرك السيد القائد بالمعاناة التي يمر بها الشعب اليمني الناتج عن عدوان دول التحالف السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن والحصار الاقتصادي وما يترتب عليه من إجراءات تعسفية من قبل النظام السعوديّ وتعقيداته والتملص من ملف السلام والإفراج عن الأسرى وإعادة الإعمار وصرف الرواتب، والمضايقات الاقتصادية التي تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية محاولة تقويض جبهة الإسناد اليمني للشعب الفلسطيني، حيثُ إن النظام السعوديّ يتخذ سياسة مراوغة في هذا الجانب والتخفي تحت قبعة الأمريكان، وصبر السيد القائد والشعب اليمني ما زال متملكاً الوجود، لكن الصبر إذَا نفذ فَــإنَّ مصطلحات السيد القائد ترتبط غالبًا بفكرة العدالة المتبادلة، وهذا المفهوم متجذر بعمق في الشريعة الإسلامية وكذلك يتغلغل في مختلف الأنظمة القانونية والأخلاقية عبر التاريخ، وهو يجسد فكرة أن العقوبة يجب أن تكون مساوية للجريمة المرتكبة، مما يضمن القصاص المتوازن والعادل.

وفي حين قد يبدو هذا المبدأ للوهلة الأولى قاسياً أَو حتى انتقامياً، فَــإنَّ السيد القائد غالبًا ما يستخدمه كاستراتيجية للردع والدفاع عن النفس والحفاظ على موقف حازم لا هوادة فيه في مواجهة التحديات المتعددة الأوجه لهذا النهج اعتباره خيارًا عمليًّا واستراتيجيًا.

إحدى المزايا الاستراتيجية الأَسَاسية لمبدأ خيارات السيد القائد هي تأثيرها الرادع، من خلال الإشارة بوضوح إلى أن أي عدوان أَو جريمة سيتم مواجهتها برد مماثل بالقوة، يتم تثبيط مرتكبي الأخطاء المحتملين من ارتكاب الجرائم في المقام الأول.

إن القدرة على التنبؤ واليقين بهذا التبادل تخلق بيئة مستقرة، حَيثُ يتم احترام القواعد والحفاظ على السلام، وفيما يتعلق بالدفاع عن النفس، يعمل مبدأ خيارات السيد القائد كإجراء وقائي عندما تتبنى السعوديّة موقفًا مفاده أن الجرائم لن تمر دون رد فَــإنَّها تعزز أمنها، ويعد هذا النهج بمثابة تحذير للخصوم بأن أي هجوم أَو ضرر سيقابل برد حازم، وبالتالي الحفاظ على سلامة اقتصادهم وبلدهم وبقائهم.

إن اتِّخاذ السيد القائد موقف حازم لا هوادة فيه ضد الجرائم المحاكة ضد الشعب اليمني يضمن النظر إلى العدالة على أنها محايدة وثابتة، وهذا يؤسس لشعور بالعدالة والثقة في نظام الحكم أَو الأعراف المجتمعية، ويؤكّـد أن لا أحد فوق القانون وأن جميع الإجراءات، سواءٌ أكانت إيجابية أَو سلبية، لها عواقب مقابلة.

الاختيار الاستراتيجي للسيد القائد من منظور استراتيجي، فَــإنَّ مبدأ “البنك بالبنك والمطار بالمطار” هو خيار يوازن بين الحاجة إلى العدالة والجوانب العملية في إدارة مسار السلام وتنفيذ بنود الاتّفاق، ومن خلال تنفيذ ردود متناسبة على جرائم العدوان السعوديّ الأمريكي ومرتزِقتهم في اليمن، يهدف هذا النهج إلى منع تصعيد الصراعات، ويضمن التناسب أن تكون الاستجابات مدروسة وليست مفرطة، وبالتالي تجنب المزيد من دورات الانتقام والعنف.

العين بالعين، والسن بالسن هي أكثر من مُجَـرّد إملاءات، إنها استراتيجية معقدة للردع والدفاع عن النفس والعدالة الحازمة، وتكمن فعاليتها في قدرتها على الحفاظ على النظام والتوازن من خلال الانتقام المتناسب، على الرغم من ضرورة التزام النظام السعوديّ والمضي في المسار السلمي وتطبيقه بحكمة لتجنب الانزلاق إلى صراعات لا تنتهي.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com