الإيمانُ يمان والحكمة يمانية

ق. حسين بن محمد المهدي

من المُسَلَّم به أنَّ الدول إذَا بُنِيَت على قواعد العدل، ودُعِّمت بدعائم العقل، وحُصِّنت بدوام الشكر، وحُرست بأعمال البر؛ فَــإنَّ الله ناصرُها، وخاذِلٌ مناوئَها، وعاِضدٌ لها بقدره، ومسدِّدٌ لها بتوفيقه، ومعينُها بصالحِ خلقه.

(إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ)

ومن المعلوم أن القبحَ في الظلم بقدر الحسن في العدل، والزهد في ولاية الظالم بقدر الرغبة في ولاية العادل.

وبحسب ذلك يكون اكتساب المذمة أَو الثناء واجتلاب العداوة أَو الولاء.

ولم تشهدِ الدنيا في هذا العصر من هو أصدقُ من أنصار الله وحزبه في جِدِّهم واجتهادهم ونصرتهم لشعب فلسطين المظلوم.

لقد بنى أنصارُ الله اليمنيون بقيادةِ قائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي لدولة اليمن الحديثة وقواتها المسلحة قوةً تضرِبُ رأسَ الكفر، وترفع رأس الإيمان.

فصنعوا الطائرات المسيَّرة، والصواريخ المجنَّحة التي تضرب اليوم قلبَ الصهيونية في تل أبيب.

إنها قوة الإيمَـان (فالإيمَـانُ يمان والحكمة يمانية).

إن صدقَ أنصار الله في إيمانهم ودعمهم لسلطانهم ونصرتهم لإخوانهم في فلسطين يوضح للعالم أنهم ماضون في السير على نهج قويم؛ وهو ما يفتح آفاقاً لحياةِ العزة والكرامة، ويكشفُ لهم عن أسرار العالم الكونية ونواميسه.

ويرتقي بهم إلى وسائل الحياة القوية، فيبني لهم قواعدَ العزة والمجد، فالإيمَـان يمان والحكمة يمانية.

إن نهضة اليمن العسكرية والسياسية؛ مِن أجلِ مناصرة الشعب العربي المسلم في فلسطين رغم الأحداث العاتية التي حملوا أعباءها والحروب الطاحنة التي خاضوا غمارها تدُلُّ على حكمتهم وحسن صنيع قائد المسيرة القرآنية -يحفظُه الله- وذلك فضلُ الله يؤتيه من يشاء.

إن النهضةَ العلمية في المجال العسكري الذي استطاع اليمنيون أن يعملوه عمل الأقوياء لدينهم ووطنهم ونصرة قضية الأُمَّــة المصيرية قضية فلسطين لا يصدر إلا عن إرادَة قوية، والإرادَة القوية لا تنبثق إلا عن علم.

فالشعوب التي فقدت قوةَ الإرادَة وصدق العزيمة لا تعمل لدينها ولا لوطنها.

لقد نوّه القرآن الكريم بفضل العلم والحكمة وما فيها من الخير الكثير، فقال سبحانه: (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً).

لقد عظّم الله شأن العلم وحث على طلبه (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً)

وفي الحديث النبوي (لا حسدَ إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالًا فسلّطه على هلكته، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلّمها الناس) وانحى باللائمة على الذين يتبعون الظنونَ والأوهام (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ).

يا أهلَ اليمن يا أهلَ العلم والحكمة الذي استقرت دعائمُها في أعماق نفوسهم، وانطوت عليها أفئدتُهم وجوانحُهم فكانت رائدةً أمينًا لعقولهم وأفهامهم وغذاءً روحيًّا لغرائزهم ومواهبهم.

إن ضربَكم لتل أبيب يشكِّلُ نصرًا للإسلام والمسلمين (قاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخر وَلا يُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ).

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com