اليمن ينتصر ويافا تُشغل مساحة الكونغرس لدى العدو
منتصر الجلي
منذ 17 من يوليو الجاري وكيان العدوّ يعيش أزمة وجود، يوم أسود في تاريخ الوجود الإسرائيلي، حَيثُ وصلت الطائرة اليمنية يافا إلى عمقه الاستراتيجي ومقر مركزه السياسي.
شهد التصعيد الإسرائيلي المجرم خلال الأسابيع الأخيرة من عدوانه الإجرامي على قطاع غزة، مجازر وحشية فظيعة، أمام صمت عربي ومساندة أمريكية واضحة.
في المقابل صعدت جبهات الإسناد من موقفها الدفاعي عن شعب غزة، والمقاومة الفلسطينية ككل، ومن ذلك جبهة اليمن الاستراتيجية، التي ما فتأت أن تقدم كُـلّ عوامل الإسناد والدعم لوقف العدوان المُجرم، فكانت المرحلة الخامسة تدشين مهم وبارز لفت أنظار العالم، حدث استراتيجي يافا المُسَّيرة التي أطلقتها القوات المسلحة اليمنية باتّجاه يافا المحتلّة المسماة تل أبيب، التي وصلت إلى عقر العدوّ وضرب أحد المباني المهمة التي تبعد عن القنصلية الأمريكية قل من 10 أمتار.
في رسالة يمكن قراءتها من نوحٍ عده أبرزها ” نحن أقرب إلى العدوّ من حبل الوريد” حاول كيان العدوّ الهروب من جبهة اليمن المساندة لغزة والتقليل من آثار هذه الجبهة الاستراتيجية التي اعترف الأمريكي بخطورتها قبل كيان الاحتلال نفسه، هذه الخطوة، والمرحلة المهمة لصنعاء جعلت الثعلب يخرج من جحره مولولاً أمام الكونغرس الأمريكي عشية إلقاء مجرم العدوّ النتن ياهو خطابه هناك، فكانت المُسيَّرة اليمنية أبرز ما شكى منه للإدارة الأمريكية، مع حرارة التصفيق الذي كان يتلقاه من جمهور الإجرام، تصفيق الأيدي على أشلاء ودماء أهل غزة، وذُل الهوان الاستراتيجي المفرط عن أنظمة التطبيع العربية إهانات عميقة وعبارات أطلقها مُجرم العدوّ ارتفع خلالها اسم اليمن عاليًا أمام أحرار العالم، وأُهِينت أنظمة وقيادات العرب.
العملية النوعية اليمنية مثَّلت ضربة استراتيجية للعدو من العيار الثقيل داخليا وخارجيا، ووضعت ألف استفهام وأجابت عن ألف آخر من التساؤلات التي يجدها حلفاء العدوّ في المنطقة، والتي تؤكّـد للمقاومة حقيقة العدوّ وعجزه الرهيب.
مُسيِّرة يافا قطعت ما يزيد عن 2000 كم٢ متجاوزة غلاف التطبيع العربي وأنظمة الكيان العبري، تصل بأمان إلى هدفها المحدّد، دون أي اعتراض أَو مكروه.
حاول الكيان المجرم من خلال ردة فعل غبية وصفها مراقبون أنها سلاح العجز الواضح للعدو، في استهداف المنشآت اليمنية بالحديدة، حين قصف خزانات النفط والكهرباء بميناء الحديدة، في مسرحية أضحكت حلفائه قبل أعدائه، يخرج بعدها مستعرضا عضلات “باباي” الكرتونية التي أفشلتها القوات اليمنية متوعدة بالرد العنيف والمزلزل، وإعلان حيفاء منطقة غير آمنة.
من جانب آخر كان من تداعيات ضربة يافا المحتلّة، هي الأوساط الداخلية لدى الكيان، وأنظار المستوطنين تتجه نحو حكومة المجرم النتن ياهو، ويافا المحتلّة غير مستقرة لا أمان لهم، لتصبح موجة من السخط الإسرائيلي على قيادات الكيان في فشله أيَّما فشل في حماية أسوار الاحتلال.
يخرج المارد اليمني ليغير معادلة الاشتباك وتصل اليدُ اليمنية المباركة إلى قلب العدوّ ومقر مخطّطه الوهمي في الشرق الأوسط والمنطقة؛ لا أمان للصهاينة في فلسطين المحتلّة، والضربات اليمنية مُستمرّة، ويافا ستُكرّر زيارتها لتل أبيب بلا أدنى شك، أمام ذلك لا توجد أية قوة دفاعية للعدو الإسرائيلي للتصدي ومواجهة المُسيَّرات اليمنية.
مع الزخم العسكري يترافق ويتنامى الزخم الشعبي اليمني الحُر في الساحات والمسيرات والفعاليات المختلفة، وتصبح المواجهة مع كيان العدوّ يمنية خالصة، بعيدًا عن لغة المفاوضات أَو التهدئة، ناهيك عن أن قواتنا المسلحة وشعبنا الذي فوض القيادة، لن يتردّد في توجيه ضربة قاصمة لكيان العدوّ خُصُوصاً والغطرسة الأمريكية تزيد كشفا لوجهها القبيح أمام العالم مع مجرم الحرب الصهيوني، الذي بدأ خلال جلسة الكونغرس متخطيا كُـلّ تلك القيود الدولية التي زعمت العفو الدولية والجنائية الدولية فرضها على مجرمي العدوّ الصهيوني، وكأنها مسرحية تمارسها الإدارة الأمريكية أمام الشعوب وعالمنا العربي خَاصَّة، هذا الإجرام الأمريكي الإسرائيلي في ظل عشرات الجرائم المُستمرّة في قطاع غزة، تنبئ بما لا شك فيه تصاعد الوضع في المنطقة إلى نقطة الصفر الحرجة، التي يعد لها محور المقاومة العديد من المفاجآت أمثال يافا وغيرها على مستوى جبهات الإسناد، كُـلّ ذلك مشروط بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة دون ذلك “حرب حرب نحن لها” هكذا لسان حال أبطال فلسطين ومحور المقاومة اليوم.