تقرير عبري: الدولُ العربية والقواتُ الأمريكية في الخليج تضاعفُ نشاطَ الجسر البري لتجاوز الحصار اليمني على “إسرائيل”
المسيرة | خاص:
كشف موقعُ “والا” العبري، الثلاثاء، أن القوات المسلحة اليمنية استهدفت في مايو الماضي مقر الشركة التي تدير جسر البضائع البري من الإمارات إلى كيان العدوّ، مُشيراً إلى أن اليمن أجبر الاحتلال على اللجوء إلى طريق شحن قديم في الجزيرة العربية، كما كشف أن الأنظمة العربية العميلة والجيش الأمريكي يقومون بمضاعفة نشاط النقل على هذا الجسر من وإلى ميناء حيفا المحتلّ.
ونشر الموقع العبري تقريرًا جاء فيه أنه “بعد ستة أشهر من تشغيل خط الشاحنات (تراك نت) من ميناء جبل علي في الإمارات، عبرَ المملكة العربية السعوديّة والأردن إلى “إسرائيل”، انضمت شاحنات محملة بمستحضرات التجميل إلى خط تدفق مواد البناء من الخليج”.
وأشَارَ إلى أنه “في القرن السادس عشر وبعد أكثر من 1500 سنة، توقفت قوافل الجمال على طريق العطور القديم من شبه الجزيرة العربية إلى ميناء غزة، حاملة المر واللبان، بعد أن بدأت سفن الشحن تعمل من أُورُوبا إلى الهند، عبر رأس الرجاء الصالح، والآن عادت؛ بسَببِ الحوثيين، حَيثُ أصبحت العطور القادمة من ميناء جبل علي الإماراتي جزءًا من البضائع التي نقلت في الأسابيع الأخيرة على خط الشاحنات الذي تديره شركة (تراك نت) من الخليج إلى “إسرائيل”، وهو الجسر البري الذي وعد السياسيون بأن شركة خَاصَّة ستعمل عليه”.
وَأَضَـافَ أن “شحنات العطور من مواقع الإنتاج في الصين وصلت في حاويات إلى ميناء جبل علي في الإمارات، وتم تفريغها من هناك إلى شاحنات؛ لأَنَّ شركات الشحن لا تسمح باستخدام حاوياتها على خط الشاحنات إلى “إسرائيل”؛ خوفًا من المنافسة، ثم تم نقلها إلى ميناء حيفا، وجرى إعادة تحميلها على السفن نحو قبرص، والعميل هو الشركات المعفاة من الرسوم الجمركية التي اشترت العطور في منطقة التجارة الحرة بجبل علي”.
وأشَارَ التقرير إلى أنه “بعد ستة أشهر من تشغيل الجسر البري، تمر عشرات الشاحنات عبره كُـلّ شهر، محملة ببضائع بقيمة عشرات الملايين من الدولارات، من شركات تفضل عدم إرسال البضائع على خطوط ملاحية تضطر للإبحار على طريق يتجاوز البحر الأحمر عبر إفريقيا؛ لأَنَّ ذلك يطيل زمن الإبحار بأكثر من 3 أسابيع ويزيد من التكاليف”.
وكشف التقرير أنه بعد إغلاق البحر الأحمر أمام السفن المتجهة إلى كيان العدوّ الصهيوني، قامت القوات المسلحة اليمنية في مايو الماضي بإطلاق طائرة بدون طيار متفجرة على مكاتب الشركة التي تدير الجسر البري في أم الرشراش (إيلات).
ونقل التقرير عن الرئيس التنفيذي لشركة (تراك نت) التي تدير الجسر البري، حانان فريدمان، أنه تلقى رسالة حول هذا الهجوم.
وَأَضَـافَ فريدمان أن الشركة بدأت بالتعاون مع الجيش الأمريكي في الخليج في يونيو الماضي، وضاعفت نشاطها، مُشيراً إلى أن هناك حاجةً إلى قطار على هذا الخط.
وذكر التقرير أن من بين البضائع التي تم عبر الجسر البري إلى كيان العدوّ الصهيوني “الأجهزة الكهربائية، مثل شاشات التلفزيون التي أرسلت إلى “إسرائيل” قبل الألعاب الأولمبية، بالإضافة إلى وأكياس تغليف المواد الغذائية للشركات في “إسرائيل”، وشحنات المنسوجات من الهند إلى أُورُوبا”.
وَأَضَـافَ أن الشركة ستبدأ قريبًا “في نقل خزانات الهيليوم الفارغة من أُورُوبا والولايات المتحدة إلى شركة في قطر، عبر ميناء حيفا: يتم نقل الخزانات مع القليل من الغاز المتبقي ويجب ألا تجف؛ لأَنَّه إذَا تم نقلها بواسطة السفن حول أنحاء إفريقيا، فَــإنَّ معدل التبخر سوف يستنفدها؛ الأمر الذي سيتطلب تجديدًا مكلفًا قبل الاستخدام التالي”.
وأوضح التقرير أنه “يتم فصل البضائع المتجهة إلى الأردن في مصر ونقلها بالشاحنات عبر “إسرائيل”، وبالإضافة إلى ذلك، بدأ السوق الإسرائيلي في شراء منتجات البناء في الإمارات بدلًا من تركيا، وزيادة التجارة مع دول الخليج، وإيجاد بديلٍ للبضائع التركية”.
وتكشفُ هذه المعلوماتُ بشكل واضح حجمَ المشاركة الفاضحة والمباشرة للأنظمة العربية العميلة في دعم الكيان الصهيوني اقتصاديًّا لمساعدته على مواصلة الإبادة الجماعية في غزة، في الوقت الذي تبذل القوات المسلحة اليمنية جهودا كبيرة لمحاصرته والضغط عليه لوقف قتل الفلسطينيين.
ومع ذلك، فَــإنَّ الجسرَ البري الذي يسعى الإعلام الصهيوني للترويج له كإنجاز، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يعوّض الطريق البحري المغلق في البحر الأحمر؛ لأَنَّ النقل البري يتطلب الكثير من التكاليف ولا يستطيعُ استيعابَ كميات وأنواع البضائع التي تنقُلُها السفن.