الأمريكان والأدوات.. حساباتٌ خاطئة ورهانات خاسرة
عبدالجبار الغراب
تعددت الممارسات الأمريكية الإجرامية وتنوعت الأساليب القذرة الهمجية في اصطيادها للنواحي الإنسانية ووضعها محل الاستهداف كبدائل وحسابات ورهانات للانتقام من الشعب اليمني جراء خسارتهم العسكرية ولتسعة أعوام كاملة من شنهم لحرب عبثية ظالمة، فكان لكل حساباتهم الخاطئة فشلها في تحقيقها لمساعيهم للإضرار باليمنيين، وكلما أوجدوا من خيارات هي في نظرهم صحيحة لاستهداف اليمنيين في اقتصادهم لجعلها أوراقاً ضاغطة لكسر إرادَة وشموخ اليمنيين، كلما كان لها فشلها السريع، ووجوده في الواقع الصحيح بفعل وجود الرد الكبير الحامي لليمن العظيم جيشها القوي، والذي كان الشوكة في حلق الأعداء لإفشال كُـلّ المؤامرات السابقة والحالية، ليخلق الموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية معضلته الكبرى على كيان الاحتلال الإسرائيلي والذي معه ورط نفسه الأمريكي والبريطاني في شنهم للعدوان على الشعب اليمني لحمايه سفن الكيان الإسرائيلي، فكان الفشل هو العنوان البارز والذي حقّق من خلاله اليمنيون النتائج المرجوة في استهدافه للاقتصاد الإسرائيلي وخنقه في كُـلّ ما كان يرفده من عتاد وسلع، فتم إغلاق ميناء أم الرشراش “إيلات” وإعلانه الكامل للإفلاس، لتسير الأوضاع الحالية وفق العديد من المسارات والأشكال المتنوعة، لتتكون على اختلاف وجودها الكثير من التجاذبات، لتسلك المسالك المتشعبة لتبلغ مداها في إحداث متغيرات كبيرة قد يكون لها آثارها البالغة على كافة المستويات والأصعدة التي من شأنها خلق الفتن والقلاقل والمشاكل.
هذه الأوضاع وتلك الممارسات كانت لها تدابير في إفرازها والعمل على إيجادها بل لتثبيت العديد من السياسات المستقبلية؛ مِن أجلِ المشي عليها وفق الاستراتيجيات المعتمدة، حتى يحين الولوج في تنفيذ ما تم الترتيب والتخطيط له وهو ما يقوم بها الأمريكان والصهاينة من أساليب حالية.
تسارعت الأحداث وتصاعدت وبشكلها الكبير في المنطقة وبفترة قصيرة جِـدًّا تلخبطت معها كُـلّ الحسابات الأمريكية والصهيونية وفق نتائج كثيرة واضحة أحدثتها قوى محور المقاومة الإسلامية، منها ما كان للإخفاقات المتتالية لكل المخطّطات الأمريكية والصهيونية في المنطقة العربية والإسلامية، وخروج المخطّط الموضوع عن بنك أهدافه المحدّدة للتطبيق، فالفشل الصهيوني في عدم تحقيقه للأهداف بالقضاء الكامل على حركة حماس واستعادة الأسرى ولعشرة شهور من الحرب الهمجية على قطاع غزة، والانتصارات الكبيرة للجيش اليمني في ضربه المؤثر والفعال لكيان الاحتلال في البحار والمحيطات ومنعه لسفنه وغيرها من الذهاب لموانئه، وانكسار وهروب حاملات الطائرات الأمريكية من البحر الأحمر وتراجعاتهم وإخفاقاتهم في ردع اليمنيين عن مواصلتهم لإسناد الفلسطينيين، لتفرض التجاذبات نفسها في الكثير من الجوانب الحالية وأخذت تعطي منعطفات جديدة ومتغيرات في الموازين العسكرية وتقلبات في الأحداث كان لها محل مشاهدة وترقب وانتظار؛ فالإسناد اليمني للشعب الفلسطيني فرض متغيرات جديدة وحقّق النجاحات العظيمة وأدخل الصهاينة والأمريكان في شرود ومتاهات كثيرة فسقطت هيبة ومكانة الأمريكان كقوة عظمى عالمية، ومعها سقطت كُـلّ رهاناتهم الخاسرة وحساباتهم الخاطئة في توريطهم للنظام السعوديّ لاستهداف قطاع الاقتصاد في اليمن، وهو ما سيجعل النيران على مملكة قرن الشيطان كحق مشروع للدفاع عن الشعب اليمني في استهدافه بقوته ولأغراض ردعهم وإيقافهم عن مواصلة إسنادهم للمقاومة الفلسطينية.
تاريخ عظيم ومشرف سطره اليمنيون في إسنادهم لقطاع غزة، سيكون شاهداً على ما مضى من أحداث أفشلوا فيها كُـلّ مساعي ومخطّطات قوى الشر والاستكبار الذين قاموا وباستمرار بافتعال وارتكاب الجرائم والمجازر لتحقيق غايات وأهداف مطامع الصهيونية العالمية، وسيكتب التاريخ وبحياد تام جاعلاً من أهل اليمن وجيشهم العظيم مفخرة للنضال والجهاد ومدارس تتعلم منه قادم الأجيال، فما أدخله الجيش اليمني من معادلة جديدة حالية باستهدافه لمدينة يافا المحتلّة “تل أبيب” وبطائرة مسيّرة جديدة اخترقت كُـلّ الدفاعات الجوية والبحرية والبرية لكيان الاحتلال محقّقه هدفها بدقة وقدرة عالية أعاد الكيان الإسرائيلي للتفكير السريع والأكيد أنه لامجال إلَّا بالإعلان عن إيقاف الحرب على قطاع غزة للنجاة بنفسه من الغرق الذي بدأ بارتفاع موجاته تتصاعد بقوة قادمة من اليمن وبمفاجآت عظيمة لا تخطر على بال أحد، فالميدان فقط هو القادر على كشفها بعد القيام بتنفيذها وما القادم إلَّا أعظم وأكبر.
فهل سيعي الصهاينة والأمريكان وأدواتهم الأعراب في المنطقة رسائل طائرة يافا المسيّرة التي دكت عمق الأراضي المحتلّة، وينصتوا وبإمعان شديد لكل كلام السيد القائد بأنه لا تراجع مهما كان، وثابتون مع غزة رغم كُـلّ أنف عميل حاقد وجبان، ومُستمرّون في تصاعد العمليات العسكرية وبنك الأهداف كبيرة ومتاحة ومحدّدة.