ما قبلَ الردِّ اليمني
القاضي/ علي يحيى عبدالمغني*
بعد العدوان الصهيوني على ميناء الحديدة، وتأكيد القيادة اليمنية أن الرد على هذا الاعتداء قادم لا محالة، وهو ما أكّـدته أجهزة المخابرات الإقليمية والدولية والتي أشَارَت إلى أن الجيش اليمني يعد لضربة كبيرة وموجعة في قلب الكيان الصهيوني؛ ما دعا واشنطن وبعض العواصم العربية والغربية إلى التحَرّك لإقناع القيادة في صنعاء بعدم الرد حتى لا يتوسع الصراع في المنطقة.
بقيت حكومة الاحتلال وجيشُه ومستوطنوه يتكهنون طبيعة الرد اليمني، والأهداف التي ستقصفها القوات اليمنية، ومتى ذلك وفي أية منطقة، ومن أين سيأتي الرد اليمني هل من الشمال أم الجنوب؛ ما دفع المستوطنين إلى رفع أصواتهم في وجه المجرم نتنياهو وحكومته المتطرفة، وجعلهم يعيشون حالة من الرعب والخوف من الانتقام اليمني، وينتظرون صفارات الإنذار.
لا شك أن جيش الاحتلال الصهيوني قد فشل في القضاء على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتكبد خسائر فادحة في الأرواح والعتاد أدخله ذلك في أزمة مع الحريديم، وَيتعرض للاستنزاف اليومي على الحدود اللبنانية، واقتصاده بات على حافة الهاوية نتيجة الحصار المفروض عليه منذ تسعة أشهر من قبل القوات اليمنية، وأنه مقدم على الانتحار والهزيمة الحتمية حالَ استمراره في المعركة.
إنَّ كافة الخيارات مطروحة أمام محور الجهاد والمقاومة، وأنه مستعدٌّ لأسوأ الاحتمالات، وكافة السناريوهات، ولا يستعبد أيًّا من الخيارات التي قد يقدم عليها المجرم نتنياهو للنجاة بنفسه من الحبس والمحاكمة التي تنتظره، ولو ذهب كيانه الغاصب إلى الجحيم وهو ذاهب إلى ذلك عما قريب.
كما أن الردَّ اليمني قادمٌ لا مَحَالةَ، وقادة الاحتلال يدركون أن تهديدات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- جادة وصادقة، ولا يمكن أن تُطلَقُ في الهواء أَو تذهبُ سُدى، وقد خَبِروه طيلة العشر السنوات الماضية.
* أمين عام مجلس الشورى