الجهادُ الحقيقي
شيماء الجعــدي
نهجوا نهج القرآن، تولوا أعلام الهدى والنور، فكان مشوارهم جهادًا لإنقاذ أمتهم من المستنقع العميق، ومن بني صهيون وعملائهم، ضحوا بأرواحهم وأنفسهم وأموالهم وأبنائهم فداءً لشعوبهم والأمّة والمقدّسات الإسلاميّة، ساروا على خُطى أهل الجنة وقادتهم من آل البيت الكرام، كانوا عونًا للمظلومين، ورعبًا للأعداء، فقد تحملوا وواجهوا وصبروا وثبتوا حتى آتاهم الله من نصره، ورزقهم ما تمنّوا من الحظ العظيم (الشهادةُ في سبيل الله).
قادتنا العظماء نالوا شهادة يفتخرون بها، فلن يموتوا أبدًا بل هم أحياء عند ربهم يرزقون، أحياءٌ في قلوب شعوبهم وأمتهم، أحياء في ميادين القتال؛ فهم قدوتنا في كُـلّ شيء، هم من بذلوا الغالي والنفيس في سبيل الله.
الشهيد القائد إسماعيل هنية، وغيره من الشهداء العظماء سطروا بطولاتٍ خالدة في التاريخ، تركوا بصمات قائمة للأجيال الذين سيأتون ليكونوا قادةَ المستقبل، والرهبة لأعدائهم.
العدوّ الإسرائيلي يعرف حق المعرفة بأن هذا القائد يشكل خطرًا عليه، فلم يبق لهم أي شيء إلا قتل أولياء الله؛ ظانين بذلك بأن الحركة الجهادية ستتوقف فحاشا لله، بل سيأتي مَـا هو أعظم وأشد من قبل، دول المحور لن تسكت على هذه الجريمة، بل ستدفعون الثمن، والثمن غالٍ جدًّا.
ومن ضمن العظماء قائد مسيرتنا القرآنية ظنوا بقتله بأنهم سيهدمون مشروعه القرآني، ولكنه أقوى، وقائده أعظم، هذا ما يفعله الأعداء في كُـلّ زمان ومكان هو استهداف الشخصيات العظيمة في الأُمَّــة، من قبل لم يحقّقوا أمانيهم بل خسروا، ومن بعد أَيْـضاً ستكون الخسارة فادحة؛ فاتّحاد المحور سينهي الأعداء ومن تحالف منهم، فنهاية الأعداء قاسيّة، أما عملائهم من العرب سيندمون، وسيعضون الأنامل من الندم والحسرة بعد فوات الأوان، وهكذا مصيرهم كمصير أوليائهم الشياطين، وما النصر إلا لقوم مؤمنين يحبون الله ورسوله ويحبهم الله ورسوله، فسلام الله عليكم أيها الشهداء، عهدًا على خطاكم سائرون ولأعدائكم قاتلون، والعواقب وخيمة في الدنيا، والآخرة أشدُّ وأنكى: (فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا).