الــيمـن على أثـر الإمــام الـهادي
إلــهام الأبيض
على خُطـى الإمـام الهـادي “-عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-” نتيقن أنَّ السلامَ الحقيقي هو في سلام يصنعُه رجالٌ ينتمونَ إلى هذه الأُمَّــة وإلى ثقافتِها وحضارتِها وإلى دينِها وإسلامها، وفي إسلامها كُـلّ السلام.
وفي مواجهةِ هذا الواقعِ السيئ نحتاجُ إلى أن نعودَ من جديد إلى مدرسةِ الأنبياء إلى مدرسةِ العُظماء والهداة من أهل بيتِ النُبوة إلى مدرسةِ أعلامِ الحق والحُرية، إلى مدرسةِ الإمامِ الهادي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- وإلى كُـلّ الأحرار والشُّرفاء والمُصلحين الذينَ أحيّوا في الأُمَّــة روحَ المسؤولية، علّمونا أن نقف مهما كان حجمُ الظروف أن نُقدم التضحيات مهما كانت؛ ألَّا نقبلَ نهائيًّا بالاستسلام والإذعان، أن نتصدى للشرِ والمُنكر والطغيان والظُلم والجوُّر والوقوفِ أمامَ الدولِ المستكبرة.
اليومَ قوى الطُّغيان مجتمعة في هذا الزمن قوى الطُغيان والشرِ والظُلم والجوُّر من داخلِ أمتنا من المحسوبين على المُسلمين تحتَ الرايةِ الأمريكية والإسرائيلية عبيدٌ وخدمٌ وعملاء ومرتزِقة ومنافقون يتحَرّكون مجتمعين لتدميرِ المنطقة واستعباد الشعوب وقهرها وإذلالها.
من خلالِ عودتنا لمدرسةِ أهل البيت عليهم السلام، نعودُ إلى الإمامِ الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- من لهُ حضوره البارز والفاعل في التاريخ الإسلامي، وفي تاريخِ اليمن على وجهِ الخصوص في كُـلّ المجالات، فهو واحد من عُظماء أهل بيتِ النبوة الكاملين الذينَ أبرزوا عظمة الإسلام ومشروعه الحضاري وقدموا الإسلام ديناً ودولة، لقد قدمَ الإمامُ الهادي (-عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-) الإسلام مشروع سمو وأخلاق، مشروع كرامة، مشروع عدالة وجسدَ مبادئه قولاً وعملاً وسلوكاً، وأرسى دعائم الحق والعدل والقسط في ربوعِ اليمن حتى قال -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- كلمته المشهورة: (والله لأن أطعتموني لفقدتم من رسول الله إلا شخصهُ إن شاء الله) ولقد كان كما قال
نحنُ اليوم في حاجة إلى هذه المبادئ والقيم القرآنية إلى هذهِ الروح وإلى هذهِ العزيمة والشموخ، إلى القيم العظيمة، إلى هذا الإيمان، والوعي لنتحَرّك به في مواجهة هذه التحديات والأخطار ومن أهم الأخطار لاشكَ الخطرُ الإسرائيلي والأمريكي وأدواتهم والأحداث التي يشهدها العالم العربي وما يحصل في أرض الزيتون فلسطين المحتلّة،
وعلى خُطى أهل البيت وعلى خُطى الإمام الهـادي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-، تمضي اليـمن ومن صنعاءَ إلى أبعدِ مدى، بعد أن أسقطَ الوصايةَ والأوصياءَ والوكلاء، وأسقطَ مشاريعَهم، وما بين عقدَين من الزمنِ تحوّلات وتحولات ما ازدادَ اليمانيونَ إلا يقيناً بعدالةِ القضيةِ وصوابيّةِ المشروع، مشروعٍ محاطٍ بالرعايةِ الإلهية، كُتبَ له الغلبةُ والظهورُ والانتصار رغم ما سجنوا وحاربوا رغم ما قتلوا وما دمّـروا، ولأنَّ المشروعَ القرآنيَّ مشروعُ بناء، وقوّةٍ وتحرّر ونهضةٍ ومواجهةٍ فَــإنَّ الملايينَ اليومَ يدعمونَ خِياراتِ أعــلام الهــدى بالأمس، وما بين الأمسِ واليوم، دروسٌ وعبرُ لكلِّ الطُّغاةِ، فاعتبروا وأذعِنوا لخياراتِ اليمنِ قبل أن يجرفَكم غضبُ الله وغضبُ اليمنيين.
فشعبُنا اليمنيُّ ومن واقعِ تحمُّلِه للمسؤولية يخوضُ المواجهةَ الحاليّةَ دفاعًا عن هُــوِيَّةِ اليمن وهي الهُــوِيَّة العربية الأَسَاسية وهو حاضرٌ لأن يخوضَ المواجهةَ بشكلٍ أشمل َوأوسعَ دفاعًا عن هُــوِيَّةِ الأُمَّــة؛ ودفاعاً عن مقدساتها.
فما هو آتٍ مع قطارِ التطبيعِ تصعيدٌ أمريكيٌّ إسرائيليٌّ لتصفيةِ القضيةِ الفلسطينيةِ وتصفيةِ أُمَّـة بأكملِها وسلخِها عن تاريخِها وهُــوِيَّتِها الإسلامية.
يتطلعُ الشعبُ اليمنيُّ إلى آفاقِ الصراعِ المفتوحِ مع قوى الاستكبار ِالعالميِّ الساعيةِ بما تملكُ من نفوذٍ لجرِّ العالمِ العربيِّ إلى قطارِ الصهــينة.