الردُّ الإيراني والهلعُ الإسرائيلي والتكتيكُ الصادم

غيث العبيدي..!!

تسعى الجمهوريةُ الإسلامية الإيرانية، لتوجيهِ ضربةٍ مميتة، بسيناريو جديدٍ -قوي وسريع ومفاجئ- ليصبحَ بعدها العدوُّ الصهيوني كياناً غيرَ نافع، بوجود مجازي، وحالة افتراضية، وغيرَ قادر على تحمُّل الالتزامات الخارجية، وروتين الأنشطة الداخلية التي يزاولُها حَـاليًّا، مثل أية دولة أَو كيان آخر، وسيسلب الرد الإيراني “الصهاينة” رتبة البازيات التي وضعتهم الدويلات الصحراوية فيها؛ فيرتضون لأنفسهم حياةَ الذُّلِّ والخضوع وتدنِّي المكانة وضياع الهيلمان؛ شرطَ بقاء كيانهم على قيد الحياة، آملين استبدالَ حكوماتهم وأحزابهم وأفكارهم وَقناعاتهم الحالية، بحكومات وأفكار وقناعات أكثر واقعية، لرؤية الأشياء والأحداث المستقبلية بوضوح ومهارة.

التصريحاتُ النارية لكبار المسؤولين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، والتي صدرت من أماكنَ مختلفة، ومشارب مختلفة، بخصوص الرد الإيراني على الكيان الصهيوني، على خلفية اغتيال القائد إسماعيل هنية في طهران، ليس من فراغ، ولا أُمنيات عابرة، ولا هوىً في نفس القادة، ولا خيارات ثانوية، وحتماً ليست لُعبةً سياسية، ولا تعبيراتٍ مجازيةً تتجسَّدُ فيها الروحُ الانتقامية، وإنما هي عن حقائقَ ملموسةٍ، بقدراتٍ عسكريةٍ صاروخية صنَّفها كبارُ الخبراء في العالم على أنها الأكبر قاريًّا والأدقُّ في إصابة أهدافها في الشرق الأوسط.

فحينما أراد العالم أجمع أن يسقط دمشق وبغداد بسياق واحد ووقت واحد، قالت طهرانُ كلمتَها ومنعت سقوطها، فأظهرت الجمهوريةُ الإسلامية الإيرانية ما تريد إظهاره في تلك الحروب، إلَّا المستثنيات التي أخرجتها من حكم الظهور، لتكون المفاجأة التي ستذهل العالم، فالقادم الإيراني والدوائر المرتبطة بها، يختلفُ عن كُـلّ ما سبق جعل العالم برمته من أقصاه لأقصاه في تيه وحيرة وترقب.

الاستنفار الإسرائيلي، والتأهُّبُ والتقديرات والتحليلات والخشيات، والهجرات الجماعية للأفراد والشركات ورؤوس الأموال، والكساد الاقتصادي، وتعطيل المنافذ الجوية والبحرية، والخسائر بمليارات الدولارات، وانخفاض التصنيفات الائتمانية الإسرائيلية عالميًّا، والاستمرارُ الحادُّ في التمويل العسكري، وزيادة الإنفاق الحربي، وارتفاع الدين الإجمالي العام، وهجر البيوت والشوارع وأماكن العمل، والراحة والرفاهية المعهودة لدى الإسرائيليين، والنوم في الملاجئ وقوفاً، والوصول لمرحلة اليأس الشديد، مَـا هو إلَّا شكل من أشكال الرد، أَو يمكن تصنيفُه على أنه تمارينُ ما قبل رصاصة الرحمة.

WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com