حلمٌ سيتحقّق.. انتظرناه طويلًا!
نايف حيدان*
مما لا شك فيه أن طموحاتِ وأحلامَ الشعب اليمني في التغيير للأفضل قد أُصيبت بخيبةِ الأمل بعد محاولات عديدة وتضحيات جسيمة لتأتي النتائجُ عكسيةً ولا تتحقّق هذه الأحلام والطموحات بالتغيير.. فعلى سبيل المثال خرج الشعب اليمني عن بكرة أبيه في ١١ فبراير بثورة عارمة وعنيفة لأجل تحقيق حلم التغيير للأفضل ولكنه صدم بمشروع صغير استحوذ على هذا الحلم ووظف الثورة لمشروعه الخاص والصغير والبعيد عن طموحات وأحلام اليمنيين.
فتواصل العنفوان والحراك الثوري ليتوج بثورة ٢١ سبتمبر كآخر حلم ومحاولة لتحقيق ما يصبوا إليه الشعب اليمني من العيش بكرامة وعزة ومواطنة متساوية تسودها العدالة والأمن والحرية، ورغم اصطدام هذا الحلم بمؤامرة كبيرة وخطيرة جاءت مشتركة من الداخل ومن خارج الحدود إلا أن الحلم ما يزال قائمًا وطموحات الشعب اليمني نراها اليوم تقترب لتحقّق حتى وإن أخذت جانباً بطيئاً فلظروف المرحلة حكمها وقوة المؤامرة واتساعها من الداخل والخارج، وحتى من الصف المحسوب (وطني) له جانب كبير ومهم في تأخير وعرقلة تحقيق هذا الحلم، إضافة إلى جانب مهم أجل تنفيذ هذا المشروع الوطني وَالثوري إلى اليوم وهو إعطاء الأولوية أَو التفرغ لمواجهة خطر الغزو والاحتلال والتصدي له بكل قوة وبكل الوسائل.
ورغم استمرار المؤامرة بطرق مختلفة وبأساليب متعددة إلا أن الإرادَة الثورية والشعبيّة أقوى من كُـلّ هذه المؤامرات وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.
وما عبر عنه قائد الثورة وأعلنه للملأ في خطابه بذكرى المولد النبوي حول هذه التغييرات تعتبر الخطوة الأولى نحو تحقيق هذا الحلم الشعبي.. وَأَيْـضاً تجديد قائد الثورة للحديث عن التغيير الجذري والتصحيح في مؤسّسات الدولة وتحديداً الجانب القضائي كأولوية مهمة دليل واضح على أن الجدية والإرادَة لدى القيادة الثورية والسياسية متوفرة وأن التغيير قادم لا محالة وإنما فقط مسألة وقت لا غير.
وهنا لا بُـدَّ من التنويه أن هذا التغيير لا يخيف ولا يقلق غير الغارقين والمبحرين في مجاري الفساد ومن لا هَمَّ لهم غير مصالحهم الشخصية البعيدة عن الهم الشعبي والوطني.
فالتغيير القادم سيجلب الخير لليمن ككل وستعم الفرحة والسعادة كُـلّ محافظات الجمهورية اليمنية وسيخرج الشعب فرحًا ومؤيدًا بتحقيق هذا الحلم الذي انتظره كَثيراً وقدم التضحيات الجسام لأجله.
فمحاربة الفساد والتغلب عليه واختيار الشخصيات الوطنية النزيهة الكفؤة لتحمل المسؤولية يعد انتصاراً كبيراً لا يقل أهميّة عن الانتصارات التي سطرها ويسطرها رجال الرجال في مختلف الجبهات العسكرية.
وهنا أَيْـضاً نطمئن كُـلّ موظفي ومسؤولي الدولة أن كُـلّ كفاءة وكلّ يد نظيفة وشريفة لن تتأذى أَو تتضرر من هذا التغيير وبنفس الوقت ستشعر هي بقيمته وفائدة للموظف وللمواطن وللوطن بشكل عام.
* عضو مجلس الشورى