الحشودُ الأسبوعية في اليمن.. حجّـةُ الله على شعوب العالمين
محمد موسى المعافى
على مدى عشرة أشهر مُستمرّة يستمر العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة، اُرتكب خلال هذه المدة ولا يزال يُرتكب أبشع الجرائم والمجازر التي يندى لها جبين الإنسانية، في ظل صمت شعوب وأنظمة العالم العربي والإسلامي.
في غزة وعلى مدى عشرة أشهر تسفك دماء الأبرياء في الأحياء والمخيمات.
في غزة وعلى مدى عشرة أشهر تزهق أرواح الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الحيوانات.
في غزة وعلى مدى عشرة أشهر دمّـرت ولا تزال تدمّـر كُـلّ معالم الحياة.
في غزة وعلى مدى عشرة أشهر استهدفت وأحرقت ودمّـرت كُـلّ المستشفيات.
في غزة وعلى مدى عشرة أشهر يحاصر فيها الإنسان فيموت جوعاً من لم يقتل بقصف الطائرات.
وفي غزة أَيْـضاً الآلام الناتجة عن الخِذلان العربي أكبر وجعاً وإيلاماً من الآلام الناتجة عن وحشية العدوّ الصهيوني.
فعشرة أشهر من القتل والتشريد والدمار والإجرام والوحشية لم تكن كافية لتوقظ المشاعر من سباتها وتحيي الضمائر من موتها فصمت الشعوب آذانها وأغمضت أعينها وأدارت ظهورها أمام كُـلّ ما يحدث في غزة.
وعلى نقيض من ذلك كله تفرد اليمن شعباً وقيادة فكان اليمن منذ اليوم الأول بل والساعات الأولى من معركة (طوفان الأقصى) حاضراً في الميادين والساحات ولا يزال مُستمرّاً في خروجه مناصراً ومؤيداً ومتضامناً بهتافاته وصرخاته وصواريخه وطائراته وقواته وجيشه.
على مدى عشرة أشهر والشعب اليمني حاضر بكل ما يستطيع دون كلل أَو ملل ولا ضجر ولا سأم؛ فأصحبت الجمعة لدى جماهير الشعب اليمني فلسطينية، وحضور مسيرات التضامن واجبة كوجوب الصلاة فيخرج ليشارك فيها المواطن والمسؤول وَالفتية والكهول والجريح والمعلول، محتزمين بنادقهم، رافعين أعلام فلسطين، مردّدين صرخات الغضب والسخط في وجه الصهاينة والمتصهينين.
يواصل جماهير شعبنا اليمني العزيز هذه المواقف رغم ما يمر به من ظروف اقتصادية، ويخرج هذا الشعب رغم فقره وحاجته وظروفه القاسية ليكون حجّـة لله تعالى على شعوب سكتت وتجاهلت وغفلت عن كُـلّ ما يحصل في غزة.
ولذا سيذود رسول الله -صلوات الله عليه وآله- الناسَ عن الحوض يوم القيامة ليتقدم أهل اليمن فهنيئاً لشعبنا هذا الشرف العظيم في الدنيا ويوم الدين.