حُبُّ الجهاد والاستشهاد
بطنين بن مرتع
الجهاد سنام الإسلام، ولا عزة ولا كرامة إلَّا بجهاد وتضحية في سبيل الله؛ مِن أجلِ إعلاء كلمة الله ونصرة للمستضعفين من البشر وتحرير للمقدسات من اليهود الغاصبين أحفاد القردة والخنازير وأذنابهم.
فلا شك بأن كُـلّ إنسان عرف معنى كلمة جهاد فلا بد بأن لديه القناعة الكاملة على تحمل أي مشاق أَو متاعب تحصل في فترة جهاده؛ لأَنَّ الهدف من ذلك هو رضا رب العالمين وإقامة العدل.
لا بدَّ بأن لديه القناعة بأنه لن يتردّد في عمله الجهادي والسير فيه مهما بلغت ذروة التحديات؛ لأَنَّ النهاية هي الآخرة وما فيها من نعيم أبدي.
فالشهيد أبو العبد إسماعيل هنية -رحمه الله- رفع راية الجهاد وهو على استعداد للاستشهاد في سبيل الله كما استشهد القادة من قبله، ولم يسقط مشروعهم الجهادي بمُجَـرّد استشهادهم، بل حمل الراية قادة أعدهم القادة الذين استشهدوا قبلهم أمثال الشهيد أحمد ياسين -رحمه الله- وغيره من القادة العظماء.
الشهيد إسماعيل هنية كأنه يقول كما قال الإمام الحسين -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-.. إذَا كان دين محمد لا يستقيم إلَّا بقتلي فيا سيوف خذيني..
أو كما قال الإمام زيد -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ-.. وددت أن يدي ملصقه بالثريا وأقع، حَيثُ أقع، أشلاء مقطعة، أَو لحم متناثر أَو إربًا إربًا على أن يصلح بي الله دين جدي رسول الله “صلى الله عليه وآله وسلم”.
فلسان حال الشهيد أبو العبد… يقول يا الله خذني شهيدًا على أن تنصر أهلنا في غزة.
خذني شهيداً كما استشهد الشيوخ والأطفال في غزة.
خذني شهيداً فداء لمن تبقى من أهل غزة.
خذني شهيداً وأكون سبباً لوقف المجازر والمذابح في غزة.
خذني شهيداً لأرتاح من الدنيا فقد تعبت من الأعراب فهم أشد كفراً ونفاقاً إلَّا ما رحم ربي.
لسان حال الشهيد أبو العبد إسماعيل هنية.. يقول خذلوني العرب والمسلمون ولم يدافعوا عن المقدسات وكأنها خاصة بأهل فلسطين
خذلونا المسلمون رغم كثرتهم ولم يدافعوا عن الأطفال في غزة وكأن أهل غزة ليسوا بشرًا.
خذلونا العرب والمسلمون ولم يدعمونا بمال ولا سلاح إلَّا القليل منهم.
خذلونا العرب والمسلمون وكأن الجهاد كتب علينا ولم يكتب عليهم.
خذلونا العرب والمسلمون وتركونا في قطعة أرض صغيرة يقاتلنا اليهود والأمريكان وهم يتفرجون علينا مذلولين، خانعين، ساكتين، والقليل من شجب وأدان.
خذلونا يا الله وانشغلوا بجمع الأموال، واعتلاء الكراسي والقصور، واللهو مع السكر والمجون.
اللهم أحكم بينا وقومنا وأنت خير الحاكمين.
رحم الله الشهيدَ أبا العبد إسماعيل هنية وجميع الشهداء.