اليمن.. “المرحلة الخامسة” من البطولة
غيث العبيدي..!!
تعايشت وتساكنت وتوافقت الحكومةُ الإسرائيلية، مع النيران الناتجة عن قصف طائراتها الحربية لميناء الحديدة اليمني، واعتبروها العاملَ المشتركَ الأكبرَ للتوافق، فقسموها ”كمؤشر رضا“ بين أعضاء الكنيست الإسرائيلي بدون باقٍ، وسوَّقوها إعلاميًّا على أنها مغزى استراتيجيٌّ تاريخي، وانتصارٌ مؤكَّـدٌ على اليمنيين، ورسالةٌ تحذيرية لأعداء “إسرائيل” في عموم الشرق الأوسط.
دائماً ما يبحثُ المهزومون والمحبطون والمكسورون وفاقدو القيمة، عن انطباعات قادرةٍ على تحقيق ”الانتصارات المستعارة“ للتقليل من مرارة واقعهم الحقير، ووضعهم الذميم، للانتقالِ من حالة مزرية ومخزية وسيئة، لحالة أفضل، ولخلق نوعٍ من التوازن النفسي، في نفوسِهم الضاربة للحسرات، والمحاصَرة بشعور الخوف من الفشل، والقلق من قادم الأيّام التي لا تحمل غاياتهم، وَغير القادرة على تحقيق رغباتهم، سواء في جبهة اليمن أَو بقيةِ جبهات محور المقاومة، فما كان منهم إلَّا الإعجاب بمنظر حرائق خزانات نفط ميناء الحديدة، وحرَّكوا أحلامهم ومنوا أنفسَهم بأن هكذا مناظر قد أعادت لـ “إسرائيلَ” قوتَها المزيَّفة وصلابتَها المفقودة، وأكّـدوها بـ ”لإسرائيل اليد الطولى في المنطقة“ لمعالجةِ مشكلات الانكسار في الداخل الإسرائيلي.
حسم الحرب والانتقال لحالة الانتصار، لا تتحقّق بالنيران ولا بالخراب والدمار، وكثرة الضحايا، ولا بمستويات التدريب، وعدة التسليح، وتكنولوجيا المعلومات، بل على الكفاءة والعقيدة والإيمَـان الراسخ بالقضية، وحكمة القيادة ومعنويات الجيش وتأييد الشعب، واليمن تمتلك كُـلّ تل المقومات بدلائلَ عديدة أهمها:
▪️ الإعلانُ السريعُ على لسان أعلى قيادة سياسية في البلاد على الدخول في ”المرحلة الخامسة“ في معارك إسناد غزة.
▪️ الفشل الإسرائيلي في إبعاد اليمن عن ميدان الصراع، حَيثُ أعلن اليمنيون عن قصف أهدافٍ مهمة في إيلات بعد الغارات الإسرائيلية مباشرة.
▪️ الانطلاقُ في تحديد أهداف جديدة، في يافا وعموم فلسطين المحتلّة، واستمرارية تهديد السفن الداعمة للكيان المحتلّ، يثبت بأن ما يمتلكه اليمن من قدرات عسكرية يفوق التصورات الإسرائيلية بكثير.
يمتلك اليمنيون السبقَ في الإيمان بالله، والقوة والعطاء وسخاء الإسناد، وحكمة القيادة، وترسيخ الانتصارات، وجرأة القرارات، لذلك أدرك اليمنيون بأن أقصى ما سيذهبُ إليه الصهاينة استهدافَ البنى التحتية اليمنية ”لمرة أَو مرتين وكأقصى حَــدّ لثلاث مرات“ مع ”تفخيمات“ لمنظر حريق هنا ورماد لحريق هناك، ولم يدرك الصهاينة لحد هذه اللحظة، أن مفاعلَ ديمونة ”لا تحميها صورةُ الحرائق المفخَّمة ولا الانتصارات المستعارة“.