السياسي الأعلى: موقفُنا ثابت ولن نتراجعَ عن نصرة فلسطين وسننفِّذُ عملياتٍ رادعةً ومؤثرة

المسيرة: نوح جلّاس

بعدَ عشرِ سنوات من العدوان بالأدوات الإقليمية والمحلية، خرج العدوُّ الصهيوني المجرمُ من خلف الستار؛ ليعلنَ تبنِّيَه عدواناً جديدًا على اليمن، وأول ضحاياه مدنيون وأول أهدافه مدنية، على شاكلة العدوان الذي بدأ في الـ26 من مارس 2015 بقفازات خليجية، قبل أن تخرج أمريكا وبريطانيا من خلف الستار لتشن العدوان المباشر في الـ23 من يناير 2024م؛ ليكون العدوان الصهيوني بمثابة سقوط آخر الأقنعة التي كانت تغطي على العدوّ الحقيقي الذي يتربص باليمن منذ فجر الحرية المشتعل بثورة الـ21 من سبتمبر الفتية.

وعلى وقع الصفعة التاريخية التي تعرض لها العدوّ الصهيوني بعد عملية “حيفا” والتي تفرض مساراً جديدًا له ما بعده، حاول العدوّ الإسرائيلي استعادة شيء من غروره بشن عدوان جوي على ميناء الحديدة طال منشآت تخزين النفط، وكذلك كهرباء الحديدة وخزانات مازوت الكهرباء، حسبما أفادت مصادر خَاصَّة لـ “المسيرة”، فيما أوردت أَيْـضاً وزارة الكهرباء في بيان، أن محطة توليد رأس كثيب بالحديدة وخزانات الوقود المازوت فيها تعرضت لأضرار جسيمة.

وقد أَدَّت الغارات الصهيونية لاشتعال حرائقَ واسعة في ميناء وكهرباء الحديدة، ارتقى على إثرها العديد من الشهداء والجرحى والمصابين بالحروق، حسبما أكّـدت وزارة الصحة في إيضاح صحفي، فيما تواصلت جهود فرق الدفاع المدني والإطفاء في إخماد الحرائق.

 

موقف ثابت ورَدٌّ قاس آت:

أول الردود اليمنية الرسمية، جاء به المجلس السياسي الأعلى، في بيان أدان العدوان الإسرائيلي الغاشم على الأعيان المدنية في محافظة الحديدة، مؤكّـداً أن هذا العدوان لن يمر دون ردٍّ مؤثر على العدوّ.

ولفت بيان المجلس السياسي الأعلى إلى أن “العدوان الصهيوني الغاشم على بلادنا هدفُه الأَسَاسيُّ زيادةُ معاناة أبناء الشعب اليمني وثني الجمهورية اليمنية عن مواقفها المساندة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة والمحقة، وهذا وهمٌ لا يمكن أن يتحقّق”، مجدّدًا التأكيد على أن “موقفنا في مساندة ونصرة الشعب الفلسطيني المظلوم مبدئي وإيماني وديني، ولن يتوقفَ أَو يتراجعَ، وأننا مُستمرّون بمعونة الله وتوفيقه، وستحصل ضربات إن شاء الله مؤثرةٌ على العدوّ أكثر”، وهنا رسالة تؤكّـد ثباتَ المعادلة التي رسَّخها السيد القائد مع بداية العدوان الأمريكي البريطاني.

وأكّـد السياسي الأعلى أن “العدوان الإسرائيلي لن يزيدَ الشعبَ اليمني إلا إصراراً على مواصلة موقفه ومساندته لنصرة الشعب الفلسطيني ودفاعاً عن النفس، وبذل المزيد من الجهود في ذلك”، منوِّهًا إلى أن هذا العدوان الإسرائيلي “سيمثل دافعاً إضافياً لقواتنا المسلحة للارتقاء على كافة المستويات لمواجهة التحدي حتى النصر والفتح الموعود بإذن الله”.

ودعا المجلس السياسي الأعلى كافةَ دول العالم وهيئاته ومنظماته وشعوبه إلى إدانة هذا العدوان الغاشم على الجمهورية اليمنية الذي يؤكّـد استمرارَ العربدة الصهيونية بدعم أمريكي للاعتداء على كُـلّ شعوب وأحرار العالم دون أية محاسبة أَو تبعات، حاثًّا الشعبَ اليمني على “الاستمرار الفاعل في الأنشطة التعبوية المناهضة للعدوان الإسرائيلي والأمريكي على بلادنا وتكثيف الالتحاق بمعسكرات التدريب ومضاعفة الخروج الجماهيري في مختلف الميادين والاستعداد لكافة الخيارات التي قد تتطلبها المرحلةُ؛ إسناداً للشعب الفلسطيني ودفاعاً عن اليمن ومكتسباته”.

وفي السياق ذاته علَّق رئيسُ الوفد الوطني المفاوض، محمد عبدالسلام، مؤكّـداً أن “العدوان الإسرائيلي الغاشم على اليمن باستهداف منشآت مدنية خزانات النفط ومحطة الكهرباء في الحديدة، يأتي؛ بهَدفِ مضاعفة معاناة الناس”.

وَأَضَـافَ عبدالسلام في منشور له على منصة “إكس” أن “الضغط على اليمن للتوقف عن مساندة غزة حلمٌ لن يتحقّق للعدو بإذن الله”، في تأكيد جديد على ثبات المعادلة اليمنية مهما كانت التحديات والمؤامرات.

ونوّه ناطق أنصار الله إلى أن “هذا العدوان الغاشم لن يزيدَ الشعبَ اليمني وقواته المسلحة الباسلة إلا إصرارًا وثباتًا واستمرارًا وبشكل تصاعدي في مساندة غزة”.

وفي ختام منشوره، أكّـد محمد عبدالسلام أن “الشعب اليمني -بفضل الله- قادر على مواجهة التحديات كافة، مستعيناً بالله وفي سبيل الانتصار لمظلومية فلسطين وأبناء غزة والتي تمثل أعدل قضية على وجه الأرض”.

 

خروجٌ من خلف الستار:

وكان المتحدِّثُ باسم جيش العدوّ الإسرائيلي قد صرَّحَ لوسائل الإعلام بقوله: إن “طائراتِنا الحربية شنت غارات على “أهداف” في منطقة ميناء الحديدة باليمن”، فيما أوردت القناة ١٢ الإسرائيلية قولها: إن “مجلس الوزراء المعني بالشؤون الأمنية” وافق خلال اجتماعه على هجوم اليمن؛ أي أن الكيان الصهيوني قرّر الخروج من خلف الستار، في محاولة لاستعادة سُمعته الملطخة، كما هي في سياق انكشاف حقيقة الأعداء الفعليين المعتدين على اليمن منذ سنوات.

وفي السياق ذاته يرى مراقبون أن العدوّ الإسرائيلي بضرب خزانات النفط والمازوت والكهرباء، إنما يحاول خلقَ بروباغاندا إعلامية معتمدةٍ على أعمدة الدخان المتصاعد والحرائق الهائلة، ليصور للجميع أنه حقّق ضربة نوعية، فيما هي في الحقيقة لا تؤثر ولن تحد من الزخم العسكري اليمني، لا سيَّما أن مئات الغارات الأمريكية البريطانية لم تحقّق شيئاً سوى التصاعد الملحوظ في القدرات والعمليات اليمنية.

وعلى ضوءِ التأكيدات اليمنية في بيان السياسي الأعلى وتصريحات عبدالسلام، وما تحدث به السيدُ القائدُ في وقت سابق مع بداية العدوان الأمريكي البريطاني في يناير الماضي، فَــإنَّ العدوانَ الإسرائيلي قد يدفعُ اليمنُ نحو تطوير قدراته أكثر فأكثر، وتكثيف عملياته العسكرية بما يتجاوز المؤامرات ويُسقِطُ غطرسة الأعداء.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com