هل وصل العقلُ العربيُّ إلى مرحلة النضج؟
شائق زرعان
وهل يستفيد من المتغيرات التي تحصل في المنطقة بشكل خاص وفي العالم بشكل عام؟
مع دخول الصين على خط السياسة ولعب دور الوسيط لحل المشاكل التي صنعتها أمريكا ودول الاستعمار الأُورُوبي والحرص على تعميقها سواء بين دول المنطقة مثل: الخلاف الإيراني السعوديّ الذي سعى الأمريكي إلى تعميقه واستدامته وتم التوصل إلى اتّفاق بين البلدين بوساطة صينية وقد أبدى الأمريكي عضبه واستياءه من ذلك الاتّفاق، أَو على المستوى الداخلي لبعض القضايا مثل: الخلاف بين الفصائل الفلسطينية ومنعهم من التوصل إلى اتّفاق وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كافة أبناء الشعب الفلسطيني وفي اليومين الماضيين تم التوصل إلى اتّفاق بين الفصائل الفلسطينية برعاية صينية.
أما ما يحصل على مستوى العالم فنحن نشاهد ولادة نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب بقيادة روسيا والصين واحتضار نظام سياسة القطب الواحد بقيادة أمريكا.
أما ما حدث ويحدث في الشرق الأوسط فما قبل السابع من أُكتوبر ليس كما بعده فما شاهدناه في السابع من أُكتوبر من ضعف وفشل في المؤسّستين الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني أثبت فشل وهشاشة هذا الكيان وقد رأينا قادة الدول الغربية يسارعون إلى نجدة هذا الكيان اللقيط وتقديم شحنات الأسلحة وإرسال سفنهم وفرقاطاتهم الحربية وحاملات الطائرات إلى البحر الأبيض والبحر الأحمر.
وفي المقابل تم إعلان وحدة الساحات وتشكيل غرفة عمليات مشتركة لمحور المقاومة، حَيثُ كان ينتظر الإسرائيلي والأمريكي ما لم يكن لهم في حسبان فما أظهره محور المقاومة من قدرات عسكرية حتى الآن تفوق عدة أضعاف ما كانوا يتوقعونه؛ فهم لم يفكروا مُجَـرّد تفكير أن اليمن في أحد الأيّام سيوقف الملاحة الإسرائيلية في البحر الأحمر وأنه سيعطل ميناء أم الرشراش وأنه سيقصف مدينة يافا (تل أبيب).
تمر المنطقة بمفترق طرق وعلى العرب أن يحدّدوا اتّجاههم: إما أن يحافظوا على مصالحهم ومصالح شعوبهم أَو أن يستمروا في غيهم والارتماء في الحضن الأمريكي وتعريض شعوبهم ومصالحها للخطر؛ نزولاً عند رغبة الأمريكي وهو الذي فشل في حماية الكيان الصهيوني وحتى لو نجح في حماية الكيان؛ فهو غير مستعد أن يرسلَ حتى جنديًّا واحدًا للدفاع عن أية دولة عربية.