للمزعجين من الوَحدة الإسلامية
محمد الموشكي
من المعيب، بل من المخزي، بل من المخالفة الشنيعة أن نكون ضد نعمة الله، نعمة الوحدة، نعمة الأُخوة الإيمانية، ونعمة الاعتصام بحبله.
وكذلك نعمة الرسول الجامع والمنهج وَالقرآن الواحد الذي قال عن الله: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ؛ إذ كُنْتُمْ أعداء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصبحتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
لا نكن كالذين غضب الله عليهم ولعنهم ومزَّقهم وفرقهم وأعد لهم عذباً عظيماً وهم اليهود الذي حذرنا أن نكون كما هم، حَيثُ قال تعالى: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولئك لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.
ولا نكن كما الذين جعلوا بأسَهم في ما بينهم شديداً وَقلوبهم شتى وهم كذلك اليهود الذي يدعمون اليوم بكل الوسائل الخبيثة الانقسام والتفرق والاحتدام الطائفي التكفيري المقيت، ليكون هذا الاحتدام هو أحد أهم الجدران الحامية لهم قال تعالى: (لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جميعاً إِلَّا فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَو مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جميعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ).
ولذلك واستناداً لأوامر الله وجب أن نتوحد شيعة كنا أم سنة فنحن كلنا مسلمون وعدونا هم فقط الصهاينة والمتصهينون ولا غير، ومن ينزعج من هذه الوحدة فقد خالف أوامر وتوجيهات الله تعالى.
وللمزعجين من الوحدة الإسلامية أقول:
حين ندعو لنبذ الطائفي.. أنتَ بحقٍّ ما الذي يزعجك؟!
هل أنتَ مع التفرق والفرقة والتعصب والإرهاب الطائفي المذهبي المقيت؟!
هل أنتَ مع بقاء العمليات الانتحارية في الأسواق وَالمساجد والمقرات الدينية الإسلامية في البلدان الإسلامية؟!
هل أنتَ مع بقاء عمليات الذبح المذهبية؟!
هل أنتَ مع بقاء التكفير لطائفة وللمذهب وللفكر الآخر!
وهل أنتَ مع الفتنة الذي تدعم الصراع الإسلامي الإسلامي الدائم والمستدام، والذي لا يخدم سوى أعداء الإسلام وتشويه الإسلام..
وهل أنتَ ضد نعمة الله وَقول الله تعالى حين قال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جميعاً وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إذ كُنْتُمْ أعداء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأصبحتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا}.
بحق إن كنت كذلك فأنت لست إلا صهيونياً مدسوساً فقط، أما الإسلام والمذاهب الإسلامية المتعايشة سوياً منذ مئات السنين فهي منك براءٌ براءة الذئب من دم يوسف.