يافا اليمنية تحط بأسها في تل أبيب.. أبعاد ودلالات ورسائل ومفاجآت
منير الشامي
مع بزوغ فجر يوم الجمعة، الـ ١٣ محرم ١٤٤٦هجري الموافق ١٩ يوليو ٢٠٢٤م فاجأت قواتنا المسلحة -وحدة الطيران المسيّر- العالم بإنجاز جديد ونوعي فاق كُـلّ التوقعات في تصنيع وتطوير الطيران المسيّر بكشفها عن إنتاج طائرة مسيّرة جديدة اسمتها «يافا» عبر عملية نوعية هي الأولى من نوعها نفذت بهذه الطائرة المتطورة على هدف استراتيجي هام في قلب مدينة يافا المحتلّة المسماة إسرائيلياً «تل أبيب» ووصلت هدفها بنجاح كامل.
المسيرة الجديدة كشفت للعالم بهذه العملية عن نفسها وعن مواصفاتها المتطورة عمليًّا قبل أن يتم الإعلان رسميًّا عنها فمن خلال نجاحها في قصف هدفها المحدّد وبيان الناطق الرسمي لقواتنا المسلحة عن العملية اتضح ما يلي:
١- الطائرة الجديدة سميت باسم يافا وفي ذلك إشارة إلى أنها صممت خصيصاً لقصف أهداف العدوّ في أهم مستوطنة لكيانه.
٢- قطعت مسافة تزيد عن ٢٢٠٠ كم من نقطة انطلاقها في اليمن ما يعني أنها طائرة مسيّرة بعيدة المدى دقيقة المسار.
٣- متفوقة على أحدث أنظمة الدفاع الجوي للعدو الصهيوني ولأنظمة العمالة والخيانة الخانعة له بالمنطقة، ولم يتمكّن أي نظام دفاع جوي من اكتشافها رغم طوال المسافة ما يعني أنها صممت بتقنية ومواصفات متطورة جِـدًّا تتجاوز قدرات أحدث أنظمة الدفاع الجوي وتتفوق عليها، وهو الأمر الذي أثبتته بوصولها إلى هدفها المحدّد دون أن تكتشفها كافة أنظمة الدفاع الجوي بالمنطقة سواء المنصوبة لخدمة العدوّ الصهيوني أَو المملوكة له كالقبة الحديدية والباتريوت وغيرها، ودون أية محاولة اعتراضية واحدة، ودون أن تطلق صافرة إنذار وهذا ما خلف صدمة قوية للعدو الصهيوني ولكل أذنابه بالمنطقة، وما سيتسبب في تصاعد رعبه بمتوالية هندسية مع مرور الوقت.
الهدف حسب ما صرح به إعلام العدوّ كان القنصلية الأمريكية في قلب مدينة يافا الفلسطينية المحتلّة، حَيثُ كشف العدوّ وعلى افتراض أن هذا الاحتمال صحيح فَــإنَّ هذه العملية النوعية تكون قد حقّقت عدة أهداف كبيرة جِـدًّا ولعدة أطراف، وكلّ هدف بلغ رسالة واضحة لكل طرف، فالهدف الأول كان في قدرة اليمن الوصول إلى أعتى حصون العدوّ الصهيوني ورسالته لا سلام في الأراضي المحتلّة إلا بالسلام في غزة، أما الهدف الثاني فهو قدرة اليمن على استهداف المصالح الأمريكية بجميع أنواعها وفي أي مكان ورسالته للعدو الأمريكي هي سنقصف كُـلّ مصالحك في الأراضي المحتلّة أياً كان نوعها إن لم تدفع نحو سلام حقيقي وشامل، والهدف الثالث لفت نظر العدوّ السعوديّ إلى الحرص على مصلحته وتنبيهه إلى أن فاقد الشيء لا يعطيه وأن الأمريكي والصهيوني عاجزون عن حماية أنفسهم ومصالحهم أمام القدرات اليمنية وهم أشد عجزاً عن حماية المصالح السعوديّة، ورسالته اجنح للسلم قبل أن يرحل من بين يديك.
تعمد العدوّ عدم التصريح أن الطائرة يمنية وقادمة من اليمن ولا زال متكتماً عن الاعتراف بذلك، رغم إعلان اليمن رسميًّا عن مسؤوليته عن العملية وقيامه بها، وقد تعمد العدوّ الصهيوني التكتم عن ذلك لأسباب عدة أهمها محاولة التخفيف من تفشي حالة الهلع بين أوساط قواته ومستوطنيه خُصُوصاً مع تأكيد القيادة اليمنية عن استمرار عملياتها وتصعيدها ضد العدوّ الصهيوني حتى يوقف عدوانه ويرفع حصاره عن غزة بشكل حقيقي وكامل وقد فشل العدوّ في تحقيق ذلك، بل إنه أكّـد رسميًّا عبر تصريح لابن غفير مسؤول الأمن القومي الإسرائيلي أكّـد فيه أن لا أمن لـ “إسرائيل” بعد هذه العملية المباركة.