رسائلُ بين انتظار الرد وتعيين السنوار
بشرى خالد الصارم
حُسم الأمر بين حماس ومن سيكون قائدها الذي تم اتِّخاذ هذا القرار في إطار شرعية حماس بتكليف «يحيى السنوار» برمزيته لـ (طوفان الأقصى) وقائد لحركتها ومقاومتها.
فما بين فترة الرد ووقته المجهول المحسوم، وما بين الخوف والرعب المعلن عنه إسرائيلياً بين صفوف المقاتلين الإسرائيليين وبين قاداتهم والمنطقة بأكملها، تقوم حماس بإعلان “يحيى السنوار” خليفة للشهيد “إسماعيل هنية” ضمن عملية نوعية مؤسّساتية هذه المرة لتضرب “إسرائيل” على وترها الحساس التي لا تنام منذ عشرة أشهر كما يقر مستوطنوّها، وبين بداية الرد الحتمي على اغتيال الشهيد هنية.
عقاب مزدوج للاحتلال هذه الأيّام، انتظار رد المقاومة وانتظار رد إيران، واختيار قائد الطوفان والمشرف العام عليهِ، والمخطّط لأدق تفاصيلهِ، والمتابع والمدير والمحفز، فما بين الانتظار والسنوار رسائل يحاول العالم قراءتها علناً تارةً وسراً تارةً أُخرى، لعل ما سلف هو الرسالة الأولى بأن حماس تختار من تضعه “إسرائيل” في خانة المطلوبين لتسلمه البيعة من حَيثُ لم يتوقع الصديق أَو العدوّ.
اختارته حماس بإجماع وحب وانتماء، والإجماع على السنوار هو إجماع على الطوفان، وبهذا الخيار نحن أمام تعزيز المقاومة والصمود والتصدي، فهَـا هي حماس ترمي بثقلها وراء المقاومة التي نفذت الطوفان وما زالت تقاتل.
يحيى السنوار المطلوب رقم واحد إسرائيلياً، اختياره يرسخ القناعة القائلة بأننا في وسط مرحلة الميدان والردود وإعادة رسم خريطة الطريق في المنطقة، فعلاقات أبو إبراهيم طويلة داخلياً وخارجياً وهي ممتدة مع محور المقاومة ككل عبر خطوط مفتوحة الأفق وفق استراتيجية الممكن الشامل.
وعلى ضوء الدلالات والرسائل تبرز أَيْـضاً المسألة القانونية داخل حماس كمؤسّسة لتفرض السنوار رئيساً لها لو لم يستشهد نائب الحركة الشهيد «صالح العاروري»، فالرسالة الحمساوية موجهة هنا تهديد صريح إلى من راهن على تفكيك كتائب القسام في قطاع غزة وفي الحركة عُمُـومًا. ومفادها “اغتلتم هنية فجئناكم بالسنوار” رجل الطوفان، وقائد الميدان، وبمعنى آخر مواجهة النار بالنار.