الإمامُ زيد.. الخالدُ فينا!
فاطمة محمد المهدي
التاريخُ يعيدُ نفسه، وسيبقى يعيد نفسه من حَيثُ المضمون وإن اختلفت الصورة، إلى أن يستوعب الناس الدرس ويقوموا بالدور الذي خُلقوا؛ مِن أجلِه، ويعوا العبرةَ مما حدث {لقد كان في قصصهم عبرة}.
بالأمس أُمَّـة ترزح تحت حكم طاغوت يهودي وأموي بغيض، أُمَّـة خنعت وذلت واستسلمت لواقعها وشهواتها وضعفها، دون أن ينبهها أحد أَو يجرؤ أحد على أن يصرخ في وجه طاغوتها.. حتى أخذت تجأر لله بالدعاء أن يبعث من يخلصها من هذا الظلم وهذا الطاغوت وستقاتل ضده.
فبعث الله رِبِّيًّا مجاهدًا شجاعًا من شجرة النبوة والجهاد في سبيل الله.. بعث لهم إماما اسمه زيد بن علي، دعا واستنهض الأُمَّــة وجهر بصوته ضد الطاغوت الأموي.
وخرج مجاهدا في سبيل الله مردّدا شعار (من أحب الحياة عاش ذليلاً).
وخرج معه من تلك الأُمَّــة الممتدة من أقصى الأرض إلى أقصاها قلة قليلة من المؤمنين الصادقين.
ومضى في جهاده ومعركته في سبيل الله، على الدرب الذي خطه الله عبر التاريخ لأنبياء ورسل وأولياء، كيحيى وطالوت عليهما السلام، وكجده محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وكالحمزة وجعفر عليهما السلام، وكالإمام علي، وكالحسين ومن معه من آل البيت عليهم السلام.
واليوم تعود علينا ذكرى استشهاده عليه ومن معه السلام، تعود كُـلّ عام، في أُمَّـة لا تختلف عن أُمَّـة الأمس ولا واقعها عن واقع الأمس إلا في الأسماء والصور والأماكن.
تعود والأمة رهينة طاغوت أعظم وأكبر، ورهينة ذل وخنوع واستسلام وهوان وشهوات.
أمة حتى الأمس القريب -بضع سنوات خلت- كانت تجأر بالدعاء إلى الله أن يخلصها من هذا الطاغوت الصهيوأمريكي وينصرها عليه.. وكانت تهتف بدعوات الجهاد.
وبعث الله لها بدل الواحد قادة وَأولياء جددا من نفس الشجرة المحمدية الجهادية المباركة.
وقاتلوا وما يزالون حتى اللحظة -على قلتهم- يقاتلون ويقتلون ويستشهدون ومعهم آلاف الشهداء.
معركة لا تختلف عن معركة الإمام زيد بن علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- في جوهرها وإن اختلفت كمًا وعدداً وعتادًا وأسماء وصورًا وأماكنا.
معركة يخوضها اليمنيون الأنصار المجاهدون الصابرون بكل بسالة وصبر، على نهج الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- وبروحه الباسلة الباذلة، جنبا إلى جنب مع محور الشرفاء محور المقاومة، وجنبا إلى جنب مع المجاهدين الصابرين الصامدين الصادقين في غزة العزة وكل فلسطين.
وهي معركة من لم يشارك ويجاهد فيها من أبناء الأُمَّــة بمال أَو قتال أَو موقف، فقد خرج عن دائرة الإيمان والإسلام حتى، وختم الله على قلبه بختم (منافق) حتى يلقى الله.
وهذه حقيقة واضحة جلية في القرآن الكريم مهما تعاموا عنها أَو ضلوا في تفسيراتها.
لأنه امتحان وتمحيص للأُمَّـة فردًا فردًا..
وصدق الله عز وجل القائل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَـمَّا يَعْلَـمِ اللهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَـمَ الصَّابِرِينَ}
أما نحن فماضون في معركتنا وجهادنا كزيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-.
ولينا الله ورسوله وأولياؤه من آل البيت عليهم السلام حتى النصر وتحرير الأقصى الشريف من دنس اليهود..
اللهم بايعناك على هذا، اللهم اشهد.