اضرِبِ القويَّ يَهَبْك الضعيف
بتول عبدالله الحوثي
اليمنُ تُستهدَفُ منذ عشر سنوات ولم يتوقفْ هذا الاستهداف بل تنوع ما بين خدعة الحرب وزيف السلام واحتيال الهُدَن من مواقع القتال إلى مواقع الاتصال ومن غزوٍ بري إلى فكري، مُرورًا بالاستعباد وانتهاء بالاقتصاد.
والمعتدي ضعيفٌ هزيلٌ بضعف مزاعمه؛ إذ لا قضية يدافع عنها ولا شرعية يستند عليها ولا موقف صدق ينتصرُ له ولا منطق حَقٍّ يخاطبُ به، وإنما هو عميلٌ مدفوعُ ينفذ أوامرَ وَلِيِّه الأمريكي والإسرائيلي.
وفي الآونة الأخيرة تحَرّك بفاعلية أكثر وأوراق ضغط أكبر مستجيبًا لمن يهاب ضربتَه ويخشى سطوتَه ولا يأمن عقابَه؛ فهو يراه ربَّه الأعلى يدافع عنه ويدفع له مقابلَ رضاه ويرى أن قوته فوق أن يرفُضَ تعاليمَه.
ولكن اليمن أعرض عنه مُتَّجِهًا إلى أسياده أئمة الكفر موجِّهًا لهم صفعاتٍ قويةً تعرِّفُهم قيمتَهم وتنزلُهم منزلَهم وتضعُهم حَيثُ وضعهم اللهُ في موضع الضعة؛ ليدرك السعوديُّ أنهم أوهنُ من بيت العنكبوت.
الأهدافُ الإسرائيلية باتت تحتَ نيران القوة الصاروخية والسفن الأمريكية العسكرية منها والتجارية صيدٌ ثمينٌ للبحرية اليمنية، والبريطاني بكل هيلمانته لم يُغْنِ عنه ماله وما كسب.
جلاكسي ليدر تحت السيطرة وآيزنهاور غادرت وMQ9 بوَّرت، وصُحِّحت المفاهيم؛ فإيلات بالعبرية صارت ويلات وأم الرشراش بالعربية صارت أبو الرشراش وإخوته وقبيلته، والمستوطنات حقيقتها مغتصَبات ولا عاصمة لكيان غاصب وتل أبيب لم تعد آمنة ويافا لم تعد منطقة تضُمُّ الاحتلالَ بل مُسيَّرة تهشِّمُ الاحتلال.
ومع وَقْعِ الخبر وعندما أرجع البصر رأوا آلهتهم أصبحت جُذاذًا، وعرفوا أن مَن كادهم هو بقية آل إبراهيم، ورأوهم لا ينطقون “فَرَجَعُوا إلى أنفسهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الظَّالِـمُونَ”.
وبهذا يكونُ السيدُ القائدُ قد اشترى لهم الذكاءَ الذي تمنَّاه لهم؛ فعادوا إلى رُشدِهم قليلًا وتراجعوا عن قراراتِهم التصعيدية، وباتوا يخشون أن تُصِيبَهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَو تَحُلَّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ.