خيانةُ غزة خيانةُ للأوطان: حتميةُ السقوط وإنقاذُ الأُمَّــة
أبو طالب عمير
منذ زرع الكيان الإسرائيلي المحتلّ على أرض فلسطين السليبة، كانت غزة وما زالت رمزًا للمقاومة والصمود، ومع ذلك، فَــإنَّ خيانة بعض الأطراف، سواءٌ أكانوا من الداخل أَو الخارج، تركت آثارًا عميقةً على القضية الفلسطينية.
إن خيانة غزة ليست فقط خيانة للشعب الفلسطيني، بل هي أَيْـضاً خيانة للضمير العربي والإسلامي؛ فكيف يمكن لمن خان غزة أن يكون وفيًا لوطنه؟
للأسف، شهدت الساحة الفلسطينية حالات من الخيانة من بعض أبناء الشعب الفلسطيني، تلك الخيانات جاءت نتيجة لتبعية لأجندات خارجية أَو لمصالح شخصية ضيقة، هذه الفئة القليلة من الفلسطينيين الذين انحازوا إلى جانب المحتلّ أَو إلى جانب قوى خارجية، ساهموا في تعميق معاناة أهل غزة وزيادة انقسام الصف الفلسطيني.
مرتزِقة اليمن هم مثال آخر للخيانة، هؤلاء الذين خانوا وطنهم وانحازوا إلى صف العدوان الخارجي، هم ذاتهم الذين خذلوا غزة وشعبها، أن خيانة هؤلاء المرتزِقة لا تعكس فقط خيانة الوطن، بل تعكس خيانة للقضية الفلسطينية التي تُعتبر قضية العرب والمسلمين الأولى.
الكثير من الدول العربية وقادتها خذلوا غزة من خلال تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني أَو من خلال اتِّخاذ مواقف متخاذلة في المحافل الدولية، هذه الخيانات ليست سوى امتداد لنهج خيانة الأوطان نفسها، فإن كان هؤلاء قد خانوا غزة، فَــإنَّهم لا شك سيخونون أوطانهم يوماً ما.
العراق وسوريا شهدتا أَيْـضاً حالات من الخيانة، سواء من خلال دعم القوى الخارجية أَو من خلال الانحياز إلى أجندات لا تخدم مصالح الأُمَّــة، هؤلاء الخونة لم يخونوا فقط أوطانهم، بل خانوا أَيْـضاً غزة والقضية الفلسطينية.
إن الخيانة لا يمكن أن تدوم؛ فالشعوب الواعية والحرّة سوف تنتفض في وجه الخونة مهما طال الزمن، أن الأحرار في الأُمَّــة لن يسمحوا للخيانة أن تتفشى دون عقاب، وأن تحرير غزة وبقية الأراضي المحتلّة هو جزء لا يتجزأ من تحرير الأُمَّــة بأكملها من قيود الخيانة والعمالة.
اليوم، ونحن نشهد هذا الكم الهائل من الخيانات، يبقى الأمل في الأحرار والمخلصين في الأُمَّــة؛ فكما أن هناك خونة، هناك أَيْـضاً مقاومون وأبطال يعملون ليل نهار؛ مِن أجلِ تحقيق النصر والكرامة للأُمَّـة، سيأتي اليوم الذي تسقط فيه الخيانة ويعود الحق إلى أصحابه، وحينها ستتحرّر غزة وستتحرّر الأوطان بأيدي الأحرار.