السيدُ عبدالملك الحوثي في خطابه بذكرى استشهاد الإمام الحسين: في يوم التضحية وحسم الخيارات نؤكّـد أننا لن نألوَ جهداً في مناصرة الشعب الفلسطيني

مهما كانت التحديات والمؤامرات من أمريكا والعملاء فَــإنَّها لن تُخضِعَ الشعبَ اليمني

الشعبُ اليمني يحيي ذكرى عاشوراء وهو يلبّي النداء ويقدِّمُ الشهداءَ ويحملُ الرايةَ ويتميَّزُ بحضوره المليوني في الساحات والمرابطة في الجبهات

أنصحُ النظامَ السعوديَّ أن يصغيَ لشعبنا في تحذيراته وهتافه وأن يكُفَّ عن مساره الخاطئ المناصر لأمريكا و”إسرائيل” والمعادي لله وللمسلمين وليمن الإيمان والحكمة

بإذن الله سيُكسَرُ جبروتُ عملاء أمريكا وتدمَّـرُ إمْكَاناتهم على أيدي عباده المؤمنين انتصارًا لشعبنا الفلسطيني ومظلوميته

سنواصل دعم وإسناد غزة بالتنسيق مع بقية جبهات الإسناد وأحرار الأُمَّــة وَسيبقى شعبنا حاضراً في الساحات ومختلف الأنشطة

هناك حالةُ تواطؤ فاضحة وخدمة للأعداء من حكومات وأنظمة عميلة على رأسها قارون العصر وقرن الشيطان الذي يقوم بمناصرة العدوّ الصهيوني بشكل واضح

+++++++++

أَعُـوْذُ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَان الرَّجِيْمِ

بِـسْـــمِ اللَّهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَأَشهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ المُبين، وَأشهَدُ أنَّ سَيِّدَنا مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسُوْلُهُ خَاتَمُ النَّبِيِّين.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّد، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارضَ اللَّهُمَّ بِرِضَاكَ عَنْ أصحابهِ الْأَخْيَارِ المُنتَجَبين، وَعَنْ سَائِرِ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ وَالمُجَاهِدِين.

أيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَوَاتُ فِي كُـلّ السَّاحَات:

السَّــــلَامُ عَلَيْكُــــمْ وَرَحْمَــــةُ اللَّهِ وَبَـرَكَـاتُـــهُ.

عَظَّمَ اللَّهُ لنَا وَلَكُمُ الأَجْر، وَأَحْسَنَ لنَا وَلَكُمُ العَزاء، فِي ذِكْرَى مُصَابِ سَيِّدِ الشُّهَدَاء، سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ” الإِمَامِ الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ “عَلَيْهِمَا السَّلَام”.

إن إحياءَ شعبنا العزيز لهذه الذكرى الأليمة، والفاجعة الكبرى في تاريخ الأُمَّــة، هو من منطلق انتمائه الإيماني، مواساةً لرسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، وتعبيراً عن ولائه الإيماني الراسخ للرسول “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، ولعترته الأطهار، وعن تمسكه بالإسلام العظيم، وثباته على النهج القويم، الذي حمل رايته الأبرار من عترة رسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، وأخيار الأُمَّــة، والصالحون المؤمنون المجاهدون، جيلاً بعد جيل.

إن الإمامَ الحُسَينَ “عَلَيْـهِ السَّـلَامُ” في نهضته المباركة هو الامتداد الأصيل للإسلام، ومن موقع القُدوة، والأسوة، والهداية، والقيادة، كما عبَّر عن ذلك رسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ وَسَلَّـمَ” يوم قال: (حُسَينٌ مِنِّي، وَأَنَا مِنْ حُسِين، أَحَبَّ اللهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَينًا، حُسَينٌ سِبطٌ مِنْ الأَسبَاطِ)، وسعى لإنقاذ الأُمَّــة من طغيان يزيد، الذي كان يُشكِّل خطراً حقيقيًّا عليها في سلامة دينها وبقائه؛ وبالتالي في الاستعباد لها، وإذلالها، وقهرها، وظلمها، وإفسادها.

وقد سجَّل التاريخ ما يثبت هذه الحقائق، بما يدل بشكل قاطعٍ على أن يزيد كان متشبثاً بموروثه الجاهلي، وبعقدة الانتقام من رسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، التي عبَّر عنها في قوله: [لست من عتبة إن لم أنتقم من بني أحمد ما كان فعل]، وبفعله أَيْـضاً، حَيثُ أقدم في مدةٍ وجيزةٍ على ما لم يسبقه بفعله غيره حتى في الجاهلية، من قتلٍ لسبط رسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، وأهل بيته وأصحابه، بوحشيةٍ وعدوانيةٍ، وإجرام فظيع، وقد نقل التاريخ:

  • واقعة كربلاء، التي تبقى جرحاً غائراً عميقاً في وجدان الأُمَّــة، لا يلتئم، ولا تسكن آلامُه إلى قيام الساعة.
  • وَوَقْعَة الحَرة، التي استباح بها جيش يزيد بإباحةٍ منه مدينة رسول الله، وسكانها من المهاجرين والأنصار، والانتهاك لحرمتها، والقتل للآلاف من أهلها، في جريمة إبادة جماعية، وهتك الأعراض، باغتصاب نسائهم، ونهب ممتلكاتهم، وهتك حرمة مسجد رسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، وإعدام الكثير من الصحابة والتابعين على قبره “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”؛ حتى غرق بالدم، وانتهاك قدسية منبره الشريف، ثم بعد ذلك أخذ البيعة ممن بقي من أهل المدينة على قيد الحياة، على أنهم عبيدٌ خالصوا العبودية ليزيدَ بنِ معاوية، والختم عليهم بكي النار بعلامة العبودية، فيما لم يسبق له مثيل.
  • ثم التوجّـهبعد ذلك بجيشه إلى مكة المكرمة، لحصارها ومهاجمتها، حَيثُ استهدفوا الكعبة المشرفة بالمنجنيق، وأحرقوها، وهدموها.

فكانت هذه الكوارث الثلاث في مقدمة برنامج يزيد، فما الذي يبقى للأُمَّـة بعدها! لولا أنَّ نهضة سيد الشهداء سبط رسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ” كانت قد أسست للأُمَّـة مسار الحُريَّة والعزة والإباء، وامتداد نهج الإسلام، ومظلوميته التي لا مثيل لها كانت سبباً في تعجيل العقوبة الإلهية بهلاك يزيد لعنه الله.

وقد امتدت نهضة الإمام الحسين “عَلَيْـهِ السَّـلَامُ” مساراً قائماً في واقع الأُمَّــة، صوتاً صادعاً بالحق، ورايةً مرفوعةً للإسلام، ونهجاً نقياً قرآنياً محمدياً، ونوراً للأجيال، بالرغم من كثافة الظلمات التي أطبقت على واقع الأُمَّــة الإسلامية، من قِبل سلاطين الجور، وعلماء السوء، وحجم الظلم والكبت والاضطهاد، إلَّا أن الله “سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى” رعى وبارك الجهودَ والتضحيات، التي قدَّمها عترة النبي “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، وأخيار الأُمَّــة، والصالحون منها، وستنمو أكثرَ فأكثرَ، حتى الإنجاز للوعد الإلهي الآتي حتماً بلا ريب، كما قال اللهُ تعالى: {هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}، وكما قال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرض يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[الأنبياء: 105].

إن شعبنا العزيز، يمن الإيمان والحكمة، يحيي هذه الذكرة من ميدان الجهاد في سبيل الله تعالى، وهو يلبي النداء، ويُقدِّم الشهداء، ويحمل الراية، ويتميز بحضوره المليوني في الساحات، ومرابطته في الجبهات، وعطائه في سبيل الله، وإيثاره على نفسه، أسوةً بآبائه الأوائل من الأنصار، ثابتاً ومستعيناً بالله تعالى، رغم العدوان والحصار، والهجمة الإعلامية الهائلة، ومستبصراً بنور القرآن الكريم، ومقتدياً برسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، في مرحلةٍ عمَّ التخاذل فيها أكثر البلدان الإسلامية.

إن حرب أولياء الشيطان، وعلى رأسهم اليهود الصهاينة، في هذه المرحلة على الإسلام والمسلمين هي على أشدها، فـ:

  • حربٌ ناعمةٌ: بالإضلال الفكري والثقافي، امتدت في كثيرٍ من البلدان العربية والإسلامية إلى المناهج الدراسية، ووسائل الإعلام، والتثقيف، والخطاب الديني، واستهدفت الرأي العام؛ بهَدفِ فصل الناس عن المبادئ والتعليمات الإلهية، وتدجينهم لليهود. وجانبٌ منها للإفساد، وضرب القيم والأخلاق، والترويج للفواحش والرذيلة، والجرائم اللأخلاقية، ولشراء الذمم، وإفساد النفوس، وتذويب مكارم الأخلاق، وتدنيس الفطرة.
  • وحربٌ صلبةٌ إجراميةٌ وحشيةٌ، للإبادة الجماعية، والفتك بالمجتمع البشري، واستهدافه بالحروب، والأزمات، والأوبئة، ووسائل الضرر والإبادة المتنوعة.

وفي هذا السياق تتصدر المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني المسلم، ومعاناته من العدوان الإسرائيلي اليهودي الصهيوني، المدعوم دوليًّا وعربياً، لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية في غزة، بالمجازر اليومية، التي ينفِّذها العدوّ الإسرائيلي بالقنابل الأمريكية، وبالتجويع، ومنع الغذاء والدواء، واستهداف المستشفيات والخدمات الطبية، إنها قضية القضايا، ومظلومية العصر، والمأساة الكبرى على وجه المعمورة، ومن العار والخزي -وللأسف الشديد- أن تكون في محيطٍ إسلاميٍّ من العرب وغيرهم، أكثره متخاذل، وبعضه متواطئٌ متآمر، ومتعاونٌ مع العدوّ الإسرائيلي.

إنَّ ميدان المواجهة للعدو الإسرائيلي والأمريكي، هو الميدان الذي ينبغي على الأُمَّــة الإسلامية جمعاء أن تساهم فيه، وأن تتحَرّك بجِدٍّ ومصداقيةٍ لمناصرة الشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء بكل الوسائل، فهي معركةٌ بين الحق والباطل، والمظلوم والظالم، والحق فيها واضحٌ وضوح الشمس في رابعة النهار، والمظلومية فيها جليَّةٌ قد ملأت سمع الدنيا وبصرها، وأيقظت حتى بعض الضمائر في أقصى الأرض، وهي معيارٌ مهمٌ يفرز واقع الأُمَّــة بجلاء، كما قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ}[آل عمران: 179]، وهذا -بحد ذاته- من أهم الدروس المستفادة من الأحداث، لتكون الأُمَّــة على بيِّنةٍ من أمرها، بعد أن تكتشف الخبيث منها؛ لأنه يلعب دوراً خبيثاً، وتخريبياً، وهدَّاماً في داخلها، ويعمل لصالح أعدائها، فثمرة هذا الفرز، ونتيجة هذا التمييز في سنَّة الله تعالى: لأخذ الحذر والانتباه من الاصطفاف في صف الخبيث، ولتقف الأُمَّــة في الاتّجاه الصحيح الطيِّب، المتمسك بالحق، وبالموقف الإيماني.

وبالنظر إلى واقع المسلمين، وتقييم مواقفهم تجاه المظلومية الكبرى للشعب الفلسطيني، ومأساته الدامية، ومعاناته المهولة، فإنَّ حالة التخاذل، والتجاهل، والتفرج، واضحةٌ تماماً في موقف كثيرٍ من الحكومات، والزعماء، والنخب، وامتدت إلى واقع كثيرٍ من الشعوب، فلماذا؟! أين هي روحية الإسلام؟! وأين هو الامتثال لآيات الله في القرآن الكريم، وأوامره الصريحة بالجهاد في سبيل الله؟! كيف تتخاذل حكوماتٌ وشعوبٌ بأكملها دون أي موقفٍ أَو مساندة، بالرغم من كُـلّ ما يحدث؟! وكيف يقف في المقابل، الغرب الكافر، الظالم، مع العدوّ الإسرائيلي الصهيوني الكافر الظالم، في الموقف الباطل، دون أن تقف شعوب أمتنا الإسلامية، ومعظم حكوماتها التي تنتمي للإسلام، مع الشعب الفلسطيني المظلوم المسلم، ومع مقدِّساتها الإسلامية، وعلى رأسها: المسجد الأقصى الشريف؟!

وهناك أَيْـضاً حالة التواطؤ الفاضح، والخدمة للأعداء، من حكوماتٍ وأنظمة عميلة، على رأسها: قارون العصر، وقرن الشيطان، الذي يقوم بمناصرة العدوّ الصهيوني بشكلٍ واضح، هو وتلك الأنظمة التي هي على ما هو عليه، من خلال:

  • وسائل إعلامها.
  • ومواقفها السياسية.
  • ودعمها المادي والاقتصادي.
  • وتثبيطها للأُمَّـة.
  • وكبتها لشعوبها.
  • ومعاداتها للشعب الفلسطيني ومجاهديه الأعزاء، وتآمرها عليهم، وتحريضها ضدهم.
  • ومعاداتها الواضحة والصريحة والمعلنة لجبهات الإسناد، المناصرة للشعب الفلسطيني.

وفي هذا السياق يأتي التصعيد السعوديّ العدواني ضد شعبنا العزيز، بعد أنْ أمره الأمريكي بذلك؛ خدمةً لإسرائيل، وانتقاماً من شعبنا العزيز، بعد الفشل الأمريكي الواضح، الذي اعترف به القادة، والضباط، والمسؤولون الأمريكيون، حَيثُ لم ينجحوا في حماية السفن المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي؛ وإنما ورَّطوا أنفسهم، فباتوا عاجزين حتى عن حماية سفنهم، وبعد إعلانهم المشترك بينهم وبين البريطاني للعدوان على بلدنا، وما نفَّذوه من الغارات والقصف البحري، لم يحقّقوا أية نتيجة؛ وإنما تصاعدت العمليات، التي نفَّذها الجيش اليمني، في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدَّس، والتي كان من نتائجها العجيبة، وغير المسبوقة باعتراف الأعداء، وبتأييد الله تعالى ونصره: طرد حاملة الطائرات الأمريكية [آيزنهاور] من البحر الأحمر، وقد اتَّجه الأمريكي بعد ذلك إلى توريط عميله السعوديّ، ليدفع به إلى خدمة العدوّ الإسرائيلي، بأكثر مما قد قَدَّم ومما يُقدِّم ويفعل، وبما يجلب له الخزي والعار، والخسران المبين، والتضحية بمصالحه وأمنه؛ مِن أجلِ اليهود الصهاينة، وذلك هو الضلال المبين، نعوذ بالله من الضلال والخذلان.

لقد كان خروج شعبنا العزيز في يوم الجمعة، الماضية خروجاً عظيماً وكَبيراً، حَيثُ اتَّجه الملايين إلى الساحات، وأسمعوا صوتهم وموقفهم إلى كُـلّ العالم، بثباتهم على الموقف الحق في مناصرة الشعب الفلسطيني، رغم أنف كُـلّ عميل، والاستعداد التام للتصدي لأي خطواتٍ عدوانيةٍ داعمةٍ لإسرائيل ضد شعبنا اليمني، من قِبَل النظام السعوديّ (قارون العصر، وقرن الشيطان).

وإنني في هذا المقام، أنصح النظام السعوديّ: أن يصغيَ لشعبنا العزيز في تحذيراته وهتافه، وأن يكفَّ عن مساره الخاطئ، العدواني، المناصر لإسرائيل وأمريكا، والمعادي لله، وللمسلمين، وليمن الإيمان والحكمة، وَإذَا أصرَّ على مواصلة خطواته العدوانية الظالمة، واستكبر، وطغى وتجبَّر، فإنَّ الله تعالى -وهو القاهر المهيمن، العزيز الجبار- قد أذلَّ على يد مجاهدي شعبنا طاغوت العصر المستكبر (الأمريكي)، وبإذن الله تعالى ونصره وتأييده يكسر الله جبروت عملائه، ويُحطِّم كبرياءهم وغرورهم، ويدمّـر إمْكَاناتهم على يد عباده المجاهدين، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، ومظلومية شعبنا، ومظلومية شعوب أمتنا، التي تعاني على الدوام من مؤامرات الأعداء، وشرهم، ومكائدهم، التي ينفِّذونها خدمةً لأمريكا وإسرائيل.

ومهما كانت التحديات والمؤامرات من أمريكا وعملائها، فإنها لن تخضع شعبنا العزيز، فهو عزيزٌ بعزة الإيمان، يأبى الضيم والإذلال والقهر، وينتمي إلى ثقافة القرآن الكريم، ويردّد في هتافاته صرخة سيِّد الشهداء يوم العاشر من محرم، حين قال “عَلَيْـهِ السَّـلَامُ”: (أَلَا وَإِنَّ الدَّعِي بْنَ الدَّعِي قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتِين: بَينَ السِّلَّةِ وَالذِّلَّة، وَهَيهَاتَ مِنَّا الذِّلَّةُ، يَأبَى اللَّهُ لَنَا ذَلِكَ، وَرَسُولُهُ، وَالمُؤمِنُون).

إنني في هذا المقام، وهذا اليوم، وهذه الذكرى، في يوم الحسين “عَلَيْـهِ السَّـلَامُ”، سبط رسول الله “صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ”، يوم التضحية والفداء في سبيل الله تعالى، يوم حسم الخيارات، واتِّخاذ القرارات، أؤكّـد للشعب الفلسطيني، وللعالم أجمع، أننا لن نألوَ جهداً في مناصرة إخوتنا المجاهدين في فلسطين، ولن نتراجع أبداً عن موقفنا الإيماني المبدئي، في التمسك بالقضية الفلسطينية شعباً وأرضاً ومقدَّسات، وفي العداء لأعداء الله تعالى، وهم: اليهود الصهاينة، وأعوانهم، وسنواصل إسنادنا لغزة، بالتنسيق والتعاون مع بقية جبهات الإسناد، وأحرار الأُمَّــة، وسيبقى شعبنا العزيز بانتمائه الإيماني الأصيل -بإذن الله تعالى وتوفيقه- حاضراً في الساحات، ومختلف الأنشطة المناصرة للشعب الفلسطيني، وعملياتنا مُستمرّةٌ بالقصف الصاروخي، والمسيَّرات، والعمليات البحرية، في تصعيدٍ وتصاعد، حتى يوقف العدوّ الإسرائيلي عدوانه على غزة، ويرفع حصاره الخانق عن أهلها، والله حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير.

الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُوْلِ اللهِ، وَآلِ رَسُوْلِ اللهِ.

السَّلَامُ عَلَى سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ سِبْطِ رَسُوْلِ اللهِ، وَعَلَى الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ قَضَوْا مَعَهُ.

السَّلَام عَلَى كُـلّ الشُّهَدَاءِ فِي كُـلّ عَصْرٍ وَمَكَان.

السَّلَامُ عَلَى الشَّعْبِ الفِلَسْطِينِي المَظْلُوم وَمُجَاهِدِيهِ الأَعِزَّاء.

وَالسَّـلَامُ عَلَيْكُمْ -أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَالأَخَواتُ- وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com