يافا “تل أبيب” تحت نيــران صنعـاء
محمد يحيى الضلعي
يوماً بعد آخر تتضح الصورة بشكل أكثر وضوحاً، يوماً بعد آخر يكشف شجاعة وجرأة وصدق اليمنيين، ومن قالوا خلال الشهور الماضية بأن ما يحدث مسرحية عجزوا اليوم عن التعبير؛ فالصورة تتحدث و”إسرائيل” تعترف والقتلى يتساقطون ومسيّراتنا تصل وتل أبيب تحت نيران صنعاء، فمن يجرؤ على القول قبل من يفكر قبل أن يقول، وهكذا رسمت أمريكا و”إسرائيل” في عقول العرب والمسلمين التفكير في أي ضرب ضد “إسرائيل” وهي أوهن من بيت العنكبوت، صنعاء فقط من تفعل وتقصد وتقتل وتنتقم لأبناء غزة، ونصرة لكل فلسطين، ومجد يعاد وكرامة تستعاد.
ما يحدث اليوم هي أن الخطوط الحمراء التي تتحدث عنها “إسرائيل” وأمريكا ترسم على الجميع إلا على اليمن، ويلتزم بها الجميع ولا تعترف بها صنعاء، فالخطوط الحمراء هي ما ترسمها صنعاء وتقرها القيادة، وما كان بالأمس ضرباً من المستحيل والخيال بات اليوم واقعاً معاشاً رآه العالم أجمع وأدرك أن الغد يخبئ الكثير من المفاجآت غير المتوقعة.
مسيّرة تنفجر في تل أبيب ليتحدث العالم عنها ووسائل الإعلام الإسرائيلية والعالمية، والأهم في الأمر هو انتظار الجميع لبيان العميد يحيى سريع حتى يكشف التفاصيل، ليطل علينا سريع بعد ذلك ويروي لنا الحكاية عن طائرة مسيّرة يمنية اسمها “يافا” لتذكرنا بالاسم الحقيقي لتل أبيب وكأنها صنعت على مقاس يافا لتطهر هذه المدينة العربية من عبث اليهود، هذه المسيّرة اليمنية يافا تقطع أكثر من 2500 كم لتضرب عاصمة العدوّ الإسرائيلي في عمق دولته المزعومة وتترك القتلى والجرحى والدمار وتدشّـن مرحلة غير مسبوقة ومفصلية في الحرب بين قوى الخير والعدل متمثلة بحماس وفصائل المقاومة يسندهم الجيش اليمني، وبين قوى الشر والعدوان أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا وحلفائهم من الأعراب.
ما بعد الوصول إلى يافا ليس كما قبله، والغد بالتأكيد سيكون أسوأ من اليوم على الأعداء، وتصريح العميد يحيى سريع بأن يافا باتت تحت النيران يعني الكثير والكثير، وما هو إلا ترجمة فعلية فورية سريعة لخطابات وتهديدات السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، سيد وزعيم الأحرار في الوطن العربي قولاً وفعلاً، وعلى العدوّ أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار في المفاوضات الجارية مع المقاومة، وأن يدرك أن غزة ليست وحدها ولن تكون لقمة سائغة لهم أمام أعين أحرار اليمن العزيز.
إن هذا اليوم التاريخي المهم الذي سجل في صفحاته قصف صنعاء لتل أبيب -يافا- لم تصنعه الصدف أَو الانبطاحات المتكرّرة؛ بل صنعه الرجال بإرادَة الأحرار، وجاء نتيجة سنوات من العمل والجهد والإيمان الراسخ والقوي في سبيل نصرة الحق والدفاع عن القضايا العادلة، بدءاً بالتصدي للعدوان السعوديّ الإماراتي الأمريكي على مدى تسع سنوات ومُرورًا بالوقوف مع المجاهدين في قطاع غزة وانتهاء بما نقرّره نحن في كيفية وشكل النصر المرتقب والمرسوم، والموعودون به من الله.
ختامًا أخبروا يافا أننا سنزورها كَثيراً بعد اليوم، وأن صواريخنا وطائراتنا المسيّرة ستصنع جسراً جويًّا إليها حتى تذعن وتترك غزة وتوقف عدوانها، وأن البأس اليماني الذي عجزت عنه أمريكا بجبروتها والسعوديّة وعشرات الدول معها لن يفلح معه دولة هشة معتدية، وأن عقابنا لهم سيكون عنوان المرحلة المقبلة بفضل وقوة الله وتأييده وتنفيذاً لوعده والله معنا وهو خير الناصرين، عاشت اليمن حرة عزيزة، ولا نامت أعين الأعداء.