عمليةُ يافا: تأكيدٌ للقدرة وتصميمٌ على النُّصرة
هنادي محمد
وَعَدَ بالتصعيد وتصاعد العمليات العسكرية كلما تصاعدت واستمرت جرائمُ العدوّ الإسرائيلي بحق أبناء فلسطين المحتلّة؛ فأوفى بوعده القاطع، وضرب بسيفِه البتّار، وأطلق مسيَّراتِ النار والدمار نحو الفجّار بكل جُرأةٍ وشجاعة وافتخار؛ بالرغم من كُـلّ محاولات الضغط والتهديدات التي توجّـه صوبَ بلدنا وشعبنا في سبيل ثنيه ومنعه عن الاستمرار في نصرة القضية الفلسطينية، إلّا أن القائدَ اليمانيَّ، قاهرَ الطغاة والمستكبرين في الأرض، سماحة السيد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- يوقظُ العالم على خبر أبهج الصديقَ وأصدَعَ العدوّ، وتعالت أصواتُ الفرح والسرور في فلسطين المحتلّة، بإعلان القوات المسلحة اليمنية تنفيذَها عمليةً عسكريةً نوعيةً تمثلتْ في استهداف أحد الأهداف المهمةِ في منطقةِ يافا المحتلّة ما يسمى إسرائيلياً (تل أبيب)، والتي تم تنفيذها بطائرةٍ مسيَّرةٍ جديدةٍ اسمها “يافا”؛ وبهذا فَــإنَّ اليمنَ الأبيَّ يعلنُ تل أبيب منطقةً (غيرَ آمنة)؛ ما يعني تعاظم حالة الارتباك لدى العدوّ الإسرائيلي الذي يضعفُ ويهلك يوماً تلو آخر، ويتكبد الخسائرَ الفادحة؛ نتيجةَ استمراره في جرائمه وبغيه.
العمليةُ النوعيةُ لسلاح الجو المسير تؤكّـدُ مصداقيةَ وجدّيةَ ما طرحه -مرارًا وتكرارًا- السيدُ القائدُ بأن القوات المسلحة اليمنية تعمل على تطوير قدرات أسلحتها بما يمكنها من إيلام العدوّ إلى أقصى مدى ممكن وبما هو متاحٌ، كأقل واجب جهادًا في سبيل الله، واستشعارًا للمسؤولية الإيمانية ونصرة للمستضعفين في الأرض.
من جانبٍ آخرَ مهمٍّ فَــإنَّ: عمليةَ يافا تقطعُ الشكَّ باليقين بأن العدوَّ الإسرائيلي كيانٌ أوهنُ من بيت العنكبوت، ولا يمتلك القدرةَ الأمنيةَ الاستخباراتية الكافية التي تمكِّنُه من حماية نفسه لولا الدعمُ والأغطية والجسور التي يتمُّ إمدَادُه بها من قبل الأنظمة الغربية الكافرة والعربية العميلة.
وما نسمعُه في إعلام القنوات الإسرائيلية من تعليقات بشأن عملية يافا يبعثُ على الضحك كَثيراً؛ لأَنَّهم يتفوَّهون بنِكاتٍ تعكسُ حجمَ سخفهم وغبائهم، لو لم يكن منها إلا قولهم بأنهم لم يعترضوا المُسيّرةَ ظنًّا منهم بأنها صديقة..!
ليعلم الشعبُ الفلسطيني المظلوم، وكُـــلُّ مناصر لهم من حركات المقاومة والشعوب الحرة، أن الانتصارات التي نشهدُها في كُـلّ جبهة مقاومة؛ تؤكّـد لنا أن نصرَ الله آتٍ، ووعدَ الآخرة قد اقترب، وزوالَ الكيان المؤقَّت محتومٌ، ونهاية كُـلّ عميل مطبِّعٍ معه أصبحت وشيكة؛ فاللهَ اللهَ في الثبات وتظافُر الجهود، حتى نسمعَ أذانَ النصر من قُبَّة القدس الشريف يدعونا لإقامةِ صلاة الفتح المبين؛ تحميدًا وتهليلًا وتكَبيراً بإذنِ الواحد القهّار، والعاقبةُ للمتّقين.