عملية “يافا” اليمنية تخلقُ حالةً من الصدمة والذهول داخل “إسرائيل”
المسيرة | خاص
خلقت عملية “يافا” حالة صدمة وذهول كبيرة لدى الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية في مختلف بلدان العالم، وداخل الكيان الإسرائيلي، وبات الحديث عن مستقبل الكيان ووجوده، خيالاً وأمنيات، بل طرحاً واقعياً يدعمه تطورات المواجهة على الأرض، والتي أخرها ضرب المسيرة اليمنية “يافا” لعصب وعمق الكيان المتمثل بـ”تل أبيب” والتي كان الاحتلال يصفها بأنها العاصمة الأكثر أماناً في هذا العالم.
طوفان استراتيجي جديد:
العملية التي نفّذتها القوات المسلحة اليمنية، فجر اليوم الجمعة، الـ19 من يوليو 2024م، ضدّ هدف مهم في منطقة “يافا” المحتلّة المسماة إسرائيلياً بـ”تل أبيب”، احتلت مركز اهتمام وسائل الإعلام الإسرائيلية، التي أعربت عن خشيةٍ كبيرة من العملية، ووجهت انتقادات إلى “الجيش” والحكومة الإسرائيليين.
ووصفت هذه العملية بأنها الطوفان الاستراتيجي الجديد، الذي ستقف عنده دويلة الاحتلال طويلاً، بعد أن خلقت حالة صدمة وذهول كبيرة لدى الأوساط السياسية والأمنية والإعلامية في “إسرائيل”؛ لأَنَّهم يدركون أن ما جرى يعد فصلاً جديدًا من التغيرات والردع الاستراتيجي.
وأشَارَت إلى أن الأمن والعمق الإسرائيلي انتهى برمته جراء مسيرة “يافا”، فقد خلقت هذه العملية شعوراً عاماً في “إسرائيل” بفقدان الأمن والأمان في كُـلّ الكيان، ودفعت المستوطنين لوصف ما جرى بـ”العار” و”الإفلاس”، مع مطالبات عديدة من صحافيين ومسؤولين لاستقالة وزراء ومسؤولين منهم “بن غفير”، كما أن العملية خلقت أسئلة صعبة لحكومة “نتنياهو”، إزاء الوهم والغرور الذي حاول بيعه لهم خلال الشهور الماضية.
في الإطار؛ صحيفة “معاريف” أكّـدت أنّ مسيّرة “يافا”، التي كشفت عنها القوات المسلحة اليمنية واستهدفت بها “تل أبيب”، هي “طلقة البداية”، مشدّدةً على أنّ اليمنيين كشفوا “سلاحاً كاسراً للتوازن”.
بدورها، رأت صحيفة “هآرتس” أنّ العملية اليمنية بواسطة المسيّرة “تعكس مرحلةً جديدةً من الحرب الدائرة بين إسرائيل وأعدائها منذ الـ7 من أُكتوبر 2023م”، موضحةً أنّ هذه الحرب “تتخذ على نحو متزايد شكل حرب إقليمية ومتعددة الجبهات”.
وأكّـدت منصة إعلامية إسرائيلية أنّ “تل أبيب دخلت قائمة التهديدات الأمنية”، في وقت نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مستوطنين قولهم: إنّ “الأبنية في منطقة “غوش دان” ارتجت بعد الاستهداف بالمسيّرة”.
وتساءل محلل الشؤون العسكرية في موقع “والاه” الإسرائيلي، “أمير بو حبوط” وقال: “ماذا لو كانت الطائرة المسيّرة قد انفجرت في قلب وزارة الأمن في تل أبيب؟”.
من جانبها، كشفت قناة “كان” الإسرائيلية، أن “نحو 200 طائرة مسيّرة أطلقت من اليمن باتّجاه إسرائيل منذ بداية الحرب على غزة”.
وحدة الساحات فرضت تحديات استراتيجية على الكيان وحلفائه:
هذه العملية تؤكّـد على أن وحدة الساحات مشروع يتعاظم ويتسع، وأن اليوم التالي لغزة، سيكون أصعب على الإسرائيلي أكثر من الفلسطيني، على ضوء التحديات الاستراتيجية التي عليه مواجهتها، ومنها تعرض “تل أبيب” و”إيلات” للقصف من اليمن، ووقوع “حيفا” وخليجها تحت مرمى صواريخ المقاومة في جنوب لبنان، وعدم القدرة على هزيمة المقاومة في غزة.
هذه التحديات تثير أسئلة لدى الأمريكي والإسرائيلي تتعلق بالمعنى الوجودي للكيان؛ إذ بات الحديث عن مستقبل الكيان يعبر عن فشله الاستراتيجي أمام المقاومة التي صمدت لتسعة شهور، بإمْكَانيات ضئيلة وبسيطة، بينما فشل هو في القضاء عليها، ولجأ إلى إبادة السكان، رغم جسر الإمدَاد العسكري من واشنطن وغيرها.
ويرى مراقبون أن عملية “يافا” تمثل “طوفان استراتيجي جديد”، وتحدٍ بالمعنى الاستراتيجي، بدلالة أن هذا الكيان وبعد 76 عاماً، على تأسيسه أصبح بكل جغرافيته وقوته ساقطاً أمنيًّا، وهذا ما عززه، المواجهة على جبهة الشمال وما فعلته المقاومة وحزب الله، وكذلك جبهة قطاع غزة، ليمثل الرد من اليمن وعملية “يافا” تحدٍ ونقلة استراتيجية لها ما بعدها، كونها خلقت حدود وجغرافية سياسية وعسكرية جديدة على الكيان.
ولفت خبراء إلى أن المنطقة تشهد ولادة مشروع قومي تحرّري نهضوي، يمتد من اليمن إلى العراق وفلسطين ولبنان وسوريا، كما أن وحدة الساحات مشروع يتعاظم ويكبر ويؤسس لمشروع تحرّري نهضوي له علاقة بمستقبل الأُمَّــة، وانعكاساته ليست على إسرائيل فقط وإنما ستكون على أنظمة عربية كانت على مدار سنوات ماضية جزء من الوهم الذي سوق لنا للتطبيع مع الكيان.
تآكل قوة الردع الإسرائيلي ووهم جيش لا يقهر:
لقد مثلة معركة (طوفان الأقصى) في الـ7 من أُكتوبر، النقطة الكبرى في التحول الاستراتيجي بمستقبل الكيان، الذي باعنا الوهم خلال العقود الماضية، بأنه المنظومة الاستخبارية القوية والجيش الذي لا يقهر، والديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط التي ستحمي العرب من الخطر الإيراني، عبر اتّفاقيات التطبيع، وهذا يمثل كي وعي عاشته الجماهير العربية لسنوات طويلة، حتى جاء (طوفان الأقصى)، وطوفان جنوب لبنان، وجبهات الإسناد لتكشف الاحتلال وتشكل تحديات استراتيجية عميقة له.
وتطرح عملية ضرب “تل أبيب” التي كانت آمنة منذ احتلال فلسطين، وتحولها إلى وجهة للنيران، وفق قواعد الاشتباك وقوة الردع الذي تغير من 7 أُكتوبر، تساؤلات حول مستقبل الكيان، فقوة المقاومة اليوم ليست كما كانت قبل 20 عاماً، وتآكل قوة الردع الإسرائيلي هي السائدة.
وبالتالي فكيان الاحتلال غير قادر على حماية نفسه، ولذلك نراه قد استعان بالحلفاء من أمريكا وغيرها والذي فتحوا جسوراً جوية لمدة بكل الذخيرة، في مواجهة وحدة الساحات، الذي أثبت أنه مشروع كبير ينمو كُـلّ يوم وبات يشكل تحدياً استراتيجياً له.
يشير معلقون فلسطينيون إلى أن أهميّة عملية “يافا” تكمن في الدلالة الاستراتيجية التي تحملها؛ إذ أنها نجحت في ضرب عصب وعمق الكيان المتمثل بـ”تل أبيب” العاصمة الإدارية والسياسية للاحتلال، الذي كان يقدمها للعالم أنها العاصمة الأكثر أماناً في العالم.
مؤكّـدين على أنها فرضت وستفرض تحديات استراتيجية على مستقبل الكيان، إلى جانب ما فرضته جبهة جنوب لبنان، حَيثُ سقط شمال فلسطين المحتلّة، بالمعنى الاستراتيجي، ولم يعد أمام مقاتلو المقاومة سوى الدخول إلى فلسطين.
وبحسب الإعلام العبري، فعملية “يافا” سوف تعقد موقف حكومة “نتنياهو”، الذي سيحاول شراء المزيد من الوقت لبيع الوهم لمجتمعه، لإدراكه أنه لا يستطيع تقديم إجابات كافية، في وقت بدأ بعض الإعلام العبري يتحدث عن احتمالية تأجيل زيارته إلى واشنطن، عقب عملية “يافا”.
فصائل فلسطينية تبارك العملية اليمنية في “تل أبيب”:
في السياق؛ ثمّنت حركة حماس، اليوم الجمعة، العملية العسكرية النوعية التي نفّذتها القوات المسلّحة اليمنية باستهداف قلب “تل أبيب”، وفي بيان، قالت حماس: إنّ “ما يقوم به الإخوة في أنصار الله وجبهات المقاومة في لبنان والعراق هو حق أصيل لمقاومة أمتنا وشعوبها”.
وأشَارَت إلى أنّ “ما تقوم به جبهات المقاومة تأكيد أَيْـضاً لوحدة الأُمَّــة والمصير المشترك الذي يجمعها، والذي يشكل عنوان خلاصها من الهيمنة الصهيونية”.
كما ثمّنت الحركة عاليًا “مواقف قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي والشعب اليمني العزيز المساند للشعب الفلسطيني بكل الطاقات والإمْكَانات المتاحة”.
ودعت حماس “قوى وعناوين الأُمَّــة كافة من جيوش وحركات وأحزاب إلى الوحدة والالتحاق بمعركة الشرف والكرامة”، مؤكّـدةً أنّ الشعب الفلسطيني “ليس وحيداً اليوم”.
وفي الإطار، أكّـد ممثل حركة حماس في لبنان، أحمد عبد الهادي، أنّ “عملية القوات المسلحة اليمنية تشكل عنصر مفاجأة رادع”؛ إذ إنّها “صنعت ردعاً ممتازاً في هذا التوقيت، وتحديداً قبل سفر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن”.
وشدّد عبد الهادي على أنّ “عملية القوات المسلحة اليمنية تمثل تطوراً استراتيجياً مهماً؛ إذ إنّها ستضع الاحتلال في مأزق كبير”.
“رد طبيعي على جرائم الاحتلال”:
من جانبها، باركت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان، العملية وأكّـدت أنّها “رد طبيعي على استمرار حرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني وجرائم الحرب التي يواصل العدوّ ارتكابها مدعوماً من إدارة “بايدن” والحكومات الغربية”.
وتابعت أنّ “مشاركة إخواننا في اليمن الشقيق والعزيز في الدفاع عن إخوانهم في فلسطين يأتي في إطار الرد على الدعم الغربي المتواصل للكيان”.
وأضافت أنّ “الإخوة في اليمن، كما الإخوة في جبهات الإسناد في لبنان والعراق، أثبتوا أنّ قضية فلسطين والمسجد الأقصى المبارك هي القضية المركزية للأُمَّـة العربية والإسلامية”، وأنّ “المقاومة هي السبيل الوحيد لمواجهة الغطرسة الصهيونية والغربية ضد أمتنا”.
“عملية يافا تؤكّـد أنّ لا استقرار ولا أمان للصهاينة على أرضنا المحتلّة”:
من جهتها، باركت لجان المقاومة في فلسطين، العملية البطولية التي نفذتها القوات اليمنية باستهداف مدينة “يافا” المحتلّة، ما يسمى إسرائيلياً “تل أبيب”.
وفي بيان، قالت لجان المقاومة: إنّ “عملية يافا النوعية تؤكّـد أنّ لا استقرار ولا أمان للصهاينة على أرضنا المحتلّة”، متوجّـهةً بالتحية إلى مجاهدي اليمن “الذين يذلّون الكيان وجيشه في كُـلّ زمان ومكان”.
كما دعت قوى الأُمَّــة وأحرارها كافة إلى “الاقتدَاء بأبطال الجيش اليمني وضرب العدوّ الصهيو- أمريكي في كُـلّ أنحاء المنطقة”.
“تطور نوعي”:
بدورها، أكّـدت حركة المجاهدين الفلسطينية أنّ العملية البطولية التي استهدفت “تل أبيب” تُعدّ “تطوراً نوعياً في معركة محور المقاومة ضد العدوّ الصهيوني الفاشي”.
وفي بيان، ثمّنت حركة المجاهدين موقف الشعب اليمني وموقف قائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي، والقوات اليمنية المسلحة وحركة أنصار الله الثابت من نصرة غزة، على الرغم من التآمر والحصار والعدوان لثنيهم عن مواصلة الانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم.
وأكّـدت الحركة أنّ “ما يقوم به اليمن وباقي أطراف محور المقاومة هو أشرف تدخل عسكري لنصرة المظلومين ووقف الظلم الصهيوني في الوقت الذي تتآمر وتتواطأ المنظومة الدولية التي أنشئت لهذا الغرض مع الكيان الصهيوني الإجرامي ضد شعبنا، وتبرّر له جرائمه وتوفر له الغطاء الدولي لمواصلة الإبادة الجماعية في قطاع غزة”.
وختام البيان، دعت حركة المجاهدين، “قوى المقاومة كافة إلى تصعيد الضغط بكل أنواعه، لا سِـيَّـما العسكري تجاه الاحتلال، كذلك على داعميه الأميركيين، حتى وقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة”.
عجز الاحتلال عن توفير الأمن لكيانه المهترئ:
بدورها؛ أشادت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين بالعملية البطولية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، قائلةً إنّ جبهات الإسناد في اليمن ولبنان والعراق “أوفت بوعودها، ووسعت من نطاق ردودها على تصاعد المجازر الصهيونية في قطاع غزة”، وهي “مستعدة لمواصلة هذه العمليات النوعية إذَا استمر العدوان”.
وأضافت الجبهة الشعبيّة أنّ هذه العملية “تُشّكل تَحوّلاً نوعياً في ردود جبهات المقاومة الإسنادية”، مشيرة إلى أنّها تبرهن على قدرة القوات المسلحة اليمنية، على اختراق العمق الصهيوني”، كما “تكشف عن انهيار منظومة الردع الإسرائيلي، وعجز الاحتلال عن توفير الأمن لكيانه المهترئ”.
وأضافت، في بيان، أنّ هذه العملية “وجّهت أَيْـضاً رسائل واضحة إلى قادة الاحتلال الجبناء أنّ كامل الكيان الصهيوني أصبح تحت مرمى ضربات المقاومة وجبهات الإسناد، وأنّ لا مأمن للصهاينة في أي مكان”.
ولفتت الجبهة إلى أنّ “نجاح المقاومة في اختراق المنظومة الصهيونية يؤكّـد أنّ أميركا وحلفاءها ليسوا قادرين على حماية الكيان الصهيوني من الضربات الموجعة للمقاومة”.
التطور النوعي في أداء المقاومة اليمنية:
من جهتها؛ باركت حركة فتح العملية البطولية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية، قائلةً: إنّها “كشفت زيف المنظومة الأمنية والعسكرية عند الاحتلال الصهيوني، وكشفت أَيْـضاً التطور النوعي في أداء المقاومة اليمنية”.
وتابعت أنّ “جبهات الإسناد ترسل رسائل من نار للاحتلال الصهيوني وحلفائه بأننا لن نترك غزة وحيدة وشعب فلسطين أمام هذه الإبادة الجماعية التي يرتكبها العدوّ الصهيوني”.
عملية “يافا” ومسارها ونتائجها:
ويأتي ذلك بعدما أعلنت القوات المسلحة اليمنية تنفيذ سلاح الجو المسير عملية عسكرية نوعية تمثلت في استهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلّة، ما يسمى إسرائيلياً “تل أبيب”، وذلك بطائرةٍ مسيرةٍ جديدةٍ اسمها “يافا”، قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للاحتلال، وقد حقّقت العملية أهدافها بنجاح.
استهدفت القوات المسلحة اليمنية بهجوم مباغت بمُسيّرة جديدة “تل أبيب” دعماً لقطاع غزة ورداً على مجازر العدوان الإسرائيلي، وتعلن المنطقة “منطقةً غير آمنة”، حَيثُ ستقوم القوات المسلحة بالتركيز على استهدافها، وعلى الوصول إلى عمق كيان الاحتلال.
وأعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية، العميد يحيى سريع صباح اليوم الجمعة، عن تنفيذ سلاح الجو المسير عملية عسكرية نوعية تمثلت في استهداف أحد الأهداف المهمة في منطقة يافا المحتلّة، ما يسمى إسرائيلياً “تل أبيب”.
وفي بيان أكّـد سريع أنّ هذا الاستهداف يأتي “انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، ورداً على مجازر العدوان الإسرائيلي بحق إخواننا في غزة”.
وأوضح سريع أنّ العملية نفذت بطائرةٍ مسيرةٍ جديدةٍ اسمها “يافا” قادرة على تجاوز المنظومات الاعتراضية للاحتلال، حَيثُ لا تستطيع الرادارات اكتشافها، مؤكّـداً أنّ العملية قد حقّقت أهدافها بنجاح.
وأكّـد العميد سريع امتلاك القوات المسلحة بنكاً للأهداف في فلسطين المحتلّة، منها الأهداف العسكرية والأمنية الحساسة، وأنّها “ستمضي في ضرب تلك الأهداف رداً على مجازر العدوّ وجرائمه اليومية بحقّ إخواننا في قطاع غزة”.
وشدّد على أنّ عمليات القوات المسلحة اليمنية مُستمرّةٌ في إسناد المجاهدين الأبطال في غزة، والذين “يدافعون عن الأُمَّــة العربية والإسلامية بكلِّ شعوبها ودولها”، وأنَّ “عملياتها لن تتوقف إلاّ بوقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة”.
وفجر اليوم الجمعة، اخترقت طائرة مسيّرة أجواء فلسطين المحتلّة من جهة البحر وسقطت في شارع “شالوم عليكم” في “تل أبيب”؛ ما أَدَّى إلى وقوع أضرار كبيرة نتيجة اصطدامها بأحد المباني.
وكشف الإسعاف الإسرائيلي، بحسب ما سمح بنشره حتى الآن، عن مقتل إسرائيلي وإصابة 10 بجروح وشظايا من جراء الانفجار الذي وقع في مبنى عند زاوية شارع “بن يهودا” وشارع “شالوم عليكم” في “تل أبيب” بالقرب من مبنى مُلحق بالسفارة الأمريكيّة، بالإضافة إلى حالة من الهلع أصابت المستوطنين في المدينة، نتيجة صوت الانفجار الضخم الذي وصلت أصداؤه إلى الضفة الغربية.
وانتشرت مشاهد توضح لحظات الانفجار وما بعده، حَيثُ أوضحت المشاهد صوت محرك المسيرة قبل الاصطدام بالمبنى، كما تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أكثر من مسيرة استهدفت المنطقة.
ووقع الانفجار في أحد أضخم شوارع “تل أبيب” وفي منطقة أمنية تعج بالأبراج والسفارات والدفاعات الجوية الإضافية، لا سِـيَّـما القنصلية الأمريكية التي تبعد عشرات الأمتار عن مكان الانفجار.
وقد أعلن عن تضرر مكاتب تابعة للقنصلية الأمريكية في “تل أبيب” من جراء انفجار الطائرة المسيرة.
وعقب العملية، أعلن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنّ الأخير “قد يلغي سفره إلى الولايات المتحدة بعد استهداف تل أبيب”.
وإلى جانب ما قاله الإعلام الإسرائيلي عن فقدان الردع أمام اليمنيين، أكّـد زعيم المعارضة الإسرائيلية، “يائير لابيد”، أنّ “من فقد الردع في الشمال والجنوب يفقده أَيْـضاً في قلب تل أبيب”، مشدّدًا على أنّ “انفجار المسيّرة دليل آخر على أنّ الحكومة لا تستطيع توفير الأمن”.
في الإطار نفسه، قال عضو “الكنيست” ورئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، “أفيغدور ليبرمان”: إنّ “من لا يمنع الصواريخ على كريات شمونة وإيلات يجب ألا يتفاجأ بوصولها إلى تل أبيب”.