الرسائل القوية من ضربات اليمن الصباحية ضد تل أبيب
صالح القحم
في سياق الصراعات الإقليمية، جاءت الضربات الصباحية التي نفذها اليمن ضد تل أبيب لتحمل في طياتها الكثير من الرسائل السياسية والعسكرية. هذه الهجمات التي استهدفت بشكل مباشر الأراضي الإسرائيلية، تُظهر بوضوح التحول في استراتيجيات المقاومة والموقف الصريح الذي يتخذه اليمن تجاه القضية الفلسطينية. لقد نجحت الضربات الصباحية في تسليط الضوء على الدعم القوي للقضية الفلسطينية من جانب اليمن، مما أرسل رسائل قوية إلى العالم والمجتمع الدولي.
لم تكن الضربات مُجَـرّد عمليات عسكرية عابرة، بل كان لها أهداف محدّدة. في الأَسَاس، كانت تهدف إلى إظهار القدرة والإرادَة في الاستمرار بدعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة. كما أرادت التأكيد على أن اليمن يعتبر القضية الفلسطينية قضية مركزية، وأن الصمت أَو التخاذل من جانب الزعماء العرب لن يثني عزيمتهم. كانت الرسالة واضحة: اليمن ملتزم بشكل كامل تجاه هذه القضية، وهو مستعد لتحمّل التبعات الناجمة عن تلك الهجمات.
الضربات لم تكن رسائل موجّهة لـ “إسرائيل” فقط، بل كانت تحمل في طياتها رسائل متعددة للعالم أجمع. أولها إعلان اليمن عن دعمه المطلق وغير المشروط للقضية الفلسطينية، وثانيها تحذير للزعماء العرب المتخاذلين الذين لم يعملوا بما يكفي لدعم القضية. كما أن هذه الضربات أرسلت إشارة إلى المجتمع الدولي بضرورة النظر بجدية أكبر إلى معاناة الشعب الفلسطيني والعمل نحو حَـلّ عادل ودائم للقضية.
لطالما عبّر اليمن عن دعمه الثابت للقضية الفلسطينية، وتأتي هذه الضربات لتؤكّـد على هذا الموقف بشكل عملي وليس نظري فقط. اليمن يرى في القضية الفلسطينية قضية عدالة إنسانية وقومية يجب أن تحظى بالدعم الكامل من جميع الأطراف المعنيّة. هذه التحَرّكات تجسّد إيمان اليمن العميق بحقوق الشعب الفلسطيني وضرورة حصوله على حريته واستقلاله.
الرسائل القوية التي حملتها هذه الهجمات ستدفع المجتمع الدولي إلى إعادة النظر في موقفه تجاه القضية الفلسطينية ودعت إلى ضرورة العمل الجاد نحو إيجاد حَـلّ عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
إحدى أبرز الرسائل التي أراد اليمن إرسالها من خلال الضربات هي تجاهل الزعماء العرب المتخاذلين الذين فشلوا في اتِّخاذ مواقف صلبة تجاه دعم القضية الفلسطينية. تلك الهجمات وضعت هؤلاء الزعماء في موقف حرج ودعتهم إلى إعادة التفكير في سياساتهم ومواقفهم. إن تأثير هذه الضربات قد يكون بمثابة نقطة تحول في كيفية التعامل مع القضية الفلسطينية على المستوى العربي، وقد يشهد المستقبل القريب تغيرات في السياسة العربية تجاه هذه القضية نتيجة لذلك.
وفي قلب هذه التحولات يبرز اليمن بقيادة السيد عبدالملك الحوثي كرمز للدعم المُستمرّ لفلسطين. اليمن، بتاريخه العظيم وموقعه الاستراتيجي، يلعب دورًا محوريًّا في تشكيل الوعي العربي والإسلامي تجاه قضايا المنطقة، خُصُوصاً القضية الفلسطينية.
اليمن، بأرضه الخصبة وتاريخه الغني، كان دائماً مهدًا للحضارات العريقة في الجزيرة العربية. تزخر أراضيه بالقصص والأحداث التي شكلت مسار التاريخ الإسلامي والعربي، وظل اليمن محافظًا على دوره كحامل لواء القضايا العربية والإسلامية.
يعد السيد عبدالملك الحوثي، بصفته القائد الروحي والسياسي لليمن، رمزًا للمقاومة والثبات في وجه التحديات. تحت قيادته، سلط اليمن الضوء على القضية الفلسطينية، وضاعف من جهوده لدعم الشعب الفلسطيني سياسيًّا ومعنويًا، مؤكّـداً على الوحدة العربية كأَسَاس لمواجهة الاحتلال.
في سياق جهود الدعم هذه، ضرب اليمن بقوة في رسائله المباشرة نحو الاحتلال الإسرائيلي، حيثُ إن ضرباته الصباحية أثارت هذه الضربات ردود فعل متباينة على الساحة الدولية، مما جعل القضية الفلسطينية تجلت وحدة الشعب اليمني وثباته الإيماني في التظاهرات المليونية التي خرجت في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، تحت شعار “ثابتون مع غزة رغم أنف كُـلّ عميل”.
هذه التظاهرات ليست فقط تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، بل وتأكيدًا على أن دعم فلسطين هو قضية مركزية لليمن وشعبه.
يشكل الدور الذي يلعبه اليمن وقيادته، بقيادة السيد عبدالملك الحوثي، في دعم القضية الفلسطينية، نموذجًا يحتذى به في الصمود والثبات في وجه التحديات. الشعارات والرسائل الشعبيّة التي رفعها اليمن في دعمه لغزة تؤكّـد على الروح القومية والإسلامية التي تعتبر القضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ منها. ومن خلال هذه الجهود، يستمر اليمن في لعب دوره المحوري في دعم القضايا العربية والإسلامية، مؤكّـداً على أهميّة الوحدة والتضامن الإسلامي في وجه الظلم والاحتلال.