الأهميّة الاستراتيجية لتطوير مجال الأعشاب الطبية وتكاثرها
محمد حبيب الرميمة
من المعلوم أن اليمن تمتاز بعدد من العوامل الطبيعية، منها خصوبة التربة والتنوع المناخي، وهذه العوامل تنعكس على التنوع الزراعي والنباتات بشكل عام بمختلف أنواعها، ومن ثم فَــإنَّ الأعشاب والنباتات الطبية تكون بلادنا مكاناً خصباً لها سواء من حَيثُ تكاثرها أَو من حَيثُ تواجدها بحسب المنطقة التي تنمو فيها بما تحتاجه من مناخ وبيئة مناسبة.
وتشير بعض الأبحاث، أن اليمن تمتلكُ حوالي ثلاثة آلاف نوع من النباتات البرية والأعشاب الطبية المسجلة منها 40 % لا توجد في أية بقعة من العالم، سواءً؛ التي تدخل في صناعة الأدوية كمواد أولية أَو النباتات والأعشاب التي تستخدم في مجال الطب البديل ولا تزال تحظى بشهرة واسعة خُصُوصاً في الأرياف اليمنية، إلا أنه للأسف الشديد ونظراً للتهميش المتعمد والسياسات الخاطئة التي كان يمارسها النظام السابق والتدمير الممنهج للزراعة بمخطّطات سياسية لدول النفوذ، وهو ما تكشف من خلال اعترافات شبكات التجسس، فَــإنَّ ذلك انعكس على عدم النهوض والاهتمام بالجانب الزراعي بشكل عام والنباتات الطبية والعطرية بشكل خاص، فأصبحت بلادنا تستورد حتى بعض النباتات والأعشاب الطبية والعطرية من الخارج دون أن يكون هناك أي اهتمام بوضع الخطط للنهوض بمجال زراعة الأعشاب الطبية والعطرية والاستفادة منها سواءً كمواد أولية للمستحضرات الطبية والتجميلية أَو في مجال الطب البديل بما يلبي حاجة السوق المحلية وخفض فاتورة الاستيراد للنباتات الطبية والعطرية والأدوية الخارجية التي تدخل في مجال الطب البديل.
ومع التوجّـه الحالي للقيادة السياسية والثورية بالنهوض بالمجال الزراعي والاقتصادي فمن الأهميّة التركيز على الأعشاب والنباتات التي تدخل في صناعة المستحضرات الطبية والعطرية والتجميلية من خلال إيجاد الخطط والدراسات والأبحاث حول أماكن تواجدها وكيفية تكاثرها والحفاظ عليها بما يسهم ويساعد في تطوير جانب التصنيع الدوائي والطب البديل.