المرحلة الخامسة.. تحوُّلٌ جديدٌ في المواجهة بين اليمن والعدوّ الإسرائيلي
عبدالحكيم عامر
أثبتت المعركةُ المُستمرّة في قطاع غزة على مدى تسعة أشهر فشلَ العدوّ الإسرائيلي في التصدي لضربات كتائب المقاومة، بالإضافة إلى فشل منظوماته الدفاعية في مواجهة العمليات العسكرية لجبهات المقاومة المساندة لغزة.
فهناك عدةُ تساؤلاتٍ حول المرحلة الخامسة من التصعيد بين الجيش اليمني والعدوّ الإسرائيلي.
– بعد هجوم الجيش اليمني على مستوطنة يافا المسماة “تل أبيب” باستخدام طائرة “يافا” الأسبوع الماضي، ما الذي يخططُه الجيشُ اليمني في المرحلة المقبلة؟ وما هي الخياراتُ المتاحة أمام “إسرائيل” للرد على هذه الهجمات دون التدخل المباشر في اليمن؟
– قد أعلن الجيش اليمني أن الصراعَ دخل مرحلته الخامسة بعد الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة، فما هي طبيعة هذه المرحلة الجديدة؟ وكيف ستكون المرحلتان السادسةَ والسابعة المقبلتان؟
حيث أكّـد القائد السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي أن استهدافَ “يافا” المحتلّة يمثّل بداية المرحلة الخامسة من التصعيد، معادلة جديدة ستستمرُّ وتتثبَّتُ بإذن الله وتأييده.
مع كُـلّ مرحلة يمنية، يتوسَّعُ النطاقُ العملياتي العسكري، بما في ذلك إدخَال أسلحة جديدة إلى المواجهة.
المرحلة الخامسة، التي شهدت عملية “يافا”، تشملُ توسيعَ العمليات العسكرية ضد العدوّ الأميركي والصهيوني في المحيط الهندي والبحر المتوسط؛ ما يعني أن كامل مساحة فلسطين المحتلّة أصبحت ضمن نطاق العمل اليمني الأحدث.
ومع دخول اليمن المرحلة الخامسة من التصعيد، ارتفع منسوبُ العمليات، ووصل إلى قلب العدوّ في عاصمته المؤقتة “تل أبيب”، ليشكِّلَ هذا الحدثُ انزعَـاجاً كَبيراً، ومخاوف للصهاينة؛ الأمر الذي دفعهم للدخول بشكل مباشر في العدوان على اليمن واستهداف خزانات الوقود في ميناء الحديدة غربي اليمن.
وصول المسيرة اليمنية إلى مركز الثقل لكيان الاحتلال يعد ضربةً كبيرة ومؤثرة عسكريًّا وسياسيًّا واقتصاديًّا ومعنوياً على الاحتلال الإسرائيلي، ما يزالُ الوسط الصهيوني في حالة هلع وخوف كبير من هول الفاجعة.
عمليةٌ تُثْبِتُ التفوُّقَ اليمنيَّ المُستمرَّ في الجانب العسكري، وقدرتِه على الإنتاج والتصنيع، والتخطيط، والابتكار، وتحقيق الأهداف رغم الإمْكَانات الصعبة التي يمُرُّ بها اليمن، والظروف الاقتصادية المعقدة نتيجةَ العدوان السعوديّ الإماراتي الذي استمر على البلاد لمدة 10 سنوات.
وفي الأخير، فإنَّ سيناريو المرحلة الخامسة من التصعيد اليمني يعكس خطةً استراتيجيةً تهدفُ إلى إعادةِ صياغة معادلات الردع لصالح الجبهة الفلسطينية وحلفائها ضد الجبهة الأمريكية الإسرائيلية وأدواتها بالوكالة، وذلك من خلال تعزيز القدرات العسكرية وتعزيز موقف اليمن ومواصلة عمليات التصعيد وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني.
هذه الاستراتيجية تضيفُ أبعادًا جديدة للصراع، مع التركيز على الضغط المتزايد على العدوّ الإسرائيلي من جوانب متعددة، عسكرية، اقتصادية وإدارية.